شائع

الحقيقة وراء «الطبيب الباكي» الذي ألهب مشاعر الملايين

شهدت الأيام الأخيرة، اهتماما واضحا من جانب أغلب مشتركي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بلقطة إنسانية لما أسموها بـ«الطبيب الباكي»، وهي صورة لرجل يبكي داخل أحد المستشفيات.

إذ وصفت الصورة التي نالت تعاطف العديد من المتابعين، بأنها لطبيب يبكي بعد أن فشلت إحدى عمليات الولادة، ما أدى لوفاة الأم فورا، فهل بالفعل تثبت صحة تلك الأقاويل الملصقة بالصورة؟

مصدر الصورة

بالرغم من تواجد تلك الصورة الشهيرة في صفحات عربية عدة، إلا أن مصدر تلك الصورة الأساسي، هو صفحة فيسبوك أجنبية تدعى «Babies Are Beau­ti­ful»، وصفت الصورة بأنها تخص طبيب فشل للمرة الأولى في حياته المهنية، إذ تعرضت الأم للموت بعد ولادة طفلها بدقائق، ما جعله يصف هذا اليوم بأنه الأسوأ في حياته كلها.

وقد قال الطبيب وفقا للصفحة: «قمت كطبيب بالعديد من عمليات الولادة بنجاح، ولكن اليوم كانت تلك الأم في حالة يرثى لها، فبعد فترة طويلة من الصبر، علمت الأم منذ عدة أشهر أنها أخيرا سترزق بالطفل الذي طالما حلمت به هي وزوجها، ولكن مع مجيء اللحظة الفارقة، تحولت الأمور من سعادة أسرة بقدوم مولود جديد، إلى حزن دفين بعد فقدان الأم».

ويؤكد الطبيب أنه تأكد بعد ما رآه أن الأم هي أفضل مخلوق على وجه الأرض، حيث ضحت بحياتها في سبيل إخراج طفلها للحياة، وإسعاد زوجها، قبل أن يختم حديثه المؤثر بدعوة الجميع إلى احترام المرأة التي تواجه متاعب عدة بالحياة، أبرزها مرحلة الولادة والحمل التي تطول لتسعة أشهر من الجهد والعناء.

الحقيقة

كالعادة، تبين أن حقيقة الصورة بعيدة كل البعد عن كل ما روي على فيسبوك، طوال الأيام الماضية، ولكن بعد أن حقق المنشور الصادر باللغة الإنجليزية وحده ما يزيد عن نصف مليون مشاركة، والكثير من الشهرة للصفحة الزائفة.

إذ احتوت الصورة على الكثير من المغالطات التي كشفت فبركة القصة من البداية للنهاية، حيث أظهرت اللقطة الرجل وهو يرتدي ساعة ويمسك بهاتف، وهو أمر مستبعد أن يحدث من طبيب يتواجد بغرفة عمليات صعبة، بالإضافة إلى أن القصة لم تذكر اسم الطبيب أو بلده أو أي معلومة واضحة.

كذلك فإن المنشور الأصلي قد تضمن الكثير من الأخطاء اللغوية التي لا يمكن ان تصدر عن طبيب كما ادعى صاحبه، ما أكد على كذب الرواية تماما.

صاحب الصورة

الحقيقة وراء "الطبيب الباكي" الذي ألهب مشاعر الملايين

وفي الوقت الذي كان يبحث الكل عن صاحب الصورة الحقيقي، ظهر المصور الفوتوغرافي الذي التقط تلك الصورة بالفعل، وهو رجل تركي اسمه أوزجي متين، أكد قبل كل شيء وعبر التعليقات الخاصة بالصورة، أن الرواية الملصقة بها كاذبة ومفبركة.

وأضاف متين أنه قام بالتقاط تلك الصورة لرجل عادي وليس بطبيب، كان يبكي فرحا بعد أن تمت عملية ولادة لزوجته، وبعد أن علم بأن حالة ابنه جيدة جدا، لتتكشف الحقيقة كاملة ولكن بعد أن حصد المنشور الزائف الكثير من الرواج الذي لا يستحقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى