«بئر سيسرا».. آثار سعودية مما قبل الميلاد

تقع بئر سيسرا في الشمال الغربي لمدينة سكاكا بالمملكة العربية السعودية، وهذه البئر قد نحتت من الصخر، وتعتبر من أبرز المعالم الموجودة بمنطقة سكاكا وأكثرها شهرة، لمَ لا وقد تم حفر هذا البئر على هيئة شكل هندسي خرافي مبدع، وقد بذل فيه البناؤون حرفية نادرة وأساليب بارعة ومبتكرة، فطريقة النحت بذاتها لوحة فنية تلفت الأنظار.

سبب التسمية

سميت هذه البئر بـ«بئر سيسرا» نسبة إلى قائد كنعاني وكان يطلق عليه «سيسرا» وهو اسم مذكر عربي على عكس ما يتوقعه البعض أنه روماني أو غيره، كان «سيسرا» وقتها قائدا للجيوش الكنعانية، وقد سجلت التوراة والإنجيل هذا الاسم في بعض نصوصهما على أنه كان عدوًا بارزًا لليهود، فلقد كسر شوكة اليهود في شبه الجزيرة العربية أثناء فترة حكم ملك الكنعانيين «يابين»، وهذا الملك قد أمر «سيسرا» بحرب اليهود وإذلالهم وتفقد آثارهم أينما كانوا ومن ثم القضاء عليهم، ولقد نشب قتال شديد في أرض فلسطين مع اليهود هناك، وبعد هذه المعركة أذل «سيسرا» اليهود تحت إمرته لمدة 23 عامًا، وطوال هذه الفترة لم يهنأ اليهود بحياة إلا وتكدرت عليهم بسبب القائد «سيسرا».
وقد ورد ذكر اسمه في سفر يهودي اسمه «القضاة»، وفيه يذكر أن الله قضى عليه وأراح الدنيا من مكره.
 

جغرافيا بئر «سيسرا»

تقع هذه البئر على القرب من قلعة زعبل، وتبعد عنها نحو 200 متر بالتقريب، وهي من ناحية الجنوب الغربي للقلعة، وتمتاز البئر بوجود درج منحوت من الحجر الصخر، ومن الجهة الشرقية له توجد فتحة لنقل المياه إلى جميع أنحاء المدينة، وتعتبر هذه البئر هي الرابط الوسيط بين قلعة زعبل واللقائط التي تقع شرق مدينة سكاكا عن طريق أحد الأنفاق الأرضية على طول مسافة تقدر بـ3 كيلو مترات، ونحت البئر دلالة على تراث الكنعانيين والأنباط في ذلك التوقيت، ويأخذ تجويفه هيئة شكل بيضاوي وبداخله الدرج.
وjبعد عن البئر ساقية تعمل من خلال مياه بئر «سيسرا» عن طريق تدفق الماء عبر نفق طوله 4 كيلو مترhj، وهذه الساقية عرضها 4 متر، كما أنها تمثل حدود منطقة قارا مندي، والتي تشتهر اليوم بالقرية النسائية، وشمال هذه الساقية هناك بساتين رائعة، ولكن الأروع من كل ذلك، هو أن هنا تجمع للمياه حول نهاية الساقية موجودة ليومنا هذا وهي عبارة عن السبخة الموجودة بين الصناعية والقرية النسائية.

عمر بئر «سيسرا»

إن الناظر في هذا البئر لا بد أن يعلم أن هذه التحفة الضخمة بنيت قبل الميلاد بـ3000 سنة، وهذه دلالة على عظمة التفكير لهؤلاء القوم الذين بنو آبارًا وقلاعًا وحصونًا ظلت شاهدة على عراقتهم.