اتسمت الفنانة الراحلة مديحة كامل بالجمال والجرأة والأنوثة، فرغم قوة الشخصية والجرأة التي كانت تتصف بها في معظم أدوارها، لم تكن مثل كثير من بعض النجوم الذين يحاولون تجميل صورتهم أمام الجمهور طوال الوقت.
نبذة عن مديحة كامل
ولدت مديحة كامل في 3 أغسطس 1948، وهي من مواليد مدينة الإسكندرية، وحاصلة على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس بالقاهرة عام 1965، وكانت بداية مشوارها الفني قبل عام واحد فقط من التحاقها بالجامعة في عام 1964، وكانت بدايتها هي القيام بأدوار صغيرة في السينما والمسرح وبعض عروض الأزياء، وهي من فنانات عصرها اللواتي قد صعدن سلم الفن رويدًا رويدًا، واستطاعت وقتها أداء الأدوار الثانية في العديد من الأفلام، وأصيبت بمرض القلب وكانت لا تزال في سن صغيرة، وقد تعرضت لأول أزمة قلبية في عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل «الأفعى»،
تزوجت مديحة من رجل الأعمال محمود الريس وأنجبت منه ابنتهما الوحيدة ميرهان، ثم تزوجت بعده من المخرج السينمائي شريف حمودة، والزيجة الثالثة كانت من محامي غير مشهور.
بداية المشور الفني
قامت الفنانة مديحة كامل بأولى بطولاتها السينمائية في فيلم «30 يوم في السجن» عام 1966، وكانت تقوم بدور البطولة أمام الفنان فريد شوقي واختفت بعده أكثر من عامين، رغم نجاح الفيلم ولفته للانتباه مما جعلها تقوم بأداء أدوار ثانوية في الأفلام المصرية واللبنانية.
في عام 1978 عادت إلى أداء دور البطولة مرة أخرى، من خلال فيلم «الصعود إلى الهاوية» للمخرج كمال الشيخ والفنان محمود ياسين، وكان هذا الفيلم هو البوابة الرئيسية لدخولها إلى عالم الشهرة والنجومية، وقامت بأداء أدوارا رائعة في أعمال تليفزيونية مهمة منها «العنكبوت، الأفعى، النهر ،الغشاش، البشاير، ينابع النهر، الورطة، ردا لرجل آخر، أيوب البحر».
من أهم أفلامها السينمائية «باسم الحب، العقل والمال، فتاة شاذة، هو والنساء، مطاردة غرامية، العيب، عائلات محترمة، أصعب جواز، الكدابين الثلاثة، حب المراهقات، شقة مفروشة، أبطال ونساء، الاختيار، أين حبي، أبواب الليل، أختي، آخر الطريق، الحب والفلوس، حب في باريس، أغنية على الممر، قطط شارع الحمراء، السكرية، زمان يا حب، في الصيف لازم نحب، أبناء الصمت، زائر الفجر، الزلال في الجانب الآخر، حبي الأول والأخير، الكذاب، حب وكبرياء، الشيطان امرأة، البنات والمرسيدس، أمواج بلا شاطئ، ومازالت القائمة مليئة بالكثير من الأعمال الرائعة.
أبرز الاعترافات الشخصية للفنانة مديحة كامل
في بعض لقاءات الفنانة مديحة كامل للتليفزيون، صرحت ببعض الاعترافات التي تعكس ملامح تكوين شخصيتها.
1- اعترفت مديحة كامل أنها قد قدمت الكثير من الأعمال، التي كانت تعتبر نوع من الإسفاف في بداية المشوار الفني، وقد لجأت لمثل ذلك لتحقق الانتشار، ولكنها بعد أن حققت الانتشار بدأت في اختيار مجموعة من أهم أعمال السينما المصرية.
2- الاعتزال وارتداء الحجاب لم يكن صدفة، ولكنها كانت تلح بداخلها طوال حياتها وخاصة في أقوى عصور نجوميتها، وقد صرحت في أحد لقاءاتها التليفزيونية بأنها كانت تحرص في شهر رمضان، على إقامة الصلاة والنوافل في أوقاتها وقراءة القرآن الكريم.
3- صرحت في حوار لها أنها فتاة عادية لا ترى نفسها «جميلة» بنفس الطريقة التي يراها البعض بها.
4- اعترفت الفنانة بما وصفت نفسها به أنها إنسانة متطرفة جدًا وهوائية، وغير متزنة وترى الأبيض أبيض والأسود أسود، ومتقلبة المزاج.
5- قالت في إحدى لقائاتها إنها قد تعرضت لفشل في بعض تجارب الحب، وذكرت بأن السبب هو عدم قدرتها على التوفيق بين حياتها الخاصة وعملها الفني، لأن الفن هو الأولوية الأولى بحياتها ولا يمكن ان ينافسه أي أحد.
اعتزال مديحة كامل
قررت مديحة كامل الاعتزال وارتداء الحجاب في عام 1992، وتركت كل ما يخص الفن وقد تسبب لها ذلك في مشكلات، وكان قرار الاعتزال أثناء قيامها بتصوير آخر أفلامها وهو «بوابة إبليس»، وقد تبقى لها عددا قليلا من المشاهد ولكنها رفضت استكمال التصوير، وذلك مما قد تسبب في حدوث مشاكل بينها وبين المنتج، واستعان فريق العمل بدوبليرة لاستكمال الفيلم.
كيف ماتت مديحة كامل
أصيبت مديحة كامل بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل «الأفعى» وكانت المرة الأولى، وعانت من مرض القلب حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود لمدة 10 أشهر، وذلك قبل وفاتها بعام بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة باستمرار.
- وقد رحلت عن عالمنا في 13 يناير 1997، بعد معاناة طويلة مع المرض وإصابتها بسرطان الثدي، ومرض القلب وقد عانت معاناة كبيرة مع الأزمات القلبية والجلطات، وتوفيت في منزلها بعد أن صلت الفجر مع ابنتها وزوج ابنتها جماعة في شهر رمضان، ثم خلدت للنوم، وتم العثور عليها ميتة، عن عمر يناهز 48 عاما.