أعمال

كيف تضر مواعيد العمل غير الثابتة بصحة الموظف النفسية؟

دراسة حديثة تصف عدم ثبات مواعيد العمل، بأنه الأكثر إضرارا بالصحة النفسية للعامل، وبشكل يفوق الضرر الناتج عن قلة الرواتب والأجور.

مواعيد العمل غير الثابتة

يتحدث خبراء الصحة دائما عن المشكلات التي يمكن أن يعاني منها الموظف، عندما يعمل بنمط المواعيد المتغيرة، دون الاعتياد على مواعيد ثابتة للاستيقاظ من النوم والذهاب لمقر العمل، هذا ما تؤكد عليه دراسة أمريكية حديثة، توصلت إلى ما هو أبعد من ذلك.

كشف الباحثان من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، دانيال شنايدر وكريستين هارنيت، عن أن التأثير النفسي السلبي الذي ينتاب الموظف، عندما يعمل ببيئة عمل غير ثابتة المواعيد، يفوق ذلك التأثير عندما يتقاضى راتبا قليلا، في إشارة إلى الضرر الذي يلحق بالعامل عندما يمارس مهام وظيفته في مواعيد متغيرة بصفة مستمرة.

يشير الخبيران إلى أن تلك النتيجة لا تعني دون شك، إمكانية اختيار العامل لوظيفة براتب قليل، بدلا من الحصول على عمل غير ثابت المواعيد، إلا أن الدراسة توضح الضغط النفسي الذي يشعر به الموظف في تلك الحالة، وخاصة مع عدم انتباه المسؤولين بالشكل الكافي لأزمة مواعيد العمل المتغيرة، بالمقارنة بالاهتمام النسبي بمشكلة قلة الرواتب.

الدراسة

خضع نحو 84 ألف عامل إلى عدد من الاستبيانات، من أجل الوصول إلى نتائج الدراسة الأمريكية الأخيرة، حيث تم التركيز على العاملين في نحو 80 من أكبر المطاعم بالبلاد، وخاصة مطاعم الوجبات السريعة، لما يعرف عنها من تشغيل العاملين في مواعيد تختلف بصفة مستمرة.

يرى الخبراء من واقع ردود العاملين المشاركين بالدراسة، أن بيئة العمل الخاصة بهم، لا تتناسب إلا مع أصحاب العمل، من وجهة نظر اقتصادية ومادية بحتة، فيما أنها تبدو مزعجة تماما بالنسبة للعامل، الذي يجد نفسه أحيانا مضطر إلى تقبل تغيير مواعيد عمله بشكل أسبوعي، ما يعني عدم السماح له بالتخطيط لكيفية الاهتمام بالمنزل والأسرة، وكيفية رعاية الاطفال.

توصل الباحثون إلى معاناة العامل النفسية، التي تجعله يشعر بالإحباط بمرور الوقت، وخاصة مع عدم انتظام النوم بالنسبة له، الأمر الذي ينتهي بضرر نفسي لديه، يفوق ذلك الضرر بالنسبة لمن يحصل على راتب أقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى