ملهمات

لا أحد يموت وحده.. الإنسانية في أسمى معانيها

«لا أحد يموت وحده»، هكذا أرادت مؤسسة هذا المشروع التطوعي، ساندرا كلارك، أن تعبر عن هدفها الملهم، والمتمثل في مساندة المرضى القريبين من الموت، عبر البقاء إلى جوارهم في آخر لحظات الحياة، فكيف بدأ الأمر؟.

حادث ملهم

ربما تبدو فكرة موت الإنسان وحيدا، أكثر حزنا وألما بالنسبة إليه من الموت نفسه، حيث شعرت ساندرا بهذا الأمر منذ سنوات طويلة، حينما كانت تعمل في إحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية، كممرضة دؤوبة تعمل على رعاية كبار السن الذين اقترب أجلهم.

كان اليوم عاديا بالنسبة لساندرا في عام 1986، حين فاجأها أحد كبار السن المرضى برغبته في بقاء الممرضة الشابة إلى جواره، في هذا الوقت كانت تعاني ساندرا من تراكم المهام عليها، والتي تتمثل في ضرورة الاطمئنان على عدد من المرضى الآخرين قبل نهاية دوام العمل، لذا وعدت ساندرا المريض الوحيد بأن تعود إليه عقب الانتهاء من عملها.

لم يسعف الوقت ساندرا على عكس ما توقعت، إذ اكتشفت الممرضة أنها عادت إلى مريضها العجوز بعد فوات الأوان، حين وجدته قد رحل عن الحياة في هدوء، ومن دون أي شخص إلى جانبه، لتقرر ساندرا كلارك منذ ذلك الحين أن تكرس جهودها لمشروع ملهم، يكشف اسمه عن معناه.

لا أحد يموت وحده

ربما انتظرت ساندرا طويلا قبل بدء مشروعها التطوعي «NODA»، إلا أن هدفه الملهم وكذلك نجاحه في لفت انتباه وجذب عدد لا بأس من المتظوعين، كان أمرا يستحق الانتظار.

اعتمدت فكرة مشروع «لا أحد يموت وحده»، على جلب متطوعين بصفة دورية، ليقوم كل شخص منهم بالاتفاق مع الإدارة، على قضاء عدد من الساعات على مدار أسبوع كامل إلى جوار أحد المرضى الذين اقتربوا من الرحيل عن الدنيا، أملا في تسهيل تلك اللحظات الصعبة على هؤلاء ممن يعانوا من أمراض يصعب علاجها.

تشير إدارة المشروع الخيري التطوعي، إلى أن انضمام أحد المتطوعين يتطلب الخضوع لعدد من التدريبات، وكذلك لفترة تأهيلية بإحدى المستشفيات، ليصبح مستعدا لتلك المهمة المذهلة، والتي عقبت عليها إحدى المتطوعات بالقول: «غمرتني تلك التجربة بمشاعر مختلطة من الفخر والاعتزاز، بتواجدي إلى جانب هؤلاء البشر في لحظاتهم الأخيرة».

اليوم صار «NODA» مشروعا تطوعيا واسع الانتشار في الولايات المتحدة، ليتحقق حلم الممرضة السابقة والمؤسسة الحالية للمشروع، ساندرا كلارك، بعد سنوات من العمل والاجتهاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى