أعمال

الديون.. تأثيرات مالية وذهنية

دراسة حديثة تكشف عن فوائد ذهنية تنبع من تسديد الديون، تتمثل في تحسين الأداء المعرفي وتقليل مشاعر التوتر والقلق لدى المدين إلى أبعد الحدود.. فما التفاصيل؟

فوائد تسديد الديون

بحثت إحدى الدراسات الحديثة عن مفهوم مختلف يختص بالديون، عندما كشفت عن فوائد ومزايا، لن يشعر بها ‑على الأغلب- إلا الشخص الذي نجح في التخلص من ديونه، مقابل المخاطر المحيطة به قبل ذلك.

أبرزت الدراسة التابعة للمركز القومي لبحوث الخدمة الاجتماعية في جامعة سنغافورة، دور تسديد الشخص ديونه بنفسه أو عبر الجمعيات الخيرية، في تحسين حالته النفسية، بل وتطوره لاحقا على المستوى الفكري، من واقع تجاوز أزمته المالية بسلام.

تطلبت الدراسة الأخيرة تتبع مسار حياة نحو 200 شخص، عانوا جميعا من انخفاض الأجور، وكذلك من ارتفاع الديون المتكالبة عليهم، حتى تم تسديدها بمعرفة الجمعيات الخيرية في سنغافورة.

الدراسة

راقب باحثو جامعة سنغافورة المتطوعين، سواء قبل تسديد الديون أو بعد ذلك، حيث لاحظوا ‑بإجراء بعض الاختبارات المعرفية- فوارق بين القدرة على التركيز في كل حالة، وكذلك القدرة على السيطرة على التوتر ومن ثم اتخاذ القرارات، المالية منها على وجه التحديد.

توصل الباحثون في نهاية الدراسة إلى أنه مع تسديد الديون، انخفضت نسبة ارتكاب الأخطاء عند الخضوع لاختبارات المعرفة إلى 4% فقط، بعد أن كانت وصلت إلى 17% قبل تسديد الديون، كذلك تراجعت مشاعر التوتر والقلق كثيرا، حيث بلغت قبل تسديد الديون 78%، فيما وصلت إلى 53% مع دفع الأموال المستحقة عليهم.

يرى الباحث والطبيب من جامعة سنغافورة، أونج كيان، أن تلك الدراسة الأخيرة تكشف مساوئ الفقر، التي ربما لن تظهر على الأوراق يوما، قائلا: «توضح نتائج الدراسة مخاطر الديون التي تؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمدين، وتمنعه أحيانا من اتخاذ القرارات الصحيحة في حياته لاحقا، الأمر الذي يفسر الدافع النفسي وراء محاولة جميع البشر البعد عن شبح الفقر المادي».

كانت دراسة أمريكية سابقة، وتابعة لمؤسسة Idea42 غير الربحية، قد بحثت من قبل تأثيرات الفقر المادي على البشر، حيث وصفت عقل الشخص المدين بأنه يقبع تحت ركام الديون، ليقلل ذلك من قدراته على اتخاذ القرارات الصحيحة، ويزيد من سلبية أفكاره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى