ثقافة ومعرفة

هوس السرقة.. رغبة مرضية في الحصول على ما لا نستحق

ندرك معاناة بعض البشر من هوس السرقة، الذي ربما يصيب الأطفال الصغار لحاجتهم إلى التقويم، ولكن ماذا عن معاناة الكبار منه؟ هذا ما نوضحه الآن.

هوس السرقة

يعرف داء أو هوس السرقة بأنه عدم القدرة على السيطرة على تلك الأفكار، التي تحث صاحبها على سرقة أشياء هو لا يحتاج إليها من الأساس، في اضطراب ذهني نادر لكنه يصيب من يعاني منه وكذلك الأهل والأصدقاء بألم عاطفي بالغ، وخاصة في ظل عدم توصل العلماء حتى الآن إلى السبب الحقيقي وراء إصابة البعض به.

يعد هوس السرقة أحد أشكال اضطرابات عدم القدرة على السيطرة على الدافع، والتي أحيانا ما تدفع المصابين بها إلى التكتم على أزمتهم الخاصة، خوفا من مشاعر الإحراج، ليصل الأمر في في بعض الأحيان الأخرى حتى إلى عدم زيارة الطبيب النفسي لتلقي العلاج، ما يزيد الوضع سوءا مع احتمالية الوقوع في متاعب قضائية بسبب تلك الأفعال غير القانونية.

الأعراض

تتعدد الأعراض التي تنتاب المصاب بداء أو هوس السرقة، عند قيامه بارتكاب الفعلة سر التسمية، حيث يبدأ الأمر عبر أفكار تدعو المرء إلى سرقة أشياء هو ليس في حاجة إليها، ما يتصاعد بسيطرة مشاعر من القلق والتوتر على العقل، تدفع المصاب إلى السرقة فورا.

في وقت يشعر فيه من يعاني من هوس السرقة بالسعادة والمتعة عند ارتكاب تلك السرقة العجيبة، فإن تلك المشاعر التي تبدو إيجابية تنقلب إلى أحاسيس سلبية، فور النجاح في المهمة والحصول على أشياء بغير حق، حيث يعاني حينئذ من مشاعر الذنب والعار والخجل من النفس، وربما الخوف من احتمالية الوقوع في قبضة الشرطة عند اكتشاف حادث السرقة، قبل أن تعود الأمور كما كانت وتعود أفكار السرقة للشخص في يوم آخر.

سمات المصاب

على عكس اللصوص التقليديين، لا يخطط المصاب بهوس السرقة إلى تلك العمليات الخفية، بل ينفذ الأفكار التي تأتيه فجأة دون وضع استراتيجيات، ومن دون طلب المساعدة من شخص مقرب، مع العلم بأن الأشياء المسروقة غالبا ما تكون بلا قيمة بالنسبة للسارق، الذي يمكنه الحصول عليها بقيمة ليست كبيرة بالنسبة له في جميع الأحوال.

في العادة، يلجأ المصاب بداء أو هوس السرقة إلى المتاجر والأسواق، لتلبية رغبته الخاصة في الحصول على ما لا يستحق، فيما توجد بعض الحالات التي يمكن للمصاب أن يسرق من الأصدقاء في أماكن التجمع مثل الحفلات.

يعمل السارق في هذا الاضطراب العجيب على التخلص من الأشياء المسروقة دون استعمالها، فيما يقوم أحيانا بالتبرع بها للأعمال الخيرية، وربما يعيدها من جديد إلى صاحبها ولكن في السر.

في النهاية، يتلخص العلاج المتاح لهوس السرقة في زيارة الطبيب النفسي دون خجل أو تخوف من العواقب، حيث لا يمكن للطبيب أن يبلغ عن قيام المريض بالسرقة وهو يعاني من هذا الداء، الذي ربما ينجح في علاجه عبر أدوية نفسية وجلسات تحدث طويلة الأمد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى