للطلاب الصغار.. العلاقة بين تعلم الموسيقى والنجاح الدراسي

دراسة حديثة تكشف عن ترابط يبدو غير متوقع، بين كل من دراسة الموسيقى، والنجاح الأكاديمي للطلاب الصغار، ترى ما العلاقة بين الأمرين؟

الموسيقى والتفوق الدراسي

يقولون إن النجاح الموسيقي يتوقف على القدرة على الإبداع، فيما يحتاج النجاح الدراسي إلى الاستمرارية والاجتهاد، اليوم تكشف دراسة حديثة عن وجود علاقة قوية بين الطرفين، إذ لم يتوقع البعض اتحادهما يوما.

تؤكد الدراسة الكندية التي نشرت بالمجلة العلمية الشهيرة، علم النفس التربوي، أن الطلاب الذين يشاركون باستمرار في الأنشطة الموسيقية بالمدرسة، يبلون بشكل أفضل في المواد الدراسية، وتحديدا بالرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، بالمقارنة بالطلبة الآخرين الذين لا يبدون اهتماما بالموسيقى.

يرى الباحثون وراء الدراسة أن الفوارق الموجودة بين مجموعتي الطلاب المشار إليهما كبيرة، لدرجة تجعل الطالب الذي واظب على دراسة الموسيقى، يتفوق على الطالب الذي لم يقم بالأمر ذاته، بنحو عام كامل من النجاح الأكاديمي.

السر وراء العلاقة

احتاجت الدراسة الأخيرة إلى مطالعة نتائج امتحانات أكثر من 112 ألف طالب مدرسي بكندا، حيث راقبت العلاقة السحرية بين دراسة بعضهم للموسيقى، ونجاحهم الملحوظ على المستوى الدراسي، الأمر الذي تم تفسيره لاحقا.

يرى الخبراء أن تعلم الأطفال للموسيقى، من شأنه أن يساعدهم على تنشيط الذاكرة، وكذلك على تعليمهم كيفية معالجة وتوظيف المعلومات بصورة تلقائية، كذلك تقوم الموسيقى بزرع فكرة الالتزام بداخل عقول الصغار، ما يبدو وأنه يتضح أحيانا في نتائج امتحاناتهم الدراسية، وفقا للدراسة الأخيرة.

كذلك يشدد الخبراء على أن تعلم الموسيقى يساعد المرء على تحسين صورته أمام المجتمع، ويزيد من ثقته بنفسه، ويطور من قدراته على التعلم بشكل عام، الأمر الذي ينتج عنه تفوق أكاديمي، طالما ينبه إلى أهمية ممارسة الأطفال لهوايات، لا تساعد فقط على التسلية بل كذلك على التطور.

الجدير بالذكر، أن تلك ليست الدراسة الأولى التي تربط بين الموسيقى والتطور الذاتي، بل أشارت من قبل دراسة أجراها باحثون من جامعة ساسيكس البريطانية ومعهد ماكس بلانك الألماني، إلى إمكانية استخدام الموسيقى من أجل تقوية المناعة، ومن ثم الحماية من عدد من الأمراض مثل البرد والإنفلونزا.