الصحة النفسية

كيف تفقد الذاكرة مؤقتا؟.. واستراتيجيات فعالة للتمتع بذاكرة قوية

لا تستطيع تذكر مكان مفاتيح سيارتك! لا يمكنك العثور على قائمة البقالة الخاصة بك! هل نسيت اسم شخص قابلته للتو! كم مرة دخلت حجرة، ولم تتذكر ما كنت تنوي القيام به؟ لست وحدك من يمر بهذه الأشياء، الجميع ينسى من وقت لآخر؛ ولكن من المهم عدم الاستخفاف باضطراب فقدان الذاكرة؛ لذا سنتطرق اليوم إلى الإجابة عن سؤال: كيف تفقد الذاكرة؟ لا تدع القلق يسيطر عليك؛ سنملي عليك الطرق المؤدية إلى هذا الاضطراب؛ بالإضافة إلى بعض الأنشطة التي تساعدك على شحذ ذاكرتك. 

فقدان الذاكرة ومراحلها 

قبل الإجابة على سؤال: كيف تفقد الذاكرة؟ لا بد أن تعرف ماهية فقدان الذاكرة؛ إذ يتمثل في نسيان الأحداث والمواقف والمعلومات والذكريات الخاصة بك؛ وقد يكون النسيان هذا كاملا أو جزئيا؛ لكن قد تختلف كل حالة عن الأخرى؛ حيث قد تنسى أشياء حدثت بالماضي القريب مثل: الأمس أو حتى الدقائق السابقة، ويمكن أن تكون خاصة بالأحداث القديمة، وفي بعض الحالات لا يشترط نسيان المهارات المكتسبة أو الحياتية.

الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من الأجزاء المرتبطة ببعضها البعض داخل الدماغ؛ وهي المسؤولة عن الذاكرة والقوة الإدراكية؛ وهذا ينوه إلى أن أي جزء من هذه الأجزاء إذا أصابه ضرر أو خلل؛ بالتأكيد سوف يؤثر على عمل الذاكرة؛ علمًا بأن عملية حفظ المعلومات في الذاكرة تمر بعدة مراحل، سنوضحها أدناه:

  • مرحلة التسجيل: يتم فيها استقبال المعلومات الجديدة وإدخالها إلى الذاكرة.
  • مرحلة الترميز: هنا تقوم الذاكرة بربط كل المعلومات التي تم إدخالها بأخرى سابقة مرتبطة بالأمر؛ من أجل سهولة تذكر المعلومة عند الحاجة إليها، وأحيانًا يتم دعمها بمجموعة من الصور الذهنية؛ لتثبيت المعلومات التي تم إدخالها.
  • مرحلة استعادة المعلومات: هي المرحلة الأخيرة من مراحل عمل الذاكرة؛ وتتمثل في استخدام المعلومات التي تم تسجيلها وحفظها.

كيف تفقد الذاكرة مؤقتًا؟

كيف تفقد الذاكرة مؤقتاً

هل سمعت من ذي قبل عن شخص ما أصيب بفقدان الذاكرة بشكل مفاجئ؟ بالطبع يوجد بعض الأشخاص الذين يصابون باضطراب الذاكرة بشكل مفاجئ؛ ولكن هناك بعض العوامل المتسببة في ذلك؛ إذ يرجع وراء أي مرض سواء نفسي أو جسدي وجود أسباب كامنة تحمل في طياتها نتائج لا يحمد عقباها؛ لذا سنتحدث عنها بالتفصيل في هذه السطور: 

الخرف

هل تريد معرفة كيفية فقدان الذاكرة؟ اعلم جيدًا أن الخرف أو الزهايمر من أول العوامل الرئيسة المتسببة في فقدان الذاكرة، حيث يبدأ المريض بنسيان المواقف والذكريات الخاصة به، ومن ثم تتدهور مهاراته العقلية، وفي أغلب الأوقات قد يبدأ الزهايمر بنسيان أي معلومات أو ذكريات حديثة مع القدرة على تذكر تلك التي مرت منذ فترة بعيدة. 

الكحول والأدوية 

من طرق فقدان الذاكرة إدمان الكحول لفترة طويلة؛ والذي ينتج عن أثره الإصابة بمتلازمة يطلق عليها «فيرنيك كورساكوف» والتي تتلخص في عدم تمكن الشخص من الاحتفاظ بأي معلومات جديدة أو تكوين أي ذكريات، أما عند تناول الكحول؛ فينتج عنه في الوقت ذاته الإصابة بفقدان الذاكرة التقدمي، الذي يعد نوعا من أنواع اضطراب الذاكرة، وعند تناول بعض العقاقير الطبية ونخص بالذكر تلك التي تقضي على الأرق وتساعد على النوم؛ قد ينتج عنها فقدان الذاكرة أيضًا. 

قلة الأكسجين 

إذا حدث نقصان في كمية الأكسجين الواصلة إلى الدماغ لأي سبب كان؛ فالمحصلة ستكون غير مرضية على الإطلاق؛ إذ يتم تلف أي منطقة لم يصل إليها الأكسجين؛ وكلما طالت مدة انقطاعه عن الدماغ، كان التلف مستمرًا؛ أما في حال قصرت مدة عدم وصول الأكسجين؛ فمن المحتمل أن يكون اضطراب الذاكرة مؤقتًا، وبهذا أصبحت على علم بالإجابة على سؤال: كيف تفقد الذاكرة مؤقتًا؟

الصدمات الكهربائية

من العلاجات التي تستخدم عند الإصابة بحالات الاكتئاب الشديدة، وكثرة الجلسات قد ينتج عنها اضطراب الذاكرة الرجعي قبيل الانتهاء منها بأسابيع؛ بالإضافة إلى الإصابة باضطراب الذاكرة التقدمي بعد الجلسات؛ ولكن الشيء الجيد هنا هو الشفاء التام في غضون أسبوعين من بدء العلاج. 

الصدمات النفسية والتوتر 

أسباب فقدان الذاكرة المؤقت

لم تنته الإجابة بعد على سؤال: كيف تفقد الذاكرة؟ إذ إن كثرة التعرض للتوتر والكثير من المشاحنات والصدمات النفسية تؤثر على وظائف الدماغ؛ حيث يتعامل مع أي صدمات مؤلمة عن طريق نبذها وحجبها عن الشخص؛ نظرًا لعدم تحكمه في نفسه، والقدرة على التأقلم معها بعقلانية، وهذا ما يطلق عليه فقدان الذاكرة الانفصالي، الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة من أبرزها: المشاركة في معسكرات قتالية، أو التعرض لاعتداء جنسي. 

إصابات الرأس 

قد يصاب الإنسان بفقدان الذاكرة؛ بسبب تلقيه ضربة شديدة على الرأس، أو التعرض بشكل مفاجئ لسكتة دماغية، أو الإصابة بالتهاب في الرأس ناتجًا من إثر عدوى فيروسية أو بكتيرية، وهذا كله من شأنه حدوث تلف أجزاء من الدماغ، الأمر الذي يهيئ الفرصة للإصابة باضطراب الذاكرة وارتجاج الدماغ. 

تلف منطق الحصين في الدماغ 

توجد منطقة معينة من الدماغ يطلق عليها «الحصين أو قرن آمون» مسؤولة بشكل كامل عن تخزين أي معلومات أو ذكريات في الدماغ؛ وقد تتعرض للتلف من إثر قلة الأكسجين الواصل إلى الدماغ أو تراكم السموم، الأمر الذي بدوره يُعرقل تكوين ذكريات جديدة، وفي حال تفاقم الوضع وأصاب التلف شقىّ الدماغ؛ فهناك احتمالية كبيرة بالتعرض للإصابة بفقدان الذاكرة التقدمي. 

عوامل تزيد من خطر الإصابة بفقدان الذاكرة

هناك عدة عوامل من شأنها رفع خطر التعرض لاضطراب الذاكرة؛ وتتمثل في النقاط التالي ذكرها: 

  • الإصابة بالتشنجات العصبية أو كثرة التعرض لنوبات الصرع. 
  • إدمان الكحوليات. 
  • إجراء عملية جراحية في الرأس. 

هل يمكن علاج فقدان الذاكرة؟

علاج فقدان الذاكرة المؤقت

من أولى الخطوات التي يقوم بها الطبيب هو الاطلاع على التاريخ المرضي للمصاب، وعمل اختبارات سريرية، وإجراء عدة اختبارات للذاكرة قصيرة وطويلة المدى؛ بالإضافة إلى أنه قد يلجأ في بعض الحالات إلى إجراء أشعة سينية للرأس، وصورة دم كاملة، وجدير بالذكر أن العلاج يرتكز على العامل أو المسبب الرئيس الذي نتج عنه فقدان الذاكرة؛ ومن ضمن أساليب العلاج المتبعة ما يلي:

  • الامتناع تمامًا عن الكحوليات، أو أي مواد مخدرة. 
  • عدم اللجوء إلى طبيب مختص في الحالات الناتجة عن صدمات الرأس الطفيفة التي لا تستدعي التدخل الطبي؛ لأنها سرعان ما تشفى بمرور الوقت. 
  • في حال اكتشاف الطبيب بأن المريض مصاب بفقدان الذاكرة بشكل دائم؛ فغالبًا يحوله إلى أخصائي علاج وظيفي؛ لتدريبه على تكوين ذكريات، واكتساب مهارات جديدة. 

استراتيجيات لمنع فقدان الذاكرة 

على الرغم من انعدم أي طرق أو ضمانات تحد من الإصابة بفقدان الذاكرة، إلا أن هناك بعض الاستراتيجيات التي تساهم في تطوير عقلك والتنعم بذاكرة قوية؛ وهي نفسها التي تساهم في تحسين الصحة النفسية، وهي كما يلي:

اتباع نظام غذائي صحي 

إذا اتبعت نمطًا غذائيًا مشبعًا بالكربوهيدرات المعقدة كالفواكه، والخضراوات، والأحماض الدهنية الثلاثية؛ كالماكريل والسالمون، سيكون له أكبر الأثر في تحسين عقلك وصحة دماغك، ناهيك عن عظم أهميته في تحسين صحتك بشكل عام. 

الحصول على قسط وفير من النوم 

كما أن الجسم يحتاج إلى مزيد من الراحة للقدرة على القيام بالأنشطة اليومية؛ كذلك الأمر بالنسبة للدماغ؛ لذا يجب أن تضع في اعتبارك الحصول على ما يقرب من 8 ساعات يوميًا؛ لتأدية الدماغ وظائفها بشكل طبيعي، ويمكن أن تساعدك بعض العادات على نوم جيد كل ليلة: 

  • عدم أخذ قيلولة خلال النهار. 
  • الابتعاد عن القهوة أو أي مشروبات تحتوي على الكافيين. 
  • تناول كأسًا من الحليب قبل الذهاب إلى النوم مباشرةً. 

التفاعل الاجتماعي بانتظام 

احرص على بناء شبكة دعم قوية؛ إذ قد ينتج عن تكوين علاقات، وروابط اجتماعية مع الأصدقاء، والأقارب تحفيز أدائك العقلي؛ وهذا من دوره التقليل من فرص الاكتئاب، والضغط النفسي الذي قد يؤدي في الأخير إلى الإصابة بفقدان الذاكرة. 

ختامًا… بعد ذكر الإجابة الوافية عن سؤال: كيف تفقد الذاكرة؟ يجب أن تتيقن من وجود بعض الممارسات والاستراتيجيات التي إذا اتبعتها؛ ستقطع نصف شوط وتحد من تفاقم الوضع وتسيطر عليه، فقط استعن بالله ومن ثم الأخذ بالأسباب، واتبع كافة الطرق التي تساعد على منع فقدان الذاكرة من الأساس إذا كنت لا تزال لديك مخاوف بشأن فقدانها. 

المصادر:

ميدلاين بلاس.

ويب ميد.

هيلث لاين.

إن إتش إس.

زر الذهاب إلى الأعلى