ملهمات

طفل الثلج.. كيف تبدلت حياة تلميذ مغطى بالجليد بسبب صورة؟

ذهب الطفل الصغير إلى مدرسته في الصباح الباكر وحيدا كعادته، مواجها درجات الحرارة المنخفضة والبرودة القارسة التي ظهرت آثارها على شعره المحمل بالقطع الثلجية، ليثير ضحكات من حوله من طلاب، ويثير تعاطف الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ساهموا في قلب حياة طفل الثلج الصيني، وانغ فيومان، رأسا على عقب.

طفل الثلج الوحيد

كان نهارا قارس البرودة من أيام الشتاء في شهر يناير، حيث خرج الطفل الصيني ابن الـ8 سنوات، يونغ فيومان، من منزل جدته التي يعيش معها إلى مدرسته، مرتديا سترات خفيفة لا تتناسب تماما مع هذا الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.

وصل يونغ إلى مدرسته بعد رحلة شاقة امتدت إلى أكثر من ساعة، سار خلالها لنحو 5 كم في درجات حرارة تقل عن الصفر، ليفاجأ برد فعل الطلاب الذين ضحكوا فور رؤية الثلوج وهي تغطي شعره وحاجبيه، قبل أن يقوم أحد المعلمين بالتقاط صورة بدلت حياة يونغ فيما بعد، بعدما لقبه الجميع لاحقا باسم طفل الثلج.

تعاطف الملايين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، مع مشهد الطفل يونغ وهو يقف مغطى بالثلوج وسط ضحكات الأطفال الآخرين، فيما زاد التعاطف معه بعدما أدركوا أنه يعيش مع جدته المسنة، حيث تركت الأم المنزل منذ سنوات، بينما يعمل الأب في منطقة بعيدة ولا يزور نجله إلا على فترات متباعدة.

تعاطف عالمي

أثارت واقعة طفل الثلج الرأي في العام في الصين، حيث لفتت الانتباه إلى قضية تخص ملايين الأطفال، الذين يعيشوا مع أجدادهم في ظل انشغال الآباء عنهم بالعمل أو ما شابه في أماكن بعيدة.

اهتمت الجمعيات الحقوقية والمنظمات الخيرية، بقضية عامة تخص الملايين مثل يونغ، لذا جمعوا الأموال من أجل مساعدة طفل الثلج ومن هم على شاكلته، لتصل قيمة التبرعات إلى نحو 450 ألف دولار في غضون شهور قليلة، فيما استفادت مدرسة يونغ نفسها ببعض من تلك الأموال، بعدما تم تجديدها بواسطة وسائل تدفئة تساعد الطلاب على تلقي العلم في ظروف مناخية أفضل.

كذلك حصل والد يونغ على وظيفة جديدة أقرب كثيرا من منزله، لتتيح له فرصة تقديم الرعاية المطلوبة لنجله الشهير، الذي أكد على أنه لا يرغب في أن يصبح طفلا مشهورا أو ما شابه، كما يقول: «يتعامل الطلاب معي في المدرسة باعتباري طفلا عاديا، وهو ما أرغب فيه حقا، حيث تنتابني مشاعر بعدم الراحة عندما أجد البعض يتعامل معي كوني مشهورا».

لم تتوقف الأخبار الجيدة عند ذلك، بل عادت الأم أيضا إلى منزلها بعد غياب طويل على أمل احتضانه من جديد، تأثرا بما شاهدته من لقطة مؤثرة لطفلها الصغير تجوب منصات التواصل الاجتماعي، والفضل في كل هذا في النهاية يعود إلى صورة طفل الثلج التي هزت مشاعر المتابعين، فبدلت حياته إلى الأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى