ثقافة ومعرفة

أهرامات الجزائر.. لغز قديم تتوارثه الأجيال

يظُن الكثير من الناس، أن الأهرامات إرث خاص بالمصريين فقط، بناها أجدادهم الفراعنة، لكن الحقيقة تخالف ما هو شائع، فالأهرامات متواجدة في أكثر من بلد، ومنها الأهرامات المتواجدة بالجزائر، والتي بُنيت في بلد المليون شهيد، في نفس الحقبة الزمنية التي بُنيت فيها أهرامات الفراعنة، في منطقة تدعى «شرشال»، وتبعد 100 كيلومتر عن الجزائر العاصمة، من طرف الملك يوبا الثاني، الذي ترعرع في روما ونهل من معارفها وعلومها.

عدد أهرامات الجزائر

تحتضن الجزائر مائة هرم لا تزال مرتكنة في الظلّ، ولم تجد شهرة نظيراتها المصرية. ويرجع أحد خبراء الآثار الوطنيين ذلك إلى ما يسميه تعتيم قوى خفية. والعديد من تلك الأهرام باتت عرضة للتخريب والسرقة وأصاب بعضها التدهور والتلف، رغم أنّها تعكس قوة حضارة عريقة.  والأهرامالكثيرة متوزعة على طول الجزائر وعرضها، وهي خارقة للعادة،أهرامات الجزائر.. لغز قديم تتوارثه الأجيالمن منطقتي تيبازة وباتنة، وصولا إلى الهرمين الموجودين بوادي التافنة في تلمسان، و13 هرما بضاحية فرندة التابعة لولاية تيارت، ولو أحصيت جميع الأهرام، لفاق عددها المائة. وهي تمتد تاريخيا إلى عصور ما قبل المسيح عيسى عليه السلام، اذ كان بمنطقة الغرب ملوك على رأس مملكات وإمارات متناثرة.

تشكيل الأهرامات

أما عن الأهرامات نفسها، فيتركز أغلبها وأهمها في ولاية «تيارت»، حيث يوجد ثلاثة عشر هرما تسمى الجدار، وتبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء حكموا الممالك الأمازيغية قبل تأسيس الملك ماسينيسا لمملكة نوميديا، وقفت شامخة على بعد 30 كلم من مدينة تيارت، وتتكون من مجموعتين متباعدتين عن بعضهما بنحو ستة كيلومترات، وفي جبل الخضر توجد ثلاثة أهرامات، وبجبل عراوي توجد عشرة أخرى مصنفة بقاعدة مربعة تتراوح بين 12 و46 مترا وبارتفاع يصل إلى 18 مترا، وأكثرها عراقة المغارات الخمس في بلدية فرندة بتيارت، بينها المغارة التي كتب فيها العلامة عبد الرحمن بن خلدون المقدمة الشهيرة.

أهرامات الجزائر.. لغز قديم تتوارثه الأجيال
هناك أيضًا أهرام أخرى كالهرم النوميدي «إمدغاسن، والذي يوجد في بلدية «بوميا» التابعة لولاية باتنة، ويعود بناؤه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والهرم الضريح للملك الموريتاني النوميدي الموجود ببلدية سيدي راشد بولاية تيبازة، وضريح سيڨا بجبل السخنة في وادي التافنة للملك النوميدي سيفاكس، وضريح «بورغو» النوميدي المسمى صخرة الهنشير بورغو، والذي بُني في القرن الرابع قبل الميلاد، وضريح تين هينان ملكة قبائل الطوارق الأصيلة، وذلك في منطقة أباليسا في منطقة الهقار بولاية تمنراست بالجنوب، وجرى تشييده منذ خمسة قرون قبل الميلاد، ويقع على ارتفاع أكثر من 850 مترا.

معالم جنائزية

ويختلف عدد الحجرات في كل هرم باختلاف حجمه، وصولا إلى عشرين. وهي حجرات متصلة بأروقة يرجح الباحثون أنها كانت مقابر جماعية وأماكن للعبادة أيضا. ونُحتت العتبات العلوية الحجرية للأبواب الداخلية بزخارف تقليدية عادة ما توجد في المباني المسيحية، ومشاهد صيد وصور لحيوانات.

وتوجد أيضا بعض الكتابات التي يرجح أنها لاتينية، لكنها غير واضحة فيصعب تفسيرها. ويقول بعض الباحثين إنها يونانية.

أهرامات الجزائر.. لغز قديم تتوارثه الأجيال
وأقدم وصف مكتوب عن الجدار يعود إلى القرن الحادي عشر للمؤرخ ابن الرقيق نقلها عنه ابن خلدون في مقدمته في القرن الرابع عشر. وبقيت هذه المعالم لقرون عدة عرضة لتقلبات الزمن وكذلك للنهب بسبب موقعها في منطقة غير مأهولة.

أهرامات الجزائر

أهرامات الجزائر.. لغز قديم تتوارثه الأجيال
كما قلنا من قبل الأهرام الجزائرية تختلف جذريًا عن أي هرم تم بناؤه في أي حضارة سابقة، فهي مستطيلة الشكل وليست مربعة كالأهرامات المصرية، كما أن الأهرامات المصرية تقف شامخة بارتفاعات كبيرة ومثلثية الشكل، في حين تقل أطوال الأهرامات الجزائرية في الأطوال وتبدوا في هيئتها كقباب المساجد، ويشتركان بكونها أقوى الأشكال التي تمتص الطاقة، والهرم الجزائري يتضمن العديد من الدهاليز والغرف، وكل غرفة لها خصائصها، وقد بُنيت بحسب مواقع النجوم، ويتضح ذلك في فرندة، والحسابات قيست طبقًا لمواقع النجوم لأن الأخيرة لها تأثير على كوكب الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى