ملهمات

كوليت سوكلر.. الأم التي ضحت بحياتها لإنقاذ طفلتها خلال إعصار هارفي

لم يكن بمقدور تلك الأم أن تفعل شيئا آخر، غير التضحية بنفسها إنقاذا لابنتها الصغيرة، بعد مواجهة الموت غرقا لساعات طويلة خلال إعصار هارفي المدمر.

ففي إحدى الحوادث المؤثرة التي ألهبت المشاعر، جراء إعصار هارفي المدمر، الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية في العام الماضي، فضلت كوليت سوكلر، البالغة من العمر 41 عاما، حياة ابنتها جوردين التي لم تتجاوز الثلاثة أعوام من عمرها، على حياتها شخصيا، في توضيح لحجم التضحية التي يمكن أن تقدمها أي أم لأبنائها الصغار، عند مواجهة الأخطار.

حادث مفجع

كوليت سوكلر.. الأم التي ضحت بحياتها لإنقاذ طفلتها خلال إعصار هارفي

بدأ الأمر عندما كانت الأم تقود سيارتها وبصحبتها جودين الصغيرة، في وقت زاد فيه بشدة هطول الأمطار، ما جعل الشوارع تغدق بالمياه أكثر واكثر، حينها اضطرت الأم الأربعينية كوليت أن تخرج بابنتها من السيارة في محاولة أخيرة من جانبها لإنقاذ حياتها من الموت غرقا.

للأسف لم تتمكن الأم من مواجهة التيار القوي الذي أطاح بها وابنتها لنحو نصف ميل بعيدا عن السيارة، سعت الأم خلال ذاك الوقت، وقبل أي شيء آخر، أن تجعل رأس ابنتها تطفو فوق الماء، وهو ما تحقق بالفعل، ولكن على حساب تلك الأم الرائعة.

بيان الشرطة

كوليت سوكلر.. الأم التي ضحت بحياتها لإنقاذ طفلتها خلال إعصار هارفي

يحكي رجال الشرطة ما شاهدوه من منظر مؤثر، لطفلة تتجمد بردا، وهي متشبثة بالأم المتوفاة داخل المياه، فتقول المتحدثة الرسمية عن إدارة قسم بيمونت، كارول ريلي: «بوضوح تام، قامت تلك الأم بإنقاذ ابنتها الصغيرة من الموت، ونجحت محاولتها المستميتة بالفعل في الحفاظ على حياة الطفلة أخيرا».

تضيف كارول: «عندما وجدنا الطفلة جوردين، كانت متشبثة بقوة في جسد والدتها، بينما ساعدها كذلك ارتداء حقيبة ظهر حملتها فوق الماء أيضا، ولكن في النهاية، يبدو أن الأم كوليت قد بذلت كل ما في وسعها، بل وضحت بحياتها إنقاذا لطفلتها قبل كل شيء».

وعلى الرغم من الانخفاض الشديد لحرارة جسم جوردين، إلا أن حالتها الصحية استقرت مؤخرا، بينما توفيت الأم للأسف بعد وصول الإسعافات بوقت قصير، وبعد أن قامت بجهد كبير حفاظا على روح جوردين الصغيرة.

تبرعات بالجملة

كوليت سوكلر.. الأم التي ضحت بحياتها لإنقاذ طفلتها خلال إعصار هارفي

وفيما يبدو وأنه نتاج تأثر الجميع في الولايات المتحدة، بقصة الأم الأمريكية التي أنقذت حياة ابنتها، تدفقت التبرعات على الحملة التي نظمت خصيصا من أجل مساندة جوردين الصغيرة، حتى تجاوزت الأهداف الموضوعة مسبقا، ببلوغها نحو 142,000 دولار في غضون أيام قليلة.

يقول مؤسس تلك الحملة: «سأبذل قصارى جهدي حتى تستخدم 100% من تلك الأموال، لأجل دعم الحياة الصحية والتعليمية أيضا لجوردين، فهذا ما نفكر به جميعا الآن».

في النهاية، هي قصة بطولية، ولكنها ليست بغريبة عن أي أم، لن تفكر قطعا ولو للحظة واحدة قبل أن تضحي بحياتها حفاظا على أرواح أبنائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى