ثقافة ومعرفة

من «رصاص الحرب» لـ «شغب الثورة».. كوارث نجت منها «كاتدرائية نوتردام»

هي واحدة من أهم التحف الفنية المعمارية حول العالم، يبلغ عمرها 850 عامًا، مسيرة طويلة خلدت خلالها الكثير من الأحداث التاريخية، وشهدت الكثير من الكوارث والاحتجاجات والحروب، لكنها ظلت دائمًا صامدة.. إنها كاتدرائية نوتردام أشهر معالم فرنسا الدينية.

معلم فرنسا الديني

من «رصاص الحرب» لـ «شغب الثورة».. كوارث نجت منها «كاتدرائية نوتردام»

تعرف كاتدرائية نوتردام بالعربية باسم كاتدرائية «سيدتنا العذراء»، وهو المبنى الديني الرئيسي بباريس، وتقع في الجانب الشرقي من إيل دولا سيتي (جزيرة المدينة) أي في قلب باريس التاريخي، ويمثل المبنى تحفة الفن القوطي المعماري الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر.

وتعد الكاتدرائية من المعالم التاريخية في فرنسا، ومثالا على العمارة القوطية الفرنسية، وجاء ذكرها كمكان رئيسي للأحداث في رواية «أحدب نوتردام» للكاتب فيكتور هوجو.

تقوم كاتدرائية نوتردام في مكان بناء أول كنيسة مسيحية في باريس، وهي بازيليك القديس إستيفان والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الگالو-روماني، النسخة الأولى من نوتردام كانت كنيسة بديعة بناها الملك شيلدبرت الأول ملك الفرنجة، وذلك عام 528م، وأصبحت كاتدرائية مدينة باريس في القرن العاشر بشكلها القوطي.

تم بناء الكاتدرائية بين عامي 1160 و 1345، واستغرق الأمر 200 عام للبناء.

تواريخ هامة

من «رصاص الحرب» لـ «شغب الثورة».. كوارث نجت منها «كاتدرائية نوتردام»

شهدت الكاتدرائية الكثير من الأحداث التاريخية الهامة، كما شهدت العديد من الحوادث والتي ظلت صامدة في وجهها جميعًا.

استضافت التتويج الملكي، وتطويق القديسين، وأكثر من بضع زيارات بابوية، وفي عام 1431، تم تتويج ملك إنجلترا هنري السادس، البالغ من العمر 10 أعوام ، ملك فرنسا داخل الكاتدرائية.

في عام 1185، دعا هرقليوس من قيصرية الكاتدرائية التي لم تكن مكتملة بعد.إلى الحملة الصليبية الثالثة.

وأقيم في 2 ديسمبر 1804، داخل الكاتدرائية حفل تتويج ناپليون الأول وزوجته جوزيفين، وقاد المراسم الباباپيوس السابع.

حوادث وكوارث

من «رصاص الحرب» لـ «شغب الثورة».. كوارث نجت منها «كاتدرائية نوتردام»

تعرضت لأضرار جسيمة من قبل اللصوص، الذين حاولوا نهبها خلال الثورة الفرنسية، وفي عام 1905 باتت ملكًا للحكومة الفرنسية، وتم تصنيفها على أنها نصب تاريخي.

في عام 1548، دمرت «أضرار الشغب» ميزات نوتردام، معتبرة أنها وثنية، وأثناء عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، خضعت الكاتدرائية للتعديلات الرئيسية، دمرت فيها عدة مقابر ونوافذ من الزجاج الملون الموجودة في الشمال والجنوب .

بدأ برنامج الترميم المثير للجدل في عام 1845، أشرف عليه المهندسون المعماريون جان باتيست أنطوان لاسوس ويوجين فيوليه لو دوك اللذان كانا مسؤولان عن ترميمات عشرات من القلاع والقصور والكاتدرائيات في فرنسا، استمر الترميم خمسة وعشرين عامًا.

قطعة أثرية

من «رصاص الحرب» لـ «شغب الثورة».. كوارث نجت منها «كاتدرائية نوتردام»

لا تزال كاتدرائية نوتردام والتي يمكن تسميتها أيضًا «سيدتنا» قيد الاستخدام من قبل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية للاحتفال بيوم الأحد وهي مقر رئيس أساقفة باريس.

يوجد داخلها قطعة أثرية تاريخية بارزة ومتميزة تحظى بشعبية كبيرة اليوم وهو «الجرس» الشهير الذي أعيد تصميمه ليخضع للرنين تلقائيًا، يجب أن يكون أي زائر لبرج الجرس مستعدًا لتسلق درج الخطوات البالغ 140 درجة، إذا كان يرغب في رؤية الجرس التاريخي أو إلقاء نظرة على مدينة باريس.

هناك أيضًا رسومات وخطط ونقوش تُظهر الأسرار القديمة والمخفية للعديد من التطورات في الكنيسة وكيف نشأت مدينة باريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى