عائلات تدمر حياة الأبناء

يرى خبراء علم النفس أن المسافة بين الأبوين والأبناء تتحكم في العلاقة بين الطرفين، وأن طرق التعامل مع المشكلات كذلك يمكنها أن تفرق بين عائلة صحية وأخرى مسممة، لذا نكشف الآن عن نوعيات خاصة من عائلات تدمر حياة الأبناء وربما حياة الآباء والأمهات أيضا. عدم تفاهم الأبوين كثيرا ما نجد في العائلات، ذلك الأب الحازم والأم التي تتعامل بلين، أو ربما العكس، وهو أمر يفسد الأبناء الذين قد يلجأون إلى المراوغة من أجل اكتشاف حدود الأبوين، وربما يجدون ضالتهم في التقرب من الطرف اللين في التعامل، للوصول إلى الغاية. طرف غائب والآخر ملتصق بالأبناء عندما يغيب أحد الأبوين عن المنزل طويلا لظروف العمل، ويترك المسؤولية على عاتق الطرف الآخر، فإنه قد يدفع الطرف المقرب للأبناء بأن يخرج لهم ما بداخله من غضب بسببه، ليؤدي إلى زيادة المسافات بين الأبناء والطرف الغائب، الأمر الذي يتسبب في النهاية في أزمات مختلفة على الصعيد النفسي بالنسبة للأبناء والأبوين على حد سواء. المتحكم والضحية هنا نشاهد الطرف المتحكم والذي غالبا ما يكون الأب، في مواجهة غير متكافئة مع الطرف الضعيف والذي غالبا ما يمثله الأم، لنرى تقربها بصورة تلقائية من الأبناء، ومن ثم يصبحون أكثر تعاطفا معها، وتتلخص النتيجة النهائية في أب وحيد ومعزول، أم مستضعفة وحزينة، وأبناء محاصرين في المنتصف. الميزان المقلوب هو أمر نادر ولكنه يحدث، حيث نرى أسرة مكونة من أبوين ضعيفين أمام تحكمات الابن، فسواء كان ذلك بسبب مرض الوالدين أو لإدمان أحدهما، فإن النتيجة لن تكون في صالح أحد من أفراد تلك الأسرة دون شك. صراع دائم الأزمات والنقاشات الحادة بين الأبوين والأبناء من الأمور التي صارت عادية بالنسبة للكثيرين، إلا أن تحول تلك الصراعات الدائرة بين الطرفين لأسلوب دائم في الحياة هو شيء غير صحي بالمرة، إذ ينتج ذلك من ناحية عن رغبة الآباء والأمهات في تصرف الأبناء مثلهم في الصغر، فيما يشعر الابن على الجانب الآخر بأن الوالدين غير قادرين على فهم مشاعره، ما يخلق ذلك الصراع الدائم داخل الأسرة. الطرف المعزول تبدو مثل أي أسرة أخرى، إلا أن تدقيق النظر في تفاصيل حياة أفرادها، تكشف النقاب عن طرف معزول، سواء لأنه مختلف عنهم أو لأنهم يصبون تركيزهم على طرف آخر، في كلتا الحالتين فإن هذا الطرف المعزول غالبا ما يجد ضالته في قطع علاقته بالأسرة بمرور الوقت، ما لا يفيد أحدا في النهاية بالتأكيد.

عدم تفاهم الأبوين

اترك تعليقاً إلغاء الرد