شخصيات مؤثرةعجائب

ارنست همنجواي.. أديب تفادى الموت مرارا قبل أن يذهب له بقدميه

ارنست همنجواي، اسم لامع لروائي وأديب عبقري، لم تخلو حياته من أحداث درامية، أبرزها هروبه العجيب من الموت لأكثر من مرة، قبل أن يقرر الذهاب إليه بنفسه.

كاتب حائز على نوبل

لا يحتاج الكاتب والروائي الأمريكي الشهير، ارنست همنجواي، لكلمات عادية تصف عبقريته الأدبية، التي أظهرتها كتاباته ورواياته اللامعة، والتي نال عنها أرفع الجوائز العالمية، وفي مقدمتها جائزة نوبل في الأدب، في عام 1954، حيث أظهر همنجواي تأثره الشديد بكل ما مر به في حياته، من طفولة صعبة، ومرحلة شباب قضى أغلبها بين الحروب، وتقدم في العمر شهد هوسه بالموت، رغب هروبه منه بشكل مثير، لمرات عدة.

ولد همنجواي في عام 1899، بولاية ألينوي الأمريكية، ونشأ وسط أسرة متزمتة، يقودها أب يعاني من أزمات نفسية أدت لانتحاره، ويبدو أن أثرها قد ظهر لاحقا على الروائي الشهير الذي دفعته أحوال البلاد السياسية، إلى خوض غمار الحرب لأكثر من مرة، وذلك بالحرب العالمية الأولى والثانية، وإضافة إلى الحرب الأهلية الاسبانية، حيث أظهر كفاءة وشجاعة يحتذى بها، ربما كانت سببا في تفاديه الموت في أكثر من مناسبة كما نوضح الآن.

الهروب من الموت

كانت بداية الحظ الجيد للكاتب العالمي خلال الحرب العالمية الأولى، عندما نجا من انفجار قوي في عام 1918، تعرض على اثره لإصابات بالغة، إلا أنه عاش طويلا بعدها، وشارك بالحرب العالمية الثانية التي مرت أحداثها عليه بسلام، لكن ذلك لم يمنع من تعرضه لمواجهات أخرى مع الموت، ففي سنة 1935، وأثناء صيده للأسماك في مدينة كي ويست الأمريكية، فوجئ بحوت ضخم يهاجمه، بل وكاد أن يقضي عليه لولا قيام الروائي بقتله بالرصاص.

من جديد، حلت لعنة الموت على همنجواي، إلا أنه أفلت منها كعادته، بالرغم من غرابتها وشدة بأسها تلك المرة، حيث واجه في عام 1954، حادثتين لطائرتين، في يومين متتاليين، الأولى كانت عندما قرر قائد الطيارة أن يهبط بها اضطراريا بالغابة، ليمضي الكاتب ليلته مصابا بين عدد لا بأس به من الأفيال، أما المرة الثانية والتي كانت في اليوم التالي، فتمثلت في سقوط الطائرة الأخرى التي كانت من المفترض أن تنقذه من مصيره المجهول، حيث اشتعلت بها النيران قبل هبوطها، إلا أن ذلك لم يقضي على حياة الأديب العالمي، الذي قال حينها: «يبدو أن حظي يسير بشكل جيد تماما حتى الآن».

في النهاية، رحل الكاتب الكبير في عام 1961 انتحارا، عندما أطلق الرصاص على نفسه ببندقيته المفضله، تماما مثلما أنهى والده حياته منذ سنوات طويلة، ليبقى ارنست همنجواي رغما عن ذلك في ذاكرة التاريخ، الكاتب الأسطوري الذي تفادى الموت قبل أن يذهب إليه بقدميه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى