علاقات

إدمان الهواتف.. لماذا يحذر العلماء من مكافأة الطفل بالأجهزة الإلكترونية؟

هل تكافئ طفلك على سلوكه الجيد بأن تدعه يستخدم الهاتف، فيما تعاقبه عند ارتكاب الأخطاء عبر حرمانه منه؟ ربما تحوله إذن دون أن تدري إلى شخص يعاني من إدمان الهواتف والأجهزة الإلكترونية بشكل عام، وفقا لخبراء علم النفس المحذرين.

إدمان الهواتف والأطفال

يسعى الآباء إلى إيجاد وسائل تحفيزية تساهم في تشجيع الأبناء على بذل الجهد أثناء الدراسة وعلى اتباع العادات الجيدة، ما قد يدفع البعض إلى مكافأة الطفل عند القيام بسلوك إيجابي بأن تترك له فرصة تصفح الأجهزة الإلكترونية، في سلوك يبدو تحفيزيا لكنه يضره ويدفعه إلى إدمان الهواتف والأجهزة الإلكترونية دون أن ندري.

يؤكد العلماء من جامعة غويلف في كندا، أن هذا السلوك الشائع بين الكثير من الأمهات، والمتمثل في السماح للطفل بتصفح الهاتف كشكل من أشكال المكافأة، أو حرمانه منه كأحد أنواع العقاب، لا يؤدي إلى تقويم الطفل، بل يزيد من رغبته في استخدام الهواتف بصورة قد تصبح مرضية في بعض الأحيان.

تتحدث جيس هاينز، وهي أستاذة العلاقات الأسرية والباحثة من الجامعة الكندية، عن هذا الأمر الصادم قائلة: «الأمر يبدو مشابها لأزمة قيام الأبوين أحيانا بتحفيز الطفل عبر مكافأته بالحلوى، حيث يزيد ذلك من جاذبية تلك الأكلات المتخمة بالسكريات في نظره، فيما يقوم على الجانب الآخر بتقليل شهيته تجاه الوجبات الصحية».

مخاطر متعددة

يرى علماء جامعة غويلف الكندية، أن الطفل العادي يتصفح الأجهزة الإلكترونية بمعدل يصل إلى ساعة يومية، فيما تزيد تلك الفترات لأكثر من الضعف خلال نهايات الأسبوع والإجازات الدراسية، في ظل انشغال الأبوين في كثير من الأحيان باستعمال وتصفح تلك الأجهزة أيضا.

تكشف ليزا تانج، وهي الباحثة من جامعة جويلف، عن علاقة طردية مؤكدة بين عدد ساعات تصفح الهواتف، وبين الرغبة في ممارسة نشاطات أكثر فائدة للصحة النفسية والعضوية، مشيرة إلى أن إدمان الهواتف يعني تراجعا واضحا في المهارات الأكاديمية والاجتماعية في الوقت نفسه.

ينصح العلماء والخبراء في علم النفس في نهاية المطاف الآباء بمحاولة إعطاء المثل الجيد للأطفال، ذلك عبر تقليل أوقات استخدام الهواتف قدر الإمكان، مع الوضع في الاعتبار أن مكافأة الطفل بالسماح له باستخدام الأجهزة الإلكترونية لا يؤدي في النهاية إلا لظهور شخص يعاني من إدمان الهواتف عاجلا أم آجلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى