ثقافة ومعرفة

العلاج بالموسيقى.. عندما تخفف النغمات الفنية من آلام الجراحة

يدرك أغلبنا الدور الملهم الذي تمارسه الموسيقى، عندما تساهم في تحسين المزاج، ولكن هل يصل الأمر بتلك النغمات الفنية الإبداعية، إلى أن تساعد المرضى على تخطي الآلام عقب إتمام الجراحات؟ هذا ما يجيب عنه العلماء عبر الإشارة لكيفية العلاج بالموسيقى عقب الخضوع للعمليات المعقدة.

العلاج بالموسيقى والجراحات

ربما يعتقد البعض أن الربط بين الموسيقى وتخفيف الآلام الناتجة عن إجراء العمليات الجراحية، هو أمر يحمل الكثير من المبالغة، إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للكثير من الخبراء والباحثين، الذين توصلوا إلى قدرة العلاج بالموسيقى على فعل المستحيل بهذا الشأن.

أجمع باحثون من جامعات برونل، الملكة ماري في بريطانيا، علاوة على أطباء من مستشفى أطفال بارتز في المملكة المتحدة أيضا، على أن الاستماع للموسيقى من شأنه المساهمة في تخفيف آلام مزعجة تنتج عن إجراء العمليات الجراحية، ما يؤدي في تلك الحالة إلى تراجع مشاعر القلق والتوتر عند المرضى، الذين لا يحتاجون في تلك الحالة إلى نفس الكميات التقليدية من مسكنات الألم بعد الخضوع لما يشبه جلسات العلاج بالموسيقى، وفقا للخبراء.

الأمر علمي بحت

يرى الباحثون أن سر قدرة الموسيقى على منافسة مسكنات الألم والأدوية العلاجية، فيما يخص إراحة المرضى بعد الخضوع للجراحات، يتلخص في المزاج الجيد الذي تضعنا فيه مع الاستماع إليها، ليؤدي ذلك على الفور إلى إفراز المخ لهرمونات، تساهم في تقوية المناعة في الجسم بما يسمح بتقليل الإحساس بالألم في نهاية المطاف.

يرى الخبراء من الجامعات البريطانية المختلفة، أن الأمر يكمن كذلك في ترك مهمة اختيار نوع الموسيقى للمريض، حيث يعني استماعه إلى موسيقاه المفضلة زيادة فرص نجاح المهمة المتلخصة في تخفيف الألم، فيما يعني إلزامه بموسيقى ما لا يفضلها عدم الاستفادة منها على الصعيد النفسي والجسدي.

الجدير بالذكر أن تلك ليست المرة الأولى التي يربط خلالها العلماء بين الاستماع للموسيقى وتحسين أو علاج بعض المشكلات الصحية، حيث سبق وأن أشار الباحثون من جامعة ساسيكس البريطانية ومعهد ماكس بلانك في ألمانيا، إلى أن بعض الأشكال الموسيقية بإمكانها أن تقوي من مناعة الجسم، بالشكل الذي يؤدي إلى زيادة فرص تجنب المعاناة من بعض الأمراض، مثل نزلات البرد والإنفلونزا، ما يلمح في النهاية إلى إمكانية الاستفادة من الموسيقى من الناحية الصحية، ومن أكثر من جانب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى