صحة ولياقة

الحمى المالطية.. تبدأ من الحيوانات وتنتهي إلى الوفاة

مات دون مقدمات! كان ارتفاعا في درجة الحرارة فقط! شعر بإرهاق ثم كانت آخر أنفاسه!

في الحقيقة، إن ما فات عرَض لا مرض، نعم، إنها أعراض الحمى المالطية، تلك التي تنتقل من الحيوان للإنسان، والتي لو تمكنت منه لما درى هل أصابه ارتفاع في الحرارة أم إرهاق وخمول أم صداع أم قشعريرة جارفة؟! ويكاد يظنها أحد هذه الأمراض فيتكاسل عن علاجها حتى تودي به تلك الحمى!

هيا نتعرف على عدو ليس بالسهل، ونقطع عليه الطريق.

تعريف الحمى المالطية

الحمى المالطية
الحمى المالطية

هي عدوى تنتقل إلى الإنسان عن طريق تعاملاته مع الحيوان غالبا، ويكون ذلك بانتقال البكتيريا المسببة للمرض البروسيلا (Bru­cel­la). وتكون تلك الحمى المالطية فى المواشي خصوصا (الماعز، والأغنام، والغزلان، والكلاب والخنازير) وبعض الجواميس والجمال. وقد تكون الإصابة خفيفة يمكن علاجها وقد ترتقي إلى درجة لا يمكن الحد منها أو تخفيفها ثم إلى الموت مباشرة.

وتعد الحمى المالطية من الأمراض شائعة الحدوث في فصلي الشتاء والربيع، وتتراوح فترة الحضانة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع.

أسماء أخرى للحمى المالطية

  •  البانغ.
  • البروسيلا.
  • داء البروسيلات.
  • حمى الماعز.
  • حمى جبل طارق.
  • حمى قبرص.

أنواع بكتيريا البروسيلا

ثمة 8 أنواع مشهورة رغم أن أربعة منها فقط تسبب الحمى المالطية في البشر:

  •  البروسيلا المجهضة (أبورتوس): توجد في البقر، وتعتبر متوسطة الشدة.
  • البروسيلا الكلبية (كانيس): تصيب العاملين مع الكلاب وهي متوسطة الشدة، وهنالك حيوانات أخرى تمثل مصدرا أساسيا لبكتيريا البروسيلا ويشمل ذلك الحيوانات البرية.
  • البروسيلا الخنزيرية (سويس): تصيب المخالطين للحيوان وتعتبر شديدة التأثير.
  •  البروسيلا المالطيـة (مليتنسيس): توجد في الضأن، وهي الأكثر انتشارا والأكثر شدة.

أسباب الحمى المالطية

الحمى المالطية
الحمى المالطية

تنتقل البكتيريا من الحيوان المصاب إلى الإنسان، وعادة ما يكون ذلك عن طريق:

  •  استنشاق الرذاذ الملوث بالبكتيريا المسببة للمرض من أماكن الحيوانات المصابة.
  •  دخول البكتيريا المسببة للمرض عن طريق جرح.
  •  تلوث غشاء الملتحمة بالعين عند التعرض لإفرازات حيوان مصاب.
  •  من خلال استنشاق الهواء في الحظائر والإسطبلات، وأحيانا بين العاملين في المختبرات والمسالخ.
  •  شرب الحليب غير المغلي (غير المبستر) المأخوذ من حيوان مصاب.
  • ويمكن انتقالها من إنسان إلى آخر ولكن يكون ذلك فى أضيق الحدود، حينما تقام علاقة جنسية غير محمية، أو انتقالها من الأم إلى الطفل الرضيع، وانتقالها بنقل الدم أو من خلال زراعة النخاع من شخص مصاب بالبروسيلا.

 الأكثر عرضة للحمى المالطية

  •  الصيادون.
  •  مربو المواشي.
  •  علماء الأحياء الدقيقة.
  •  عمال المسالخ.
  •  العاملون في المختبرات الطبية.
  •  الأطباء البيطريون.

 أعراض الحمى المالطية

لا يمكن تمييزها إلا بالتدقيق الجاد، فأعراضها متشابهة مع أعراض أمراض أخرى، وأعراض الحمى المالطية كالتالي:

  • الصداع.
  • فقد الوزن.
  • فقدان الشهية.
  • ارتفاع درجة الحرارة مع شدة التعرق.
  • الشعور بقشعريرة.
  •  الشعور بالإرهاق، والتعب العام، والخمول.
  •  آلام الظهر والمفاصل: يمكن أن يصاب المفصل بالالتهاب ويشعر المريض بألم وتورم في المفصل، ثم تنتقل من مفصل إلى آخر بعد تحسن المفصل الأول. وأكثر المفاصل عرضة للإصابة هي الركبة، والورك، والكتف، والكاحل، والرسغ، والفقرات.

الوقاية

يرجى اتباع الآتي للتخفيف من شدة وطأة الحمى المالطية:

1- الراحة التامة.

2- استخدام الكمادات الباردة لمحاولة التخفيف من الحمى.

3- تجنب الأخطاء الغذائية كالأخطاء الشائعة الآتية:

  • إن نظافة اللحوم لا يعني خلو اللحم من الجراثيم.
  •  تمليح الجبنة بشكل جيد لا يقتل البروسيلا.
  • اتباع حمية غذائية بعدم تناول الحليب ومشتقاته أثناء المرض هو خطأ شائع، إذ يجب غليه فقط.
  •  تجميد اللحم الملوث لتحضير الكبة النيئة لا يقتل الجراثيم.

متى تجب رؤية الطبيب

الحمى المالطية
الحمى المالطية

تجب رؤية الطبيب إذا حدث ارتفاع سريع في درجة الحرارة أو خمول وضعف في العضلات أو ضعف غير عادي وحمى مستمرة، بالإضافة إلى كون الشخص من الفئات ضعيفة المناعة.

 كيفية التشخيص:

يستطيع الطبيب المختص من العلامات الظاهرة على المريض تشخيصه، ثم يجري بعد ذلك عددا من الفحوصات المخبرية التي تتضمن:

1- عزل الجرثومة بالزرع من نقي العظم (في مرحلة مبكرة من الإصابة)، أو من الدم (إيجابي في 50% بالطور الحاد)، أو السائل النخاعي، أو من العقد اللمفاوية.

2- أضداد IgG (إصابة قديمة).

3- أضداد IgM بالطور الحاد (إصابة حديثة).

4- فحص وظائف الكبد، والبروتين التفاعلي c، وسرعة التثفل.

5- تعداد كريات الدم البيضاء: والذي يكون طبيعيا أو منخفضا مع رجحان نسبي للمفاويات.

علاج الحمى المالطية

الحمى المالطية
الحمى المالطية

غالبا ما يكون علاج الحمى المالطية عبارة عن مضادات حيوية معينة وبعض الوصفات والنصائح المشددة من الطبيب، كما يلي: -

  • التغذية الجيدة.
  •  الراحة بالفراش.
  •  العلاج النوعي الثنائي بالمضادات الحيوية الخاصة.

وهناك ثلاثة أنواع لأنظمة العلاج الثنائي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وتستمر فترة العلاج إلى ستة أسابيع بأقل تقدير، ويحدد ذلك الطبيب حسب عمر وحالة المريض وتوفر الدواء:

1- المضاد الحيوي دوكسيسيللين مع ريفامبيسين لمدة 6 أسابيع.

ملاحظة: يحذر من استعماله للأطفال تحت 8 سنوات أو الحوامل، واحتمالية الانتكاس فيه 10%.

2- ريفامبيسين مع كوتريموكسازول لمدة 6 أسابيع.

ملاحظة: يفضل استعماله لدى الأطفال والحوامل، وتعد احتمالية الانتكاس 12%.

3- تتراسيكلين (tetra­cy­clin) لمدة 6 أسابيع مع ستربتومايسين لمدة أسبوعين.

ملاحظة: يجنب استخدامه من قبل الأطفال تحت 8 سنوات أو الحوامل، وتعد احتمالية الانتكاس 10%.

4- تحتاج بعض الحالات إلى استخدام الستيرويدات مثل الديكساميثازون ( Dex­am­etha­sone)، لضبط الأعراض الناتجة عن تأثر الجهاز العصبي.

5- يتم استعمال أدوية أخرى مثل الجنتاميسين، والسيبروفلوكساسين، والأوفلوكساسين وغيرها.

المضاعفات

يمكن للمضادات الحيوية ألا يكون لها تأثير فى المرض، فينتج عن ذلك بعض المضاعفات مثل:

  • التهاب المفاصل.
  • التهاب الخصيتين.
  • عدوى بطانة القلب الداخلية (التهاب الشغاف).
  • التهابات الجهاز العصبي المركزي.
  • التهاب الطحال والكبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى