ثقافة ومعرفة

كيف أنقذت تقنية العرب القديمة إسبانيا من فيضانات الأمطار؟

عانى سكان مدينة أليكانتي الإسبانية، من سقوط الأمطار الشديد، والذي طالما تسبب في فيضانات عارمة بتلك المنطقة الجنوبية من البلاد، قبل أن يفطن أحدهم إلى تقنية استخدمها العرب منذ قرون طويلة، ليستغلها الإسبان الآن.

تقنية مواجهة الفيضانات

كيف أنقذت تقنية العرب القديمة إسبانيا من فيضانات الأمطار؟

بدت أزمة سقوط الأمطار المفاجئ، والتي تحدث بمدينة أليكانتي مستعصية على المسؤولين لسنوات، حيث تظل المدينة الإسبانية لأشهر متتالية في منأى عن هطول الأمطار، إلا أن عودتها للسقوط تكون قوية لدرجة تسببها في فيضانات مقلقة هناك، لذا وجد البعض ضالتهم في أسلوب عربي قديم تبين أنه الحل الأمثل للمعضلة.

استخدم العلماء في أليكانتي، وتحديدا في منطقة سان جوان، تقنية عربية خالصة، تمثلت في بناء حديقة تمتلئ بالمنعطفات، حيث تتلخص مهمة تلك الحديقة المعروفة باسم «لا مارجال»، في الاحتفاظ بمياه الفيضانات التي تنتج عن سقوط الأمطار الشديد، من أجل إعادة استخدامها سواء في ري النباتات أو في تنظيف الطرقات.

يقول جورجي أولكينا، وهو استاذ علم الجغرافيا بجامعة أليكانتي: «الحاجة لإيجاد حل مثالي لأزمة فيضانات المدينة، دعتنا إلى الاعتماد على تقنيات سابقة»، مضيفا: «يمكننا القول بإن التقنية المستخدمة الآن هي نفس تقنية العرب القديمة ولكن بما يتماشى مع مستجدات القرن الـ21».

العرب في إسبانيا

كيف أنقذت تقنية العرب القديمة إسبانيا من فيضانات الأمطار؟

يشير الباحثون في أليكانتي إلى أن التقنية الحديثة مستلهمة من فكرة قديمة، طورها العرب منذ قرون طويلة مضت، عندما كانوا على رأس حكم إسبانيا، الفارق الوحيد تمثل في احتفاظ العرب بالمياه في صهاريج مغلقة أسفل المباني، فيما يحتفظ الإسبان بالمياه بالخارج بحديقة لامارجال.

على مدار 8 قرون، تمكن العرب أثناء تولي الحكم في إسبانيا، من إثبات قدراتهم الفائقة على إدارة المياه، إلا أن أغلب التقنيات المستخدمة آنذاك لم تتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، قبل أن يقوم مسئولو مدينة أليكانتي باستغلالها الآن.

تتحدث أميليا نافارو، وهي مديرة التنمية المستدامة لهيئة مياه أليكانتي، عن حديقة لامارجال التي صارت مقر استخدام تقنية العرب القديمة في مواجهة الأمطار، قائلة: «تملك الحديقة القدرة على احتضان مياه تكفي 18 حمام سباحة، إلا أن كميات المياه لا تصل إلى 30% من مساحتها في كل الأحوال»، علما بأن تكلفة إنشاء الحديقة قد تجاوزت الـ3.7 مليون يورو، إلا أن فوائدها المتمثلة في الوقاية من خطر الفيضانات وإعادة استخدام المياه، ربما تساوي المليارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى