صحة ولياقة

ليس من بينها ضعف الإرادة.. أسباب مختلفة تؤدي إلى السمنة

بحث طبي جديد يبرئ أصحاب الوزن الزائد، عندما يؤكد أن إصابة شخص ما بالسمنة ربما تعود لعوامل مختلفة، لكن ليس من بينها ضعف الإرادة.

السمنة وضعف الإرادة

يتوارث البشر اعتقادات قديمة، وكأنها أمر غير قابل للجدال رغم عدم دقتها في كثير من الأحيان، حيث يبدو أنه من بين تلك الموروثات الخاطئة الاعتقاد بأن السمنة تكشف عن ضعف إرادة المصاب بها، وفقا لتقرير بحثي جديد.

أوضح التقرير التابع لجمعية علم النفس البريطانية، أن الاعتقاد بأن السمنة تصيب الشخص نظرا لضعف إرادته أو لاتخاذه قرارات خاطئة وفشله في إدارة جسده، هو اعتقاد خاطئ، حيث تتعدد الأسباب الأخرى الحقيقية التي تؤدي لزيادة الوزن، ومن بينها العوامل الوراثية، وأسلوب الحياة المجبر عليه، وربما لاعتياده القيام بتناول الطعام منذ الصغر كرد فعل نفسي لمقاومة القلق والتوتر.

ألمح الخبراء وراء التقرير البريطاني الأخير، إلى ضرورة تغيير النظرة السلبية تجاه المصابين بالسمنة، في إشارة إلى إمكانية استخدام عبارة مثل «شخص مصاب بالبدانة»، بدلا من «شخص بدين».

عوامل وراثية

يربط التقرير بين إصابة البعض بالسمنة، وبين العوامل الوراثية المتحكمة في تلك الأزمة الصحية، حيث يقول: «لا يصاب المرء بالسمنة نظرا لضعف إرادته، بل يعود الأمر في أغلب الأحوال إلى عوامل وراثية مؤثرة، أو لظروف حياة إلزامية تتعلق بالعمل أو الدراسة، تؤدي إلى البدانة»، فيما يؤكد الخبراء أن الكثير من المصابين بالسمنة، تعرضوا وهم صغارا لأزمات نفسية، ربما ساهمت في جعل الطعام وسيلة الدفاع الأولى ضد التوتر، ما يفسر كون مصابي السمنة ضحايا لمشكلات نفسية قديمة للغاية.

تتحدث الطبيبة المشاركة في التقرير الأخير، أنجيل شاتر، قائلة: «ارتفعت معدلات السمنة بين البالغين في إنجلترا بنسبة 18%، في الفترة بين أعوام 2005 إلى 2017»، مضيفة: «من المستحيل أن يكون ضعف إرادة عام ومفاجئ هو سبب حدوث تلك الأزمة، بل هو نتاج لتغير في أنواع الطعام المنتشرة وفرص ممارسة الرياضة».

يختتم الباحثون التقرير الأخير، بالتشديد على ضرورة الانتباه للأسباب الحقيقية وراء معاناة البعض من السمنة، من أجل علاج الأزمة التي تزداد انتشارا حول العالم، بدلا من الهجوم على المصابين بها، ونعتهم بالكسالى فحسب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى