ملهمات

كيف نجحت طفلة في جمع ملايين الدولارات لحل أزمة تلوث المياه؟

قامت والدتها بمنعها من نزول مياه نهر لاهاف، بحجة تلوثه بمياه الصرف الصحي، فساهمت الطفلة الصغيرة في تخصيص ملايين الدولارات من أجل تنظيفه، إنها ستيلا بولز ابنة الـ11 عاما، وإحدى أصغر مكافحات تلوث المياه حول العالم.

تلوث مياه النهر

ولدت ستيلا بولز في مقاطعة نوفا سكوتيا الكندية، حيث لم تكن قد تجاوزت الـ11 من عمرها، عندما أدركت الكارثة التي تعاني منها مياه نهر لاهاف المجاور لمنزلها، فبينما كانت تأمل في نزول مياهه من أجل السباحة، رفضت والدتها الفكرة بشكل قاطع، مشيرة إلى تلوث المياه بالنهر بالصرف الصحي.

تحكي ستيلا: «كنت أرغب دائما في السباحة بمياه النهر، إلا أن والدتي كانت ترفض هذا الأمر، ما زاد من حيرتي حتى اكتشفت وجود بعض المواسير بداخل النهر، مخصصة لضخ مياه الصرف الصحي من منازل مجاورة».

صعقت ستيلا من كارثة التلوث المتعمدة تلك، لذا قامت الطفلة الشغوفة بالعلوم والدراسات منذ الصغر، بأخذ عينات من مياه النهر، من أجل تبين مدى التلوث الذي يعاني منه نهر لاهاف الكندي، لتكتشف عدم صلاحية النهر لا للسباحة في مياهه، ولا حتى للاستمتاع بركوب القوارب فوق مياهه، فيما توصلت لاحقا إلى وجود نحو 600 ماسورة صرف صحي متصلة بمياه النهر.

طفلة ملهمة

لم تكتف ستيلا بنشر النتائج المفزعة التي توصلت إليها عبر صفحات الإنترنت، بل سعت إلى إيصال غضبها إلى المختصين، حتى تمكنت بالفعل من التواصل مع بعض المسؤولين، الذين أبدوا اهتماما بقضية تلوث المياه في مقاطعة نوفا سكوتيا.

ساهمت ستيلا بجهودها في تخصيص المسؤولين في كندا لأكثر من 15 مليون دولار من أجل تنظيف مياه نهر لاهاف، بعد التخلص من مواسير الصرف الصحي المتصلة به، الأمر الذي نبه الكثيرين إلى حجم الكارثة التي عانى منها النهر على مدار سنوات.

نالت ستيلا نتيجة لدورها المجتمعي الذي استهلته وهي مازالت طفلة صغيرة عدد من الجوائز القيمة، من بينها الجائزة الأولى من منظمة Action For Nature لعام 2018، ذلك عقب حصولها في سنة 2017 على الميدالية الفضية، خلال مؤتمر العلوم الكندي، وهو العام الذي كشفت خلاله ستيلا بولز عن أزمة تلوث المياه التي تغيرت بفضلها الكثير من الأمور إلى الأفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى