ثقافة ومعرفة

شيروفوبيا.. عندما يشعر الإنسان بالخوف من السعادة

هل يراودك الخوف من الشعور بالسعادة، اعتقادا بأن مشاعر الفرح دائما ما تتبعها خيبات أمل وأحزان؟ إن كانت تلك المشاعر تنتابك دائما فربما أنت تعاني من شيروفوبيا، أو رهاب السعادة.

شيروفوبيا

يتحدث خبراء علم النفس عن رهاب السعادة، المعروف باسم شيروفوبيا، باعتباره أحد أشكال الإحساس بالتوتر والقلق، حيث يشعر المصاب بهذا الرهاب، برغبة شديدة في تجنب الأحداث السعيدة، لاعتقاده بأنها دائما ما تتبع بأحزان ومآسي.

يشير العلماء إلى أن المصاب برهاب السعادة أو شيروفوبيا، لا يعاني من الحزن طوال الوقت، لكنه يتجنب بصورة لا إرادية حضور الأحداث المبهجة، ما يدفعه إلى أن يمر بعدد من الأعراض، مثل الإحساس بالقلق عدما تتم دعوته إلى تجمعات، تفويت فرص مهمة قد تغير حياته للأفضل ظنا بأنها ستشهد تجربة سيئة، رفض المشاركة في التجارب المبهجة، الاعتقاد بأن الشعور بالسعادة أو إظهارها للعلن، سينتهي بأزمة كبرى.

أسباب وعلاجات

تتحدث الطبيبة المتخصصة في علم النفس والكاتبة، كاري بارون، عن رأيها في أزمة شيروفوبيا، قائلة: «ربما يعاني المصاب برهاب السعادة، من أزمة الربط بين السعادة والعقاب منذ أن كان طفلا صغيرا، أو من الوارد أن الأمر يرتبط في ذهنه بحادث محزن وقع بعد حادث سعيد»، مضيفة: «الإحساس بالخجل أو الحزن بعد موقف سعيد، قد يلتصق بالعقل لسنوات طويلة، ليجعل صاحبه يعاني من شيروفوبيا دون أن يعلم أحيانا».

تشير الطبيبة والمؤلفة كاري بارون إلى تعدد علاجات رهاب السعادة، إلا أن الحل الأمثل دائما ما يأتي عبر التفتيش في الماضي، من أجل تعلم كيفية التجرؤ على الإحساس بالسعادة والاستمتاع بالوقت، دون انتظار حدوث الأسوأ.

كذلك تؤكد كاري على جدوى جلسات السلوك المعرفي، لأجل الوقوف على أسباب المعاناة من شيروفوبيا، ومن ثم الوقاية من الترابط السلبي بين المتعة والألم، فيما ينصح العلماء في حال شعر المرء بأنه يعاني من رهاب السعادة، بالتواصل مع مختصي العلاج النفسي، من أجل مواجهة حائط الصد الذي يمنع الشخص من الشعور بالسعادة، كي يزول الحاجز ويبدأ في أن يعيش اللحظة بكل ما تحمل من مشاعر إيجابية مبهجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى