ثقافة ومعرفة

عقلية الضحية.. عندما نلوم العالم ونتجاهل أنفسنا

هل تعرف شخصا يبدو وكأنه ضحية لكل المواقف التي تحدث من حوله؟ ربما هو يتمتع بما يعرف باسم عقلية الضحية، التي تدفعه إلى لوم العالم بأسره دون توجيه اللوم إلى نفسه ولو مرة واحدة.

عقلية الضحية

يمكن ملاحظة عقلية الضحية لدى شخص ما، عندما تجده يؤمن بأن الأمور السيئة تحدث ومازالت تحدث له، لذا فتوجيه اللوم إلى الآخرين طوال الوقت يبدو منطقيا له، فيما ليس عليه أن يبذل الجهود طالما النتيجة واحدة في النهاية، وهي الفشل، من وجهة نظره.

ترى خبيرة العلاقات وعلم النفس، فيكي بوتنيك، أن تمتع الشخص بما يشار إليه باسم عقلية الضحية، ينبع من الإنسان الذي يعتقد أن الجميع قد شارك في كل ما عاناه من تجارب سيئة، لذا تظهر عليه بعض العلامات الواضحة لعقلية الضحية.

علامات

تشير بوتنيك إلى أن تجنب تحمل المسؤوليات هي إحدى أبرز العلامات الكاشفة عن عقلية الضحية، حيث يختلق لنفسه الأعذار فيما لا يتردد قبل توجيه اللوم للأخرين، لذا يكون من المتوقع أن يمتنع أصحاب تلك الشخصيات عن تحمل مسؤولية الخطأ في أي مرة.

كذلك يتمتع أصحاب عقلية الضحية بتفكير شديد السلبية، يدفعهم إلى الاعتقاد بأن المواقف الصعبة المحيطة بهم ليست لها حلول، بل من الوارد ألا يقبلوا المساعدة من أجل تغيير تلك الأوضاع، فيما يكتفون بالبكاء على اللبن المسكوب، علما بأن أصحاب تلك العقلية يشعرون بالفعل بأنهم ضعفاء وغير قادرين على فعل أي شيء.

من البديهي أن يتسم أصحاب عقلية الضحية بعدم الثقة في النفس، ما يزيد من النظرة التشاؤمية لديهم، ويدفعهم إذن إلى عدم محاولة تطوير أنفسهم أو مهاراتهم الشخصية، الأمر الذي ينتج عنه إحساس بالغضب أغلب الوقت، وربما إحساس بالجرح عندما لا يشعرون باهتمام الآخرين بمأساتهم.

الأسباب والعلاج

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى تمتع الشخص بعقلية الضحية، إذ يمكن لحادث أليم أو صدمة قوية تعرض لها، أن تتسبب في تفكيره بتلك الطريقة التي تميل إلى إلقاء المسئوليات على غيره من البشر.

من الوارد أن تظهر عقلية الضحية لدى شخص تعرض يوما للخيانة، بحيث يفقد الثقة في من حوله جميعا، ومن ثم يشعر بأنه ضحية المجتمع المحيط به، والذي خان ثقته يوما أو عدة مرات.

العلاج الوحيد لكل من يتسم بأزمة أو عقلية الضحية، يتمثل في زيارة الطبيب النفسي، من أجل اكتشاف سر المعاناة من تلك الشخصية، سواء كان حادثا قديما أو خيانة موجعة، فيما يمكنه أن يحدد العلاج الأمثل لتخطي مضاعفات تلك الأزمة، والتي ربما تصل إلى المعاناة من الاكتئاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى