الصحة النفسية

الأمراض النفسية الشائعة.. وأهم الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًا

ما زال خطر الأمراض النفسية الشائعة في تزايد مستمر وملحوظ، ونتائجه غير المرضية آخذة في الازدياد بشكل مخيف، وإحداث عواقب وخيمة على المستوى الشخصي والاجتماعي، ولكن من لطف الله وقدره أن جعل لكل داء دواء؛ للتغلب على ما يعاني منه الإنسان، لكن الشيء الضروري هنا، والذي يعد محور حديث اليوم هو الوعي التام بهذه الأمراض المنتشرة التي سادت مجتمعنا، وأصبحت خطرًا داهمًا يهدد صاحبه، تابع معنا لمعرفة المزيد. 

الأمراض النفسية 

الأمراض النفسية الشائعة

الأمراض النفسية ما هي إلا مجموعة كبيرة من اضطرابات الصحة العقلية قد تكون حادة أو خفيفة، تؤثر بشكل سلبي على الحالة المزاجية للشخص، وكذلك جميع أنماط سلوكه وما يجول بخاطره، الكثير منا معرض للإصابة بهذه الأمراض النفسية من حين لآخر وهذا طبيعي، ولكن الشيء المقلق حقًا عندما تظل أعراضه مستمرة، تؤدي إلى الإصابة بالإجهاد المتكرر، التأثير على جميع الأعمال التي يقوم بها الإنسان، سوء التعامل مع كافة متطلبات الحياة، وفقدان الشغف نحو جميع الأمور المحببة لديه.

الجدير بالذكر أن هناك ما يزيد على 200 نوع من الأمراض النفسية، هناك ما هو شائع وأنواع أخرى نادرة تصيب قلة قليلة من أفراد المجتمع، ولكن سنتطرق إلى الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا خلال السطور القليلة القادمة، والتي تجعل الإنسان بائسًا، وفاقدًا الهمة العالية نحو المتطلبات الروتينية والعادات الاجتماعية، والتي تنعكس على شخصيته بالسلب؛ وبالتالي حدوث مشكلات عديدة في الحياة اليومية. 

الأمراض النفسية الشائعة 

هذا المصطلح يضم عددًا لا بأس به من الاضطرابات التي قد تنعكس على تفكير الفرد، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذه الاضطرابات جميعها ترجع إلى مسببات وعوامل رئيسة كالبيئة المحيطة، الجينات الوراثية والأنشطة الروتينية اليومية، دعونا نلقي نظرة سريعة على أكثر الأمراض النفسية انتشارًا فيما يلي: 

اضطراب القلق العام 

هذا النوع من الاضطراب ينتج عنه شعور المريض بالقلق العارم، حقيقةً إنه غير منطقي على الإطلاق، إذ يسيطر على تفكيره بشكل دائم، ويجعله في حالة من القلق بشأن كافة الأمور الطبيعية التي ترتبط بأسرته، عمله، وأمور مختلفة في نواحي الحياة دون داعٍ، وجميعها لا تستدعي هذا الخوف المتزايد، ليس هذا فقط، بل يؤثر على المريض من حيث: القيام بالأمور والأنشطة المعتادة لديه، ومن العلامات التي ترافق اضطراب القلق العام ما يلي: 

  • الشد العضلي. 
  • اضطرابات في النوم، بمعنى أن المريض يجد صعوبة عند اقتراب موعد النوم، أو يستيقظ مرارًا وتكراراً، كما أنه يشعر بعدم الارتياح بعد الاستيقاظ. 
  • فقدان القدرة على التحكم بمشاعر الخوف والقلق. 
  • كثرة الانفعالات، والتهيج. 
  • عدم القدرة على التركيز. 
  • الشعور الدائم بالضيق، والانكسار. 

الاكتئاب 

أكثر الامراض النفسية شيوعاً

الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة، والذي يُطلق عليه أيضًا الاكتئاب السريري أو الشديد، على أية حال هو مرض نفسي يعبر عن الإحساس طيلة الوقت بالحزن، الكآبة الشديدة، فقدان الشغف والاهتمام، وهذا من دوره التأثير على سلوكيات الشخص، وطريقة تفكيره؛ مما يؤدي إلى جني نتائج غير مرغوب فيها كالوقوع في عراقيل عاطفية، وجسدية كثيرة. 

أما عن الأعراض التي تصاحب نوبات الاكتئاب، فإنها تنتاب المريض أغلب الوقت وعلى مدار اليوم، وفي الغالب تكون شبه يومية، وتدوم لمدة ليست بالقصيرة، ونود التأكيد على أن الإحساس بالحزن، والكآبة، أو أي من الأعراض التالي ذكرها من وقت لآخر لا تدعو للقلق، الخوف الحقيقي هو دوامها وظهورها بصفة يومية، وحينها يعد التواصل مع الطبيب هو أفضل الحلول، ومن أبرز هذه العلامات ما يلي: 

  • الانفعال الشديد تجاه أبسط الأمور. 
  • نقص ملحوظ في الوزن، واضطراب الشهية. 
  • الإصابة ببعض الاضطرابات العضوية مجهولة السبب كآلام الظهر، والشعور بالصداع. 
  • عدم القدرة على اتخاذ أي قرارات، والقدرة على التفكير. 
  • كثرة المعاناة من صعوبات ومشكلات كثيرة في مكان العمل، وكذلك المحيط الاجتماعي. 
  • الإحساس بالبؤس. 
  • فقدان المتعة تجاه كافة الهوايات، والأنشطة المفضلة. 
  • الشعور الدائم بالذنب. 

اضطرابات الأكل 

يندرج اضطراب الأكل ضمن الأمراض النفسية الشائعة والتي تمثل خطرًا داهمًا على الإنسان؛ نظرًا للآثار الجانبية التي يحدثها بسبب عدم الحصول على القدر الكافي من عناصر الغذاء الضرورية، مع العلم أن أغلب هذه الاضطرابات يُفرط المريض بالتفكير في قوامه وكذلك الوزن، الأمر الذي ينتج عنه طقوس أكل تنعكس بالسلب على مشاعره، وقدرته على التعايش، والتأقلم مع متطلبات الحياة اليومية، ومن الأعراض التي تظهر جراء هذا الاضطراب ما يلي: 

  • الإكثار من الأنشطة، والتمارين الرياضية. 
  • استهلاك كميات ضئيلة من الغذاء. 
  • اتباع طرق صارمة، أو طقوس غريبة بعض الشيء عند تناول الطعام. 
  • الابتعاد عن حضور أي مناسبات اجتماعية تشتمل على ضيافة الأطعمة. 
  • الهوس بشأن الإفراط في الوزن، وتغير القوام. 
  • قد يلجأ المريض إلى التقيؤ عن قصد بعد الانتهاء من تناول أي وجبة غذائية. 
  • الشكوى المستمرة من بعض الاضطرابات العضوية مثل الآتي: 
    • تأخر الطمث لدى السيدات، أو انقطاعها. 
    • الشعور بالإعياء، والدوخة. 
    • اضطرابات الهضم. 

الوسواس القهري 

هو أحد الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا، وسبب الإصابة به هو دخول الإنسان في دائرة من الوساوس، التصورات، التخيلات، الأفكار المتداخلة وغير المرغوب فيها، الأمر الذي يؤثر بدوره على عدم القدرة على إنجاز أي أعمال يومية، كما أنه يتبع بعض السلوكيات القهرية بغية التغلب على هذه الوساوس، والتصورات، والهواجس المصاب بها، ويمنع تفاقمها، لا يرتبط الوسواس القهري بعمر معين، إذ قد يصيب الفرد في أي وقت، وفي كافة نواحي الحياة. 

يجب التنويه إلى أن الكثيرين معرضون للإصابة بالوساوس وبعض الهواجس أثناء حياتهم، وهذا لا يقصد به معاناتهم من الوسواس القهري، إذ تعتمد آليات تشخيص هذا الاضطراب النفسي على ما إذا كان له تأثير كبير على الإنسان من حيث: إهدار وقته، وقدرته على مباشرة أمور حياته اليومية، ومن أعراضه نذكر منها ما يلي: 

  • الخوف الشديد من عدم الحصول على الأشياء التي يرغب فيها. 
  • المبالغة في ترتيب الأشياء، وتنسيقها بشكل متشابه. 
  • الإفراط في النظافة. 
  • كثرة الانشغال بالتأكد من بعض الأمور كقفل الأجهزة الكهربائية، وأقفال الأبواب.

الأرق 

الاكتئاب والأمراض النفسية الشائعة

يقصد بهذا المرض النفسي عدم القدرة على النوم والدوام فيه ليلًا، ويجب العلم أن الإحساس بالأرق من وقت لآخر من الأمور الطبيعية جدًا ولا تستدعي القلق، أما بالنسبة للأرق موضوع حديثنا الآن، والذي يندرج ضمن الأمراض النفسية الشائعة فقد يكون مزمنًا أو حادًا، الحاد منه يدوم لأكثر من أسبوع، أمّا المزمن فينتاب المريض 3 ليالٍ أسبوعيًا، ويستمر 3 أشهر أو يزيد، وتتضمن أعراض الأرق بشكل عام ما يلي ذكره: 

  • عدم القدرة على أخذ القدر الكافي من الراحة بعد الاستيقاظ من النوم. 
  • الإحساس بالخمول، والنعاس خلال النهار. 
  • الشعور بالقلق، والاكتئاب. 
  • كثرة التفكير، والقلق بشأن النوم. 
  • نسيان بعض المهام التي يجب فعلها. 
  • صعوبة في النوم. 

هل يمكن علاج الأمراض النفسية الشائعة؟ 

ما أكثر الوسائل العلاجية الفعالة التي لها دور بارز في التغلب على أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، والتي تساعد بشكل كبير في تحسن الحالة النفسية للمصاب! وغالبًا ما تتم عملية الاستشفاء بنجاح عند اتباع العلاج المناسب، والانتظام عليه الفترة المحددة له؛ لذا نهيب بضرورة وضع جميع نصائح، وإرشادات الطبيب النفسي نصب عينيك، والتي لها عظيم الأثر في عدم تدهور الحالة، وتفاقمها سوءًا، كما تبين أن المصابين الذين التزموا بالطرق العلاجية بدا عليهم تحسن كبير، ونتائج مبهرة. 

نصائح للحد من أعراض الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا 

نصائح الحد من الأمراض النفسية

السؤال الذي يجول في أذهان الكثيرين، هل يمكن الوقاية من الاضطرابات النفسية؟ حقيقةً لم يتم التوصل إلى سبل وقاية مؤكدة، ولكن الشيء الجيد هنا هو في حال تشخيص حالتك على أنك مصاب بمرض نفسي، يمكنك اتباع بعض الإجراءات، والنصائح التي تحد من تفاقم الوضع، وذلك لحين استشارة طبيب الأسرة، ومن أهمها ما يلي: 

  • اتباع نظام غذائي صحي وسليم يحتوي على جميع عناصر الغذاء الأساسية. 
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم. 
  • الخروج في الهواء الطلق مليًا يساعدك وبشكل كبير في التغلب على الأعراض التي تنتابك من جراء أي مرض نفسي يصيبك، أو حتى التقليل منها. 
  • التقرب إلى الله ‑عز وجل- مع التحلي بالصبر، وقوة الإرادة على الشفاء من أي اضطرابات نفسية. 
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية، وكذلك الهوايات المفضلة لديك. 

ختامًا… دعك من أي نظرات غير مستحسنة من قبل أنصاف المتعلمين الذين ينظرون إلى الأمراض النفسية الشائعة على أنها وصمة عار، وأن المريض النفسي غير مؤهل أو مسؤول، ولا تستهن بما أنت فيه، وخذ الخطوات والإجراءات العاجلة فور التأكد من إصابتك بأي اضطراب نفسي، وابدأ العلاج في وقت مبكر.

المصادر:

هيلث لاين.

بيتر هيلث.

مايند.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى