يأمل الآباء جميعا في أن يتمتع أطفالهم بمستويات دراسية مرتفعة، تؤهلهم إلى تحققيق النجاحات مع مرور السنوات، ما حفز الخبراء على محاولة استكشاف عوامل تحدد المستوى الدراسي للطفل الصغير، ليتبين أن تلك العوامل تتعلق بالأم والأب في أغلب الأحوال.
المستوى الدراسي للطفل
ربما يختلف أغلب البشر حول العوامل التي تحدد المستوى الدراسي للطفل الصغير، إلا أن الأمر بدا واضحا بالنسبة لعدد من الخبراء الإنجليز، والذين حسموا أمر سر نجاح طالب من عدمه.
أكد خبراء وباحثون من جامعة يورك الإنجليزية، أنه فيما يخص المستوى الدراسي للطفل، فإنه يوجد اثنان من العوامل المحددة للمستوى، وهما كل من العوامل الوراثية وكذلك مستوى الأسرة، بما يشمل من المستوى التعليمي والمادي للوالدين.
الأدهى من ذلك أنه تبين للباحثين من الجامعة الإنجليزية، أن مستوى الأسرة يفوق العوامل الوراثية تأثيرا على المستوى الدراسي للطفل الصغير، ما أوضحته دراسة تابعة لهم، توصلت إلى أن 47% فقط من الأطفال الذين ولدوا لأسرة فقيرة ولكن بعوامل وراثية مميزة، هم من تمكنوا من الوصول للجامعة، فيما تمكن أكثر من 62% من الأطفال الذين لا يملكون الجينات الوراثية اللازمة للعلم، ولكن تملك أسرهم الثروة المادية، من تحقيق الأهداف المطلوبة والالتحاق بالجامعات المختلفة.
قوة مضاعفة
يرى خبراء جامعة يورك في إنجلترا، أن الأطفال الأكثر حظا هم من يملكون أسرة ثرية، وفي نفس الوقت يمكنهم وراثة عوامل وراثية جيدة من خلالهم، حيث أشارت الدراسة الأخيرة إلى أن 77% من هؤلاء الصغار هم من تمكنوا من الالتحاق بالجامعة بعد سنوات، على عكس الأطفال الذين حرموا من الأمرين، العوامل الوراثية الجيدة والأسرة الثرية، والذين لم تتجاوز نسبة نجاحهم في الوصول للجامعات، حاجز الـ21%.
تتحدث صوفيا فون ستوم، وهي الباحثة والأستاذة بقسم التعليم بجامعة يورك، قائلة: «تكشف الدراسة عن العوامل المؤثرة وراء تفوق الأطفال ونجاحهم على المستوى الدراسي، فيما تلفت الانتباه كذلك إلى عدم التكافؤ أو تساوي الفرص بين هؤلاء الأطفال، الذين يحظون بنسب نجاح مختلفة لا تتحدد وفقا للعوامل الوراثية فقط، بل كذلك نتيجة للمستوى المادي للأسرة»، الأمر الذي يحتاج وفقا للباحثة إلى إجراء نقاشات مطولة للوصول إلى العدالة بين الأطفال جميعا، وباختلاف الأحوال المادية للأب والأم.