هل يمكنك تخيل وجود كائن حي، عاصر نحو 3 قرون مختلفة من الزمان؟ هو أمر لا يصدق ولكنه حدث بالفعل على أرض الواقع مع السلحفاة جوناثان، والذي يعد أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض حتى الآن.
رحلة السلحفاة جوناثان
ولد السلحفاة الذكر جوناثان تقريبا في سنة 1832، حيث يتجاوز الآن عامه الـ188، ما يعني أنه عاصر 7 ملوك على عرش بريطانيا، كما عايش اختراع مصابيح الضوء والسيارات ذات المحركات إضافة إلى استكمال برج إيفل، ما يمكن للصور بالأبيض والأسود أن تكشف عنه بوضوح.
انتقل السلحفاة جوناثان من جزيرة سيشيل إلى جزيرة سانت هيلينا في نهايات القرن التاسع عشر، وتحديدا في عام 1882، ليصبح مقره الدائم ذلك المكان الهادئ والمنعزل بالمحيط الأطلسي، والذي كان المنفى الشهير بالنسبة للقائد الفرنسي التاريخي، نابليون بونابرت.
سلحفاة معمرة
على الرغم من أن معدل أعمار السلاحف يعرف بأنه مديد بالنسبة للبشر وللحيوانات أيضا، إلا أن السلحفاة جوناثان تحديدا يعد من الكائنات المعمرة، نظرا لأن متوسط عمر السلحفاة يصل إلى 150 سنة، ما يكشف عن استمرارية مذهلة لجوناثان بلغت أكثر من 30 سنة عن المتوقع، أعطته حق اقتحام موسوعة جينيس كأكبر الحيوانات سناً على وجه الأرض.
يعاني السلحفاة جوناثان من الكثير من علامات التقدم في العمر، حيث فقد بصره وكذلك حاسة الشم، إلا أن ذلك لم يمنعه من التنقل وإبداء القوة وفقا لمن يقدمون له الرعاية اللازمة، بل ويبدو أكثر سعادة عندما يقوم أحد الأشخاص بلمس رأسه، ليقف بلا حركة انتظارا لالتقاط صورة لهما.
يمكن للجميع مشاهدة السلحفاة جوناثان وهو يخرج رأسه من قوقعته الشبيهة بالدرع في الأيام الصيفية المشمسة، فيما يميل إلى الاختباء والاختفاء عن الأنظار في الأوقات الباردة طقسا، رغبة في الحصول على إحساس الدفء في هدوء.
في جزيرة سانت هيلينا الهادئة، أصبح السلحفاة جوناثان بمثابة الأسطورة الحية، حيث عاصر أجيالا مختلفة، وعايش أبناء صاروا آباء ثم أجدادا وأجداد أجداد، لذا يعتبره السكان المحليون أشبه بنموذج للمقاومة والاستمرارية، فيما يأتي إليه السياح من بلاد مختلفة ليشاهدوا أقدم الكائنات الحية على وجه الأرض، وهو يتجول على العشب الأخضر بكل صلابة وثبات.