ثقافة ومعرفة

كيف يضعف الخوف جهاز المناعة؟

يؤدي الخوف بكل أشكاله إلى تدهور الحالة النفسية والعضوية وفقا لخبراء الصحة، فسواء شعرنا بالخوف والقلق لترقب نتائج اختبارات دراسية أو لانتظار عقوبة وراء خطأ ارتكبناه، أو حتى جراء انتشار وباء خطير مثل فيروس كورونا، يؤكد الأطباء أن الخوف يضعف جهاز المناعة وربما يصيب صاحبه بأمراض نفسية متعددة مثل الاكئتاب.

كيف يعمل الخوف؟

يرى العلماء أن قيام الخوف ببعض المهام التخريبية في الجسم، يبدأ مع القيام بتنبيه وظائف مواجهة الخطر، مثل النظر الذي يصبح أكثر دقة والعضلات التي تصير أكثر استفادة بتدفق الدم، على حساب وظائف أخرى تبدو أقل أهمية في أوقات الخطر والخوف، مثل وظائف الجهاز الهضمي على سبيل المثال لا الحصر.

تتغير إفرازات الهرمونات في الجسم في هذا الوقت، حيث يزداد تدفقها في منطقة اللوزة الدماغية، حتى تساعد الذهن على التركيز في عوامل الخطر المحيطة به، وهي كلها أمور لو استمرت لفترات طويلة، فإنها تؤدي إلى ظهور مخاطر الخوف الدائم.

الخوف يضعف جهاز المناعة

تتعدد أضرار الخوف على الصحة النفسية والعضوية، حيث نجد في البداية أن الخوف يضعف جهاز المناعة بمستويات ملحوظة، من شأنها أن تزيد فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبمشكلات مختلفة في المعدة، علاوة على أن الخوف في هذا الوقت يساهم في سرعة ظهور آثار التقدم في العمر بما قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة.

لا تتوقف أضرار الخوف على الجهاز المناعي فحسب، بل يمكن لمشاعر القلق والترقب الدائمة، أن تؤثر بالسلب على الصحة الذهنية والنفسية، إذ تؤدي إلى ارتباك المشاعر الداخلية بما يجعل مهمة اتخاذ القرارات أكثر صعوبة، كما يؤدي الخوف إلى ضعف الذاكرة جراء إصابة منطقة الحصين بالدماغ بالتلف.

في كل الأحوال، يبدو من المتوقع أن يؤدي التوتر والخوف المستمر إلى تدهور الحالة النفسية للفرد، حيث ترتفع في تلك الحالة فرص المعاناة من الاكتئاب والقلق الدائم، وهو الأمر الذي يحتاج منا جميعا بذل الجهود، من أجل السيطرة على مشاعر الخوف والهلع، وخاصة في ظل انتشار أوبئة ومخاطر صحية، تتطلب تواجد جهاز المناعة وهو في أفضل حالاته للوقاية منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى