شخصيات مؤثرةملهمات

نورمان بورلوج.. أبو الثورة الخضراء الذي أنقذ الملايين من الجوع

ربما لا يعد اسمه مشهورا بين العامة، إلا أنه يملك من الإنجازات ما يجعله نجما شهيرا في مجال العلم والزراعة، كونه أنقذ ملايين البشر من الجوع بفضل إسهاماته، لذا أطلق عليه أبو الثورة الخضراء، إنه العالم الحائز على جائزة نوبل، نورمان بورلوج.

نشأة مزارع

ولد نورمان بورلوج في عام 1914، بإحدى المزارع بولاية أيوا الأمريكية، حيث جاءت نشأته لتدله على الطريق الذي سار فيه حتى أصبح يشار إليه بالبنان في مجال الزراعة، إذ درس العلوم والنباتات بجامعة مينيسوتا، فحصل من خلالها على درجة الدكتوراة في سنة 1942.

تطور الأمر كثيرا بالنسبة لنورمان، عندما عمل كعالم للأحياء الدقيقة في مؤسسة DuPont de Nemours، حيث رشحه ذلك للسفر بعدها إلى المسكيك من أجل تحمل مسؤولية تطوير إنتاج القمح هناك، عبر الاعتماد على بحوث مختلفة في مجالات علم الوراثة وعلوم النباتات والحشرات، ما كان له أكبر الأثر على مسيرة نورمان الفريدة، وكذلك على ملايين من البشر المستفيدين فيما بعد.

مساهمات تستحق نوبل

عمل نورمان بورلوج على مدار نحو 20 سنة، على تطوير إنتاج القمح قصير القش عالي المقاومة للأمراض، إذ فاجأ من حوله بقدرة فائقة على تحسين إنتاج القمح بما أدى إلى وصول المنتج للكثير من البشر، الذين كانوا يعانون من قبل من الحرمان والحاجة الشديدة والجوع.

ظهر نورمان خلال تلك الفترة الطويلة بشخصية شديدة الثقة والتواضع في الوقت نفسه، حيث كان من المعتاد أن يعمل جنبا إلى جنب مع المزارعين والطلاب الصغار، من أجل نقل علمه إليهم، ما زاد من تعلق الجميع به هناك من ناحية، وساهم في تحسن أداء الجميع من الناحية الأخرى، لتعم الاستفادة في المسكيك، وغيرها من الدول التي اعتمدت على أفكاره في زراعة القمح، مثل الهند وباكستان على سبيل المثال، وعدد من المناطق في الشرق الأوسط وفي قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ساهم نورمان بورلوج بعلمه وعمله في إطعام الملايين من البشر، الذين عانوا من الفقر والجوع على مستوى العالم، ليحصل في عام 1970 على القليل مما يستحقه، بعد أن حصد جائزة نوبل للسلام، تقديرا لجهوده في تحسين وتطوير زراعة القمح في جنوب آسيا وفي المسكيك، والتي أدت لمضاعفة إنتاج هذا المحصول حول العالم، بين أعوام 1960 و1990، قبل أن يرحل عام 2009 عن عمر يناهز الـ95، بعدما صار نورمان بورلوج أحد أسباب رواج محصول القمح حول العالم، مستحقا بذلك لقبا ألا وهو أبو الثورة الخضراء دون منازع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى