حصل الزوجان على حق امتلاك أرض شاسعة، فلم يقوما ببيعها ولا ببناء المنازل عليها، فقط قاما بإهدائها إلى الكلاب الضالة، لتصبح المأوى الأشهر لهم في كوستاريكا.
مأوى الكلاب الضالة
أملت ليا باتل وكذلك زوجها ألفارو ساموت، أن يقدما شيئا مختلفا إلى الكلاب الضالة التي تفترش شوارع دولة كوستاريكا، حيث بدا أن الحل الوحيد أمامهما هو احتضان تلك الحيوانات الأليفة في منزلهما الذي صار مأوى صغيرا ومؤقتا للكلاب، قبل أن يظهر المأوى الكبير والأشهر هناك.
في عام 2008، حصلت ليا باتل على حق امتلاك أرض زراعية شاسعة تصل مساحتها إلى نحو 378 فدان بعد وفاة جدها، حيث لم تترد لا هي ولا زوجها في تحويل تلك الأرض إلى مأوى الكلاب الضالة الذي حلم به كلاهما من قبل، والمعروف الآن باسم «territorio de zaguates».
نجاة من الضياع
في وقت يقدر فيه مركز صحة الحيوان في كوستاريكا، أعداد الكلاب الضالة في البلاد بنحو مليون كلب تقريبا، صار territorio de zaguates هو الملاذ لعدد كبير من تلك الحيوانات الأليفة، حيث يمتلئ المأوى بأكثر من 1000 كلب، يعيشون بين المناطق الخضراء حول المأوى وبداخله، ويتناولون نحو 400 كج من الأطعمة التي تقدم لهم، إما بواسطة الزوجين، أو من خلال عدد كبير من المتطوعين الذين أرادوا المشاركة في هذا العمل الملهم.
يتحدث دان جيانوبلوس، وهو المصور الصحفي الذي زار المأوى مؤخرا، قائلا: «يعد هذا المأوى للكلاب الأول من نوعه في البلاد، حيث يعطي الفرصة الكاملة لتلك الحيوانات الضعيفة من أجل النجاة من الضياع، بعدما عانوا لسنوات من ظروف حياة قاسية في الشوارع والطرقات».
وعلى الرغم من معاناة الكلاب المتواجدة في المأوى الكوستاريكي، من المعاملة السيئة من قبل، ومن أمراض عدة اكتسبوها خلال المرحلة السابقة، فإن المتطوعين لم يلاحظوا حدوث أي مناوشات فيما بينهم، بل يتضح مدى حب تلك الحيوانات الأليفة للزوار والمتطوعين، بعدما وجدوا تلك المعاملة الجيدة من جانبهم.
في النهاية، يؤكد أصحاب المركز أنه لا توجد أي نية في عدم قبول استضافة أي كلب ضال مهما كانت ظروفه، إذ ربما تكون تلك هي فرصته الوحيدة من أجل الحصول على حياة أفضل.