يدرك أغلبنا الفوائد المتعددة لممارسة الرياضة، كما نعلم بأهمية تعلم أمور جديدة بصفة مستمرة، ماذا إذن عن دمج الأمرين معا؟ هذا ما يكشف عنه علماء توصلوا إلى أن ممارسة الرياضة بعد التعلم تعني تقوية الذاكرة فيما يخص المعلومات الجديدة.
تقوية الذاكرة والرياضة والتعلم
تتعدد الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها أملا في تقوية الذاكرة ومواجهة النسيان المتكرر بالنسبة للطلاب تحديدا، إذ يحرص البعض على تناول الأسماك فيما يهتم الآخرون بممارسة الألعاب والتمرينات الذهنية لتنشيط المخ، فيما توصل العلماء إلى وسيلة أخرى ربما تكون أكثر متعة ونجاح.
يرى الباحثون من بعض جامعات هولندا وفقا لدراسة نشرت في جريدة Current Biology العلمية، أن ممارسة الرياضة بعد تعلم أمور جديدة، تؤدي إلى تقوية الذاكرة ومن ثم الاحتفاظ بتلك المعلومات، ولكن في ظل القيام بالرياضة في أوقات محددة، إذ يشير العلماء إلى أن الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، يحتاج من المرء ممارسة الرياضة عقب مرور نحو 4 ساعات من التعلم من أجل تحقيق الهدف المطلوب.
الرياضة بعد المذاكرة
اعتمد الخبراء على تقسيم مجموعات من الطلاب إلى 3 مجموعات، الأولى قامت بممارسة الرياضة فور تعلم بعض الأمور، والثانية قامت بممارسة الرياضة عقب الجلسة التعليمية بنحو 4 ساعات، فيما لم تحظ المجموعة الثالثة بفرصة ممارسة الرياضة من الأساس.
عاد الباحثون بعد مرور 48 ساعة لاختبار قدرات الطلاب على التذكر، مع إجراء فحوصات بالرنين المغنطيسي أيضا، ليفاجأ العلماء بأن المجموعة الثانية والتي مارس أفرادها الرياضة عقب التعلم بنحو 4 ساعات، هي من تفوقت من حيث القدرة على استرجاع المعلومات، حيث بدا من الواضح أن المنطقة المسؤولة عن التذكر والتعلم، وهي منطقة الحصين في المخ، قد صارت أكثر نشاطا مع ممارسة الرياضة بالنسبة للمشاركين في الدراسة.
يؤكد الخبراء أن سر العلاقة العجيبة بين ممارسة الرياضة بعد التعلم، والقدرة على الاستذكار فيما بعد، تعود إلى المواد الكيميائية التي تفرز في المخ عبر القيام بالمجهودات البدنية، حيث تعمل مواد وهرمونات مثل الدوبامين والنورادرينالين، على ما يشبه بعملية لصق المعلومات لفترات طويلة بالمخ، في حال ممارسة الرياضة عقب التعلم بفترة تصل إلى 4 ساعات وفقا للعلماء.