الصحة النفسية

كيف تقي نفسك فقدان الذاكرة الجزئي؟

كل الأشخاص بالحياة مُعرضون لنسيان بعض الأحداث بشكلٍ عابر وربما تكون أحدهم؛ على سبيل المثال قد لا تتذكر شخصًا قابلته صدفة أو موقفا معينا حدث خلال يومك، ولكن عندما تنسى أحداثًا كثيرة بحياتك دون سبب معلوم؛ فهذا ربما يكون علامة على إصابتك بحالات فقدان الذاكرة الجزئي، وما ينتج عنها من أعراض مختلفة؛ لذلك سنوضح لك أهم أسباب الإصابة بهذه المشكلة، وكيفية علاجها، أو الوقاية من حدوثها بشكلٍ مناسب في السطور التالية.

ما هو فقدان الذاكرة الجزئي

فقدان الذاكرة الجزئي هو أحد أشكال فقدان الذاكرة، وقد يؤدي إلى حدوث بعض التغيرات بقدرة المريض على تذكر بعض الأحداث بحياته، أو صعوبة في معرفة المعلومات القديمة التي مر بها، وقد يؤدي أيضًا إلى عدم تذكر الأحداث والمواقف الجديدة بحياة المريض، وتحدث مشكلة الفقدان الجزئي بالذاكرة نتيجة لوجود خللٍ أو تلفٍ بالأجزاء الموجودة بالدماغ المسؤولة عن الاحتفاظ بالأحداث مما يطلب رعاية طبية لمحاولة علاج المشكلة.

أنواع فقدان الذاكرة الجزئي

ما هو فقدان الذاكرة الجزئي
فقدان الذاكرة الجزئي له عدة أنواع مختلفة من ناحية السبب المؤدي لها أو الأشياء التي قد تفقدها من ذاكرتك بشكلٍ عام؛ وجميعها تكون بسبب التعرض لصدمات معينة، أو مواقف تؤدي لتكُون أحدها بناءً على مقدار الخلل الذي أصاب الدماغ؛ وهي كالتالي:

فقدان الذاكرة الرجعي

في هذا النوع من فقدان الذاكرة يكون المريض قادرًا على تذكر واستيعاب الأحداث التي حدثت بعد تعرضه للصدمة؛ ولكنه غير قادر على تذكر أي حدثٍ متعلق بحياته قبل الصدمة.

فقدان الذاكرة التقدمي

ينتج هذا النوع من فقدان الذاكرة عند التعرض لصدمة أو ضربة قوية في الرأس؛ وفيه يكون المريض قادرًا على تذكر الأحداث التي مرت بحياته قبل تعرضه للصدمة؛ ولكنه لا يتذكر أي أحداثٍ جديدة تحدث بحياته بعد أن تعرض للصدمة المسببة لفقدان الذاكرة.

ذهان فرنيكيه كورساكوف

ينتج هذا النوع من فقدان الذاكرة عن تعاطي المواد الكحولية لفتراتٍ طويلة، وهذه الحالة تزداد سوءًا مع مرور الوقت، ولا يوجد لها علاج نهائي، وينتج عنها أيضًا بعض المشاكل العصبية منها فقدان الشعور بالأطراف وصدور حركات غير متزنة من المريض.

فقدان الذاكرة بعد الصدمة

في هذه الحالة من حالات فقدان الذاكرة ينسى المريض بعض الأحداث بشكلٍ مؤقت نتيجة للتعرض لصدمة عنيفة بالرأس تؤدي أيضًا إلى فقدان الوعي أو الدخول بغيبوبة لفترة بسيطة؛ وقد يشير فقدان الذاكرة بهذه الحالة إلى إصابة المريض بارتجاج في المخ.

فقدان ذاكرة المصدر

عندما يصاب الشخص بهذا النوع من فقدان الذاكرة يكون عنده القدرة على تذكر بعض الأحداث بحياته؛ إلا أنه غير قادر على معرفة كيف بدأت أو جاءت بحياته من الأساس؛ ربما يتذكر بعض المعلومات الهامة، ولكنه لا يعلم من أين حصل عليها.

فقدان الذاكرة الجزئي بعد التنويم

يحدث عادةً فقدان الذاكرة هنا بعد التعرض لجلسات التنويم المغناطيسي التي يقوم بها الطبيب النفسي؛ فلا يمكن للشخص تذكر أي معلومات، أو بيانات تتعلق بجلسة التنويم التي مر بها بعد انتهائها.

فقدان ذاكرة بمرحلة الطفولة

في مرحلة الطفولة توجد بعض المناطق التي تكون غير ناضجة بالدماغ بشكل تام؛ ولذلك معظم الأشخاص لا يتذكرون بعض الأحداث التي تمر عليهم في مرحلة الطفولة المبكرة.

فقدان الذاكرة الهستيري

يعرف أيضًا هذا النوع بفقدان الذاكرة الانتقائي، أو الانفصامي؛ وعادةً يصاب الشخص به عند تعرضه لموقف معين غير متوقع، أو لا يستوعبه العقل مطلقًا، أو موقف لا يكون قادرًا على التعامل معه بطريقة مناسبة، هذا الأمر يؤدي لفقدان الهوية، ولكن قد تعود الأمور لطبيعتها خلال بضعة أيام؛ أما الأحداث الخاصة بالموقف ذاته ينساها الشخص تمامًا.

ما هي أسباب فقدان الذاكرة الجزئي؟

أسباب فقدان الذاكرة الجزئي
هناك العديد من الأسباب المؤدية إلى حدوث حالة فقدان الذاكرة الجزئي لدى بعض الأشخاص، مثل بعض الحالات المرضية، أو وجود عوامل نفسية معينة وغيرها، وكل هذه الأسباب ينتج عنها تلف في الجزء النشط المسؤول عن الاحتفاظ بالذكريات؛ وأهم أسباب فقدان الذاكرة الجزئي سنوضحها لك تفصيلًا فيما يلي:

أسباب نفسية

ربما يحدث فقدان الذاكرة الجزئي نتيجة التعرض لبعض الأسباب النفسية، أو العاطفية مما يؤثر على الدماغ، ويؤدي للإصابة بصدمة؛ مثل التعرض لبعض الجرائم كالاغتصاب، أو الاعتداء الجسدي، وغيرها، أو حدوث كارثة كالحروب، أو الزلازل، والحوادث، وغيرها مما يؤثر كثيرًا على نفسية الشخص ويؤدي لفقد الذاكرة.

أسباب مرضية

توجد بعض الأمراض الجسدية لها تأثير كبير على مركز الذاكرة الموجود بالدماغ مما يسبب تلفا به؛ ويؤدي لحدوث فقدان جزئي للذاكرة، ومن أهمها ما يلي:

  • مرض الزهايمر
  • الصرع والتشنجات.
  • نزيف الدماغ.
  • الجلطات الدماغية.
  • مرض الزهري.
  • أمراض المناعة الذاتية.
  • العمليات الجراحية بالمخ.
  • ارتفاع حرارة الجسم بنسبة عالية جدًا.
  • سرطان المخ.
  • مرض الإيدز.

التعرض للعلاج الإشعاعي

هناك بعض الأمراض والحالات الطبية التي تحتاج إلى العلاج من خلال الإشعاعات؛ مثل الإصابة بالأورام وغيرها، وهذه الأخيرة تؤثر على خلايا الدماغ مما يؤدي لحدوث فقدان جزئي بذاكرة المريض.

العلاج بالصدمات الكهربائية

يستخدم هذا النوع من العلاجات عادةً في السيطرة على الأمراض النفسية مما يؤدي لحدوث تشنجات عصبية مفتعلة لدى المريض؛ الغرض منها السيطرة على الحالة إلا أنها ذات أثر سلبي على الدماغ، وتؤدي لحدوث فقدان ذاكرة جزئي لدى العديد من المرضى.

وجود نقص كبير بمعدل الأكسجين

في حالات الجلطة القلبية، أو وجود مشاكل بالجهاز التنفسي، أو عند التسمم بغاز أول أكسيد الكربون؛ تزيد فرص الإصابة بنقص الأكسجين بشكل كبير مما يؤثر على خلايا المخ، ويؤدي إلى حدوث فقدان جزئي في الذاكرة لدى بعض الأشخاص.

إدمان الكحول والمواد المخدرة

شرب الكحول بشكل مفرط من الممكن أن يؤدي إلى خلل بخلايا الدماغ، وفقدان بالذاكرة بشكل مؤقت؛ وهذا يحدث لأن تناول الكحوليات بمعدل عالٍ يعمل على تقليل نسبة فيتامين ب1 في الجسم مما يصيب الشخص بمتلازمة فرينيكيه كورساكوف؛ ومن الجدير بالذكر أن فقدان الذاكرة الناتج من الإصابة بهذه الحالة يكون بشكل دائم، ولا يمكن علاجه في حوالي أكثر من 80% من الحالات المشابهة.

أعراض فقدان الذاكرة الجزئي

أعراض فقدان الذاكرة الجزئي
فقدان الذاكرة من الأمراض التي لا تؤثر مطلقًا على معدل الذكاء أو الإدراك كما يفعل الخرف، ومعظم الأشخاص المصابين بفقدان في الذاكرة بشكل جزئي يعانون من عدم تذكر الأحداث القصيرة؛ فربما يتذكر المريض موقف حدث بالطفولة إلا أنه ينسى الأحداث الجديدة إلى غيرها من الأعراض الأخرى الهامة منها ما يلي:

  • المصاب لا يمكنه تمييز الوجوه، أو تمييز المواقع بشكلٍ دقيق.
  • الإصابة بتشوش وارتباك عند الشخص المصاب.
  • حدوث بعض المشاكل بالجهاز العصبي مع الإصابة برعشة، وحركات غير منضبطة.
  • قد يصاب الشخص أيضًا بحالة تعرف بالخلل وهي تخيل ذكريات معينة خاطئة أو تكوينها من أحداث أخرى حقيقية بغير موضعها.
  • عدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة.
  • يجد المريض صعوبة أحيانًا في تذكر الأحداث الماضية.
  • علاج فقدان الذاكرة الجزئي

    في الغالب يقوم الطبيب بتشخيص حالة المريض والتعرف على السبب الرئيس الذي أدى لحدوث فقدان جزئي بالذاكرة؛ حتى يتم الوصول إلى طرق العلاج المناسبة بناءً على شدة الحالة؛ فإن كانت المشكلة ناتجة عن تعاطي الكحوليات فيتم السيطرة عليه من خلال إزالة السموم من الجسم.
    وبعد أن يتم التخلص من السموم والمواد المخدرة أو الضارة بالجسم يبدأ المريض بالتحسن صحيًا؛ لكن إذا كان فقدان الذاكرة ناتج عن التعرض لصدمة بسيطة في الرأس؛ فقد يعود المريض لطبيعته مرة أخرى دون تدخل طبي مع مرور الوقت.
    أما إذا كانت الصدمة عنيفة أو كان فقدان الذاكرة نتيجة للإصابة بخرف؛ فقد تحتاج إلى العلاج الطبي من خلال بعض الأدوية المنشطة للدماغ لتحسين عملية التذكر، وتعلم المهارات الجديدة، وفي الحقيقة لا يوجد علاج طبي شامل يساعد في التخلص من حالات فقدان الذاكرة الجزئية.
    معظم الخطط العلاجية تعتمد على الاهتمام بالمهارات الوظيفية للعقل ومحاولة تحسينها من خلال استراتيجيات التعلم، وتنظيم المعلومات، ومحاولة تذكير المريض بالأحداث، والأشخاص، ودعم المريض نفسيًا من خلال المقربين وفقًا لتعليمات الطبيب النفسي المعالج.

    كيفية الوقاية من فقدان الذاكرة الجزئي

    يمكن الوقاية من فقدان الذاكرة بشكلٍ جزئي من خلال اتباع بعض الإرشادات البسيطة، وتجنب التعرض لأسباب الإصابة به، وأهم النصائح والإرشادات التي يمكنك اتباعها كالتالي:

  • الابتعاد عن شرب المواد الكحولية.
  • عند الإصابة بأي التهابات حادة يجب معالجتها مباشرةً لتقليل فرص وصولها إلى المخ.
  • تجنب التعرض للحوادث والصدمات واتخاذ جميع سبل الوقاية اللازمة.
  • يجب الرجوع إلى الطبيب بشكل مباشر في حالة الإصابة بأي مشاكل صحية كالصداع المفاجئ أو تنميل الأطراف وغيرها.
  • الحرص على التغذية السليمة الغنية بالبروتينات والمعادن لتقوية جهاز المناعة.
  • وأخيرًا؛ من الطبيعي أن ينسى الشخص بعض الأحداث التي مرت عليه بالحياة أو ينسى موعدا معينا أو أشخاصا شاهدهم بمكانٍ مصادفةً؛ ولكن قد يصبح هذا الأمر غير طبيعي عندما يزيد ويتكرر؛ فعندما تنسى أحداثا من الطبيعي أن تتذكرها فيمكن أن يتحول إلى فقدان ذاكرة مؤقت؛ لذلك يجب عليك مراجعة الطبيب المختص عند الشعور بأي تغيرات غير طبيعية تجنبًا لأي مضاعفات.

    المصادر:

    ساينس دايريكت.
    ويكيبيديا.
    ميديكال نيوز توداي.
    هيلث لاين.

    زر الذهاب إلى الأعلى