في أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر شخص يدّعي اكتشافه لحقيقة العلاقة بين شبكات الجيل الخامس للمحمول وبين فيروس كورونا المستحدث المعروف باسم كوفيد 19.. فما حقيقة تلك الأقاويل الشائعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
فيروس كورونا وشبكات الجيل الخامس
في وقت يبحث فيه الجميع عن أفضل طرق الوقاية من فيروس كورونا، الذي أصاب ملايين البشر خلال الأشهر الماضية وتسبب في وقوع مئات الآلاف من الوفيات، ظهرت بعض الادعاءات التي تؤكد انتقال الوباء من خلال شبكات الجيل الخامس، وهو ما يسعى مقطع مصور شائع إلى تأكيده.
يكشف المقطع المصور عن عامل يرتدي خوذة حماية للرأس وقناعا للوجه، فيما يدعي أنه يقوم بتركيب بعض المعدات الخاصة بشبكات الجيل الخامس، مع إشارة ناشر الفيديو إلى وجود كلمة كوفيد 19 مكتوبة على جزء من برج الاتصالات المزعوم.
يكشف ناشر المقطع المصور من وجهة نظره، عن مؤامرة تفيد بإمكانية انتقال فيروس كورونا عبر شبكات الجيل الخامس، فهل هذا وارد؟
الحقيقة
في البداية، صححت وكالة أسوشييتدت برس للأنباء المعلومات الواردة في ذلك المقطع الذي تم حذفه من على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كشفت أنه لا يمت لفيروس كورونا ولا لشبكات الجيل الخامس بأي صلة، ولكن تم تصويره منذ سنوات طويلة، فيما لا يمكن ملاحظة كلمة كوفيد 19 على المعدات الظاهرة في المقطع كما ادعى ناشروه، علما بأن تلك المعدات لا تخص شبكات الاتصالات من الأساس بل أجهزة التلفزيون.
لا يعد هذا الفيديو هو الأول الذي يربط البعض من خلاله بين شبكات اتصالات الجيل الخامس وبين فيروس كورونا، حيث ادعى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أشهر هذا الأمر بدرجة دفعت البعض إلى حرق أبراج الاتصالات في بريطانيا، لذا أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا لنفي إمكانية انتقال الوباء إلى البشر سواء عبر شبكات الهواتف أو موجات الراديو، في إشارة إلى أن كورونا ينتقل عبر الرذاذ الناجم عن السعال أو العطس، علاوة على الأسطح الملوثة من المصابين.
كذلك يشير الخبراء إلى أن فيروس كورونا قد انتشر بالفعل في كثير من دول العالم، التي لا تحمل أراضيها أبراج وشبكات الجيل الخامس من الأساس، ما ينفي من ناحية إمكانية تسبب تلك الشبكات في نشر الوباء القاتل، فيما يكشف من ناحية أخرى عن سهولة انتشار نظريات المؤامرة والفيديوهات المفبركة كلما انتشر فيروس كورونا بما يحمل من مخاوف بين البشر.