شخصيات مؤثرةرياضةملهمات

نيكي لاودا.. الأسطورة الذي هزمت إرادته النار

كان نيكي لاودا يصارع من أجل الفوز ببطولة فورمولا 1 الثانية له، عندما تعرض لأحد أشهر الحوادث في تاريخ سباقات السيارات، حيث ظن البعض حينئذ أنه وإن لم يفقد حياته فإنه فقد نجوميته للأبد، إلا أنه عاد وأثبت كونه أسطورة لا تتكرر كثيرا، طالما تغنى بها عشاق الفورمولا منذ سبعينيات القرن الماضي، وحتى وفاته وهو في سن الـ70.

عشق السيارات

نيكي لاودا.. الأسطورة الذي هزمت إرادته النار

ولد أسطورة سباقات الفورمولا، نيكي لاودا، في الـ22 من فبراير لعام 1949، لأسرة نمساوية كبيرة، عارضت بشدة عدم اهتمام طفلها الصغير بالتعليم، إذ بدا عليه منذ نعومة أظافره شغفه الشديد بعالم السيارات بما يحمل من تفاصيل مثيرة، دفعته لاحقا لأن يكون جزءًا أصيلًا منها.

بدأ نيكي مع بلوغه مرحلة الشباب في مطلع سبعينيات القرن الماضي، احتراف رياضته المفضلة، حيث تمكن في غضون سنوات قليلة من كتابه اسمه بأحرف من نور، مع تحقيقه لعدد من الألقاب الدولية ومن بينها بطولة فورمولا 1، وهو لا يتجاوز الـ27 من عمره، الأمر الذي زاد من حماسة الشاب الصغير، ولم يخفتها لبعض الوقت إلا نيران الحادث المفزع، الذي تعرض له نيكي في أوج المنافسة على اللقب الثاني له.

أسطورة قبل وبعد الحادث

كان نيكي الحائز على بطولة فورمولا 1 لعام 1975، ينافس على جائزة ألمانيا الكبرى في العام التالي، عندما واجه الموت بعينيه وأمام أنظار عشاق اللعبة من حول العالم، إذ اصطدم بسيارته الفيراري بحاجز السباق، الذي تسبب في اشتعال النيران بها بسرعة البرق، ما كاد أن يكلف البطل الصغير حياته لولا تدخل منافسيه السريع، الذين تركوا السباق وقاموا على الفور بمحاولة إخراج نيكي من سيارته مع إطفاء النيران المشتعلة بها.

نقل نيكي على الفور لإحدى المستشفيات القريبة، حيث عانى من جروح وحروق شديدة، كادت أن تقضي على مسيرته المتوهجة بل وحياته بأكملها، لولا صلابته التي دفعته لتجاوز أشهر من العلاج بكل ثقة على أمل العودة من جديد لحلبة السباق، على عكس توقعات أغلب المحيطين، إذ أراد نيكي أن يثبت لهؤلاء وفي مقدمتهم مديره الذي عين على الفور متسابق غيره، أن يؤكد أنه ليس مجرد متسابق ماهر، بل بطل فولاذي قادر على مواجهة أسوأ الظروف وأكثرها صعوبة.

نيكي لاودا.. الأسطورة الذي هزمت إرادته النار

بالفعل عاد نيكي لسباقات السيارات بقوة، ليفاجئ العالم بتحقيقه لقب الفورمولا الثاني له في عام 1977، أي في العام التالي فقط للحادث الذي توقع البعض أنه سينهي مسيرته الحافلة، ليكمل نيكي طريقه بالمزيد من النجاحات مع تحقيقه لقب البطولة للمرة الثالثة في عام 1984، ويعتزل اللعب نهائيا بعدما أيقن الجميع مدى صلابة البطل نيكي لاودا، الذي توفي نائما في الـ20 من مايو لعام 2019 في سن الـ70، بعدما صار أسطورة الفورمولا الذي هزمت إرادته النار.

نيكي لاودا.. الأسطورة الذي هزمت إرادته النار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى