علاقات

مجالسة الأحفاد عبء أم ميزة للأجداد؟.. دراسة تجيب

قد يظن الكثير من الأجداد والجدات أن مجالسة الأحفاد ورعايتهم مهمة شاقة تزيد من الأعباء الصحية، لكن ما كشفته الدراسات في هذا النحو يعتبر مفاجأة بالنسبة لهم، فقد كشفت دراسة حديثة أن الأجداد الذين يقومون بمجالسة احفادهم يعيشون عمرًا أطول من غيرهم ممن لا يفعلون.

دراسة برلين للشيخوخة

شملت الدراسة أكثر من 500 شخص في عمر الـ 70 وما فوق، وكان يتم عمل مقابلة للمشتركين واجراء الاختبارات لهم كل عامين منذ عام 1990 وحتى عام 2009، وكان عدد الفئات التي شاركت بهذه الدراسة ثلاث فئات وهم:

- أجداد قدموا الرعاية لأحفادهم.

- أجداد لم يقدموا الرعاية لأحفادهم.

- أشخاص ليسوا أجداد.

وقد أظهرت النتائج أن حوالي 50 ٪ من الأجداد الذين قاموا بمجالسة الأحفاد، كانوا لا يزالون على قيد الحياة بعد مرور حوالي 10 سنوات من إجراء أول اختبار ومقابلة لهم، وقد عاشوا مدة لا تقل عن سبع سنوات، بينما قد توفي حوالي 50٪ من الأجداد الذين لم يقدموا أي رعاية أو مجالسة الأحفاد وذلك خلال 5 سنوات من أول اجتماع واختبار لهم، والأشخاص ليسوا أجداد تحسنتهم صحتهم بنسبة كبيرة، لأنهم قد قدموا الدعم للآخرين بطريقة أو بأخرى مثل التطوع أو مساعدة الأصدقاء.

و هذه الدراسة لم تحدد بالضبط ما الأسباب التي تؤدي إلى زيادة متوسط العمر المتوقع بشكل واضح، إلا أنها أثبتت أن مساعدة الآخرين تمنح إحساسًا بالهدف، وتحافظ على النشاط البدني والعقلي.

مجالسة الأحفاد

أهمية مجالسة الأحفاد لصحة الأجداد

أكدت هذه الأبحاث على أن هناك روابط عاطفية وثيقة تنشأ بين الجد والحفيد، يمكنها أن تكون سببًا رئيسيًا في تقليل أعراض الاكتئاب لكليهما،  ومع استمرار حياة الأجداد الذين يقدمون الرعاية ومجالسة الأحفاد لسنوات أطول، تصبح هذه الروابط أكثر أهمية، وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة Evo­lu­tion and Human Behavior.

والأجداد الذين لم يقدموا أي رعاية بالآخرين، فقد كان متوسط ​​العمر المتوقع لهم أربعة أعوام فقط  من انتهاء هذه الدراسة، حيث تشير الأبحاث إلى أن إعطاء كبار السن غرضًا ينشغل ويهتم به يجعل منه شخصًا حيويًا ونشطًا من الناحية العقلية والبدنية، لأنه يشعر بأن هناك هدفًا من الحياة من خلال تقديم الفائدة للآخرين وللمجتمع، وهذه الدراسة لم تشمل الأجداد الذين يقدمون الرعاية طوال الوقت لأحفادهم، لأن هذا النوع في الواقع يضر بصحة كبار السن ويكون جهدًا كبيرًا لهم.

الاحفاد

أكد طالب الدكتوراه في قسم علم النفس بجامعة بازل في سويسرا وأحد مؤلفي هذه الدراسة سان هيلبراند، بأن مجالسة الأحفاد ورعايتهم من الأجداد تخلق ذكريات وعلاقات وروابط آلية متجذرة بعمق في ماضي الأحفاد التطوري، حيث كانت المساعدة في رعاية الطفل أمرًا مهمًا وجوهريًا في سلامة صحة الطفل النفسية والعقلية. وأعتبر هيلبراند أن الأجداد الذين ليس لديهم اتصالات مع الأحفاد مع تطور السن تتأثر صحتهم سلبًا، لأنهم لا يجدون غرضًا أو سببًا مفيدًا لصحتهم مع التقدم في العمر، ولقد أكدت هذه الدراسات أن تقديم الرعاية يحسن بشكل كبير من الأداء المعرفي والصحة البدنية والعقلية للأجداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى