سر العلاقة بين المضادات الحيوية ومرض السرطان

دراسة حديثة تربط بين أحد أشهر الأدوية العلاجية وبين أحد أخطر الأمراض في العالم، حين تكشف عن علاقة تبدو مقلقة بين تناول المضادات الحيوية وبين زيادة فرص المعاناة من مرض السرطان اللعين.

المضادات الحيوية والسرطان

يدرك الكثيرون حول العالم، تلك الفوائد الصحية التي تنتج عن الحصول على المضادات الحيوية وقت الحاجة، حيث يعد أشهرها الوقاية من البكتيريا وقتلها في أسرع وقت ممكن، إلا أن تلك الفوائد قد تنقلب إلى خسائر مكلفة، في حال تسبب المضاد الحيوي في زيادة مخاطر الإصابة بمرض السرطان، كما تؤكد إحدى الدراسات الحديثة.

توصل الباحثون من كلية الطب بجامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى علاقة بين تناول المضادات الحيوية لعدد من السنوات، وبين تزايد فرص المعاناة من مرض السرطان، وتحديدا مرض سرطان القولون، ما استنتجه الباحثون بعد دراسة طويلة الأمد نشرت مؤخرا بجريدة Gut العلمية والتي تختص بأمراض الجهاز الهضمي وغيرها من الأمراض المؤثرة على صحة الإنسان.

الدراسة

تطلبت الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة جون هوبكنز الأمريكية، ملاحظة أوراق طبية لنحو 30 ألف مريض في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين الـ40 والـ90، فيما عانوا جميعا إما من مرض سرطان القولون أو سرطان المستقيم.

تابع الباحثون الحالات المرضية لنحو 8 سنوات كاملة، بما يشمل ذلك من كميات المضادات الحيوية التي حصل المرضى عليها على مدار تلك الفترة الزمنية غير القصيرة، ليجد الباحثون أن 70% من مرضى سرطان القولون أو المستقيم، قد حصلوا على المضادات الحيوية بانتظام، فيما تبين أن الحصول على تلك الأدوية العلاجية قد حدث وفقا للباحثين، قبل اكتشاف أو الإصابة بالمرض اللعين بما يزيد عن 10 سنوات.

ينبه الباحثون الذين قاموا بإجراء الدراسة الأخيرة، إلى أنه لا يمكن الجزم بوجود علاقة أكيدة بين تناول المضادات الحيوية، وبين الإصابة بمرض السرطان، سواء كان سرطان القولون أو المستقيم، إلا أن تلك النتيجة يجب في كل الأحوال، أن تحذر الجميع من المبالغة في تناول تلك الأدوية العلاجية، التي يمكن لها أن تصيب المريض بالأزمات كما يمكن لها أن تعالجه في كثير من الأحيان، لذا فالحرص مطلوب.