الصحة النفسية

علاج الاكتئاب الناتج عن السحر.. كيف يكون؟

بسبب التخبط الكبير في عالمنا العربي، فإنه ليس من السهل علاج الاكتئاب الناتج عن السحر والشعوذة، فالجهل الذي يلفنا في المجال النفسي ومجال السحر يجعلنا غير قادرين من الأساس على التفريق بين كلٍ منهما، وربما اتهم مريض الاكتئاب بكونه مسحورًا، والعكس صحيح، ومن هنا فإنه من الأهمية بمكان التعرف على ماهية كلٍ منهما وتحري الطريقة المثلى للتعامل مع من تظهر عليه أي أعراض تدل على إصابته، فلا يمكن علاج هذا سوى بالعلم.

العلاقة بين السحر والاكتئاب

علاج الاكتئاب الناتج عن السحر

هناك ارتباطٌ وثيقٌ بين علم النفس والسحر، إذ إن السحر يقوم على التحكم في إدراك الإنسان وإيهامه بالأفكار المشتتة لتفكيره وصرفه إلى شيءٍ ما، ولا يمكن التأثير على الإنسان بالسحر دون فهم طبيعته البشرية وسيكولوجيته، والسحر يعتمد على الهفوات الإدراكية التي يستخدمها الساحر في تشتيت العقل والقيام بحركاتٍ بسيطة يظن الإنسان المصاب بأنها خارقة بسبب التشتيت الذي يعاني منه، ومجرد شعور الشخص بأنه متأثرٌ بالسحر فإن ذلك يؤدي به للاكتئاب، وعلم النفس، مع ذلك، لا يعترف بوجود السحر ويعتبره عالمًا أسطوريًا، ولكن من الناحية الواقعية والدينية فلا يمكن إنكار وجوده، وهو مذكورٌ في القرآن الكريم.

علاج الاكتئاب الناتج عن السحر

الكثير من الحالات تعاني من الاكتئاب لفتراتٍ طويلةٍ بعد التعافي من تأثير السحر، وهنا لا بد من التعامل مع هذه المشكلة بالشكل الصحيح، فالوحيد الذي يمكنه أن يحدد درجة الاكتئاب لدى المصاب هو المتخصص في المجال النفسي، وبالتالي يمكنه تقديم يد العون له ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالته، وهناك أكثر من طريقة يمكن دمجها معًا للتخلص من أعراض الاكتئاب وتوابع السحر، والتي نوردها في الفقرة القادمة.

كما سبق وأسلفنا، فإن هناك أكثر من طريقة يمكن من خلالها التخلص من الأعراض المزعجة الناتجة عن الإصابة بالاكتئاب، سواء سبقه سحرٌ بالفعل أم كان ذلك محض وهم، وهذه الطرق هي كالتالي:

  • التحصن بالقرآن الكريم والتوكل على الله دومًا، فالمداومة على قراءة القرآن تصرف الهم والغم.
  • شغل النفس بكل ما هو نافعٌ ومفيدٌ لها، حتى وإن افتقد الشخص الطاقة الجسمانية، فالتحامل قليلًا يذهب البأس.
  • الحرص كل الحرص على قراءة الأذكار الصباحية والمسائية، ففيها وقايةٌ من السحر والحسد والجان.
  • المداومة على الصلوات الخمس وعدم تفويت أي فرض منها لأي سببٍ كان.
  • العلاج السلوكي المعرفي على يد متخصص لتغيير منظومة الفكر كلها وتحويلها لإيجابية.
  • قد تكون هناك حاجة للعلاج الدوائي، وهي جرعاتٌ من الأدوية المضادة للاكتئاب يصفها الطبيب.

كيف أعرف أني أعاني من سحر الاكتئاب؟

هناك من الناس من يعانون من سحر الاكتئاب ويشعرون بالتخبط حول ماهية ما يحدث لهم، أهو من السحر أم أنه مجرد اكتئاب، والسبب في ذلك يعود إلى وجود تشابه كبير بين الأعراض التي تظهر على المسحور وتلك التي يعاني منها مريض الاكتئاب، وأهم أعراض سحر الاكتئاب هي كالتالي:

  • التشتت في التفكير والتخبط في الكلام.
  • عدم قدرة الشخص على الاستقرار في مكانٍ واحدٍ أو قيامه بعملٍ واحدٍ.
  • إهمال الشخص لمظهره.
  • ضعف الذاكرة والنسيان الدائم.
  • الشرود الدائم والذهول بدون أسبابٍ واضحةٍ

هل دائمًا يكون الاكتئاب ناتجًا عن السحر؟

في بعض الحالات يظن الشخص أنه يعاني من السحر بالخطأ بمجرد شعوره بفقدان الشغف وتبدل طاقته إلى سلبية وحدوث تغيير كبير في حياته، وبعد أن يدخل في دائرة الاكتئاب يتيقن أن ما كان به إنما كان سحرًا تلاه اكتئاب، ولكن إذا ما تكلمنا من الناحية العلمية، فإن فقد الطاقة النفسية والجسدية قبل الإصابة بالاكتئاب ما هي إلا بعض الأعراض التي تسبقه، أو يمكننا القول إن هذه تكون بداية الاكتئاب، والأفضل البحث عن سبب المشكلة بالشكل العلمي الذي يساعد على حلها جذريًا بدلًا من التركيز على فكرة السحر أو الحسد فقط، حتى ولو كانت هذه أشياء موجودة بالفعل وجميعنا يؤمن بها.

نصائح تساعد على علاج الاكتئاب الناتج عن السحر

الاكتئاب الناتج عن السحر

إذا لاحظ الشخص تغيرًا غير منطقي في تفكيره وسلوكياته وبات يشك بأنه ربما يكون أصيب بالسحر فإن يمكنه العمل بالنصائح التي سنوردها فيما يلي ليتمكن من علاج الاكتئاب الناتج عن السحر بأشكاله:

  • عدم الخوف أو الخجل من الذهاب إلى الطبيب النفسي، حتى يتأكد من ماهية ما يحدث معه.
  • استشارة أحد المشايخ أو علماء الدين عن الآيات القرآنية والأدعية التي ترقي الإنسان وتحصنه من السحر.
  • لا يجب التسرع في الحكم بأن الشخص مسحور، فربما تكون مجرد أزمة نفسية يمر بها، وهذه هي عوارضها.
  • الحفاظ على أهل البيت الذين يحيطون بالشخص وتحصينهم بالآيات القرآنية وذكر الله- تعالى.
  • كلما كان الشخص لديه الوعي وعلى قدرٍ من الثقافة فإنه يتمكن من فهم ما يحدث له ويتعامل معه.

كيفية التفريق بين السحر والاكتئاب

في حال أصيب الشخص بأي من الأعراض السابق ذكرها، البعض منها أو جميعها، فإن عليه استشارة أحد المتخصصين في المجال النفسي وآخر في العلوم الشرعية، فالطبيب النفسي يمكنه عمل الكثير من الفحوصات التي يتأكد من خلالها مما إذا كان الشخص يعاني من أحد الأمراض النفسية أم لا، ومن خلال الرقية الشرعية التي يقوم بها عالم الدين يتم التأكد من عدم إصابة الشخص بالسحر، أو علاجه منه إن كان بالفعل يعاني متاعبه.

مما سبق يتبين لنا أنه من خلال العلم الشرعي والطب النفسي يمكن علاج الاكتئاب الناتج عن السحر بأشكاله، ولا يمكن أن يغني أي من الطريقين عن غيره، فالجن لا يصرفه إلا القرآن الكريم وذكر الله- تعالى، وهو أمامهما ضعيفٌ كل الضعف، كما أن التعب النفسي الناتج عنه يحتاج للعلاج النفسي الممنهج، وهذا مما يحث عليه الشرع، فالشريعة الإسلامية تنص على وجوب العلاج بكل السبل وتأمر بالأخذ بأسباب الشفاء والتعافي.

المصادر:

ميديكال نيوز توداي.

بي بي سي.

ويب ميد.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى