ثقافة ومعرفة

الجلامة.. تراث من بادية مصر يعود تاريخه إلى الفراعنة!

«الجلامة».. ربما لا يعرف الكثيرون عن هذه الكلمة شيئا، على الرغم من أنها مسمى تراث موجود في محافظة مطروح بجمهورية مصر العربية يحتفل به أهل البادية وسكان الصحراء الغربية، وهذا الاحتفال يبدأ من شهر إبريل إلى شهر مايو من كل عام، بحيث تكون هذه الاحتفالية بداية فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء.

ما هي؟

الجلامة
الجلامة

«الجلامة» هي عملية جز صوف الأغنام، والكلمة أصلها بدوية، وتستخدم في تجليم الأغنام، أي جز صوفها بالمقصات بدوية، وقد اختار أهل البادية هذا الفصل من السنة لتجنب الإصابة بالأمراض سواء كان بسبب سوء أحوال الجو أو الحشرات والفطريات، كما يتم تخليص الأغنام من الفراء الذي تلتصق به الأشواك الموجودة بالنباتات الصحراوية والتي تنتشر بارتفاع درجة الحرارة.

تاريخه يعود إلى الفراعنة

الجلامة
الجلامة

يحفل التراث البدوي بهذه الاحتفالية، وذلك لأن هذا الموسم يتجمع فيه أصحاب الأغنام في الأسواق ويجلبون أغنامهم للجلامة لجز الأصواف، كما يتم الغناء بالمعزوفات البدوية، والتي تدعو إلى التفاؤل والأمل بمستقبل أفضل، ويتناول فيها البدو مأكولات شهيرة لديهم مثل «المفروكة، والعصيدة، والجارية، والرز الحمر»، وتنتشر هذه الموروثات بين أبناء قبائل أولاد علي إلا أنها في اندثار، ولكن لا يمكن أحد أن ينكر أنها قديمة وتعود بجذورها إلى آلاف السنين حتى قال بعض الباحثين إنها: «تعود إلى العصور الفرعونية».

يمتاز صاحب مهنة الجلامة بخفة اليد والمهارة العالية في التعامل مع الأغنام حتى لا يتم جرحها عند حلاقة الصوف، ويبدأ الجلام بجز الصوف بداية من البطن مرورا بالصدر ووصولا إلى الرقبة والأطراف الأمامية متجها إلى الكتف والظهر، وفي النهاية يتم لف الصوف بطريقة معينة للحفاظ عليه وسهولة فكه وعرضه على المرحلة التي تليه، كما يتم تجميع الأصواف في ركن من الخيمة البدوية «بيت الشعر» و«بيت العرب» ومن ثم وضعها في «جوال» أو ما يسمى بالـ«شوال».

وتعتبر أصواف الأغنام المنتشرة في الصحراء الغربية من نوعية البرقي من أفضل أنواع الأصواف، ويزداد الطلب عليها، وذلك لدخول أصوافها في العديد من الصناعات البدوية فيما بعد مثل البطاطين والكليم، والحوايا، والمشغولات اليدوية، وهذه المنتجات كلها عادات موروثة منذ القدم، وتعد هذه المنتجات ثروة حقيقية، كما يدخل البعض هذه الأصواف بعد غزلها يدويا في اللباس البدوي مثل العباءات الصوف والجرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى