عجائب

بيختوفوييه.. البلدة الروسية التي لا يسكنها سوى 6 أشخاص

بيختوفوييه، هو اسم غير دارج لبلدة روسية معزولة، لا يسكنها إلا 6 أشخاص فقط، بما فيهم ساعية البريد المسؤولة عن ربطهم بالعالم، فما هي قصة بلدة بيختوفوييه العجيبة في سيبريا؟

بلدة بيختوفوييه

بيختوفوييه.. البلدة الروسية التي لا يسكنها سوى 6 أشخاص

تخيل أنك تسكن ببلدة معزولة عن العالم، ولا يعيش بالقرب منك إلا 5 أشخاص فقط، هل تبدو لك فكرة جيدة؟ إن كانت كذلك فعليك السفر فورا إلى روسيا، وتحديدا لمنطقة سيبريا بالجزء الشمالي الشرقي من البلاد، حيث يمكنك هناك أن تصل إلى بلدة تحدها المستنقعات وغابات الصنوبر، لا يسكنها سوى 6 أشخاص فقط، وتعرف باسم بيختوفوييه.

يوجد من بين سكان البلدة العجيبة رجل يعيش مع زوجته الخمسينية، غارينا إرمولوفا، التي تبين أنها سر اتصال قاطني البلدة بالعالم الخارجي، نظرا لأنها تعمل كساعية بريد تستقبل الرسائل التي تصل لبلدتها، عبر السفر أسبوعيا لمسافة 16 كم، كي تصل إلى أقرب مكتب بريد، وكذلك لتأتي لجيرانها بالمعاشات الخاصة بهم، وبالمؤن التي يحتاجونها على مدار أسبوع كامل من العزلة.

تحكي غارينا عن أسلوب حياتها المختلف قائلة: «كنت أقوم برحلتي الأسبوعية مع زوجي، عبر جرار قديم يستغرق نحو 3 ساعات من أجل الوصول، الآن تبدلت الأمور بعد أن قدم لي ابني هدية رائعة، هي سيارة ضخمة رباعية الدفع، ساعدت على اختصار مدة الرحلة لساعة واحدة فقط».

تشير غارينا إلى أن أهمية رحلتها الأسبوعية لخارج نطاق بلدة بيختوفوييه، لا تتلخص في إحضار البريد والاحتياجات الخاصة بها وببقية السكان، بل تمتد إلى تكوين العلاقات مع أناس جدد، كما تحكي: «نحن 6 أفراد فقط في بيختوفوييه، لذا تعد مهنتي هي السبيل الوحيد من أجل التحدث مع بشر آخرين».

سنوات من العزلة

بيختوفوييه.. البلدة الروسية التي لا يسكنها سوى 6 أشخاص

بالرغم من العزلة التي يعيش فيها سكان بلدة بيختوفوييه الآن، إلا أن الأمور لم تكن كذلك منذ عقود مضت، وتحديدا منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت البلدة مقرا لسكن نحو 450 شخصا، إلا أن الأمور بدأت تتغير في منتصف التسعينيات مع إغلاق المدرسة المحلية بالبلدة، حيث لم يبق إلا السكان الأكبر سنا.

تستعيد غارينا ذكرياتها السابقة عندما تقول: «عملت من قبل كمعلمة وبائعة وأمينة مكتبة، إلا أن اختفاء تلك المهن من البلدة دفعني إلى العمل كساعية بريد»، فيما يتبين كذلك أن لغارينا دور آخر حيوي لسكان البلدة، يتمثل في الإتيان بالأخبار كما يؤكد فلاديمير، وهو أحد قاطني البلدة: «لولا غارينا ما أدركنا ما يدور بالعالم، حتى وإن امتلكنا تلفزيون به 120 قناة».

في النهاية، قد يبدو من الجنون أن يعيش 6 أشخاص في بلدة روسية، تبتعد بنحو 400 كم عن مدينة أومسك الأكبر مساحة في سيبريا، إلا أنه محض اختيار سكان بيختوفوييه الرائعين، وفي مقدمتهم ساعية البريد المخلصة، غارينا إرمولوفا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى