ثقافة ومعرفة

ميلان كونديرا.. الكاتب التشيكي العميق صاحب النكتة والتفاهة

رغم كونه تشيكي الأصل فإنه يرى نفسه ككاتب فرنسي ويصر على أنه يجب دراسة أعماله على أنها أدب فرنسي وتصنيفه على هذا النحو في متاجر الكتب، من هو ميلان كونديرا أستاذ الجامعة الفرنسية الذي حرمه وطنه من الجنسية فمنحته إياها فرنسا؟

ميلان كونديرا

ميلان كونديرا
ميلان كونديرا
  • ولد ميلان كونديرا في 1 أبريل لعام 1929م بتشيكوسلوفاكيا، ابنا لعائلة من الطبقة المتوسطة، حيث كان والده عالم موسيقى وعازف بيانو مهما، وكانت أمه ميلادا تعلمه العزف على البيانو مثل والده، وقد درس كونديرا لاحقا علم الموسيقى والتأليف الموسيقي.
  • كان كونديرا ينتمي إلى جيل الشباب التشيك قليلي الخبرة أو معدوميها من الجمهورية التشيكوسلوفاكية الديموقراطية قبل الحرب، والمتأثرة أيديولوجيتهم إلى حد كبير بتجارب الحرب العالمية الثانية والاحتلال الألماني، فقد انضم في المرحلة الثانوية إلى الحزب الشيوعي لتشيكوسلوفاكيا، والذي استولى على السلطة في عام 1948، وبعدئذ درس الأدب وعلم الجمال في كلية الآداب في جامعة تشارلز في براغ، ولكنه انتقل إلى كلية السينما في أكاديمية الفنون الأدائية، حيث حضر محاضرات في اتجاه الفيلم وكتابة السيناريو.
  • توقفت دراسات كونديرا لفترة وجيزة عام 1950م بسبب التدخلات السياسية المتكررة، وطرده هو والكاتب جان تريفولكا من الحزب بتهمة «أنشطة مناهضة للحزب»، وهو ما استخدمه كونديرا كمصدر إلهام لكتابة روايته The Joke، وقد تعين من قبل كلية السينما كمحاضر في الأدب العالمي، وفي عام 1956م أعيد كونديرا إلى الحزب، ولكنه طرد مرة أخرى عام 1970م، وقد شارك جزئيا في ربيع براغ عام 1968م، وظل ملتزما بإصلاح الشيوعية التشيكوسلوفاكية فترة كبيرة إلى أن تخلى عن أحلامه الإصلاحية وانتقل إلى فرنسا عام 1975م، وقد تم تجريده من الجنسية التشيكوسلوفاكية عام 1979م، وهو مواطن فرنسي منذ عام 1981م، وقد بدأ كونديرا كتاباته باللغة التشيكية، ولكنه كتب أعماله باللغة الفرنسية من عام 1993م فصاعدا، وقد تمت ترجمة مؤلفاته إلى لغات عديدة.

أسلوب الكتابة

ميلان كونديرا
ميلان كونديرا

يعرّف كونديرا أغلب الوقت شخصياته على أنها من وحي خياله، ويهتم بالكلمات التي تصيغ شخصياته أكثر من اهتمامه بمظهرها الجسدي، إذ يرى أن خيال القارئ يكمل رؤية الكاتب تلقائيا، لذلك يرغب في التركيز على الأساسيات، لأن المادية ليست حاسمة لفهم الشخصية، وتميل شخصياته أن تكون غامضة إلى حد ما، كما يقوم –غالبا- باستخدام أكثر من شخصية رئيسية في الرواية، وبشكل عام تستكشف روايات كونديرا المبكرة الجوانب المأساوية والكوميدية الشمولية، ورغم ذلك فهو لا يعتبر أعماله بمثابة تعليق سياسي، وإنما أعمال روائية فقط، وعند استكشاف الفكاهة المظلمة لموضوعات رواياته ، يبدو كونديرا متأثرا بعمق بفرانز كافكا.

أعماله

  • النكتة The Joke

قدم كونديرا في روايته الأولى سردا ساخرا لطبيعة الشمولية في العصر الشيوعي، وسرعان ما انتقد كونديرا الغزو السوفيتي في عام 1968م، مما أدى إلى وضعه في القائمة السوداء في تشيكوسلوفاكيا وحظر أعماله فيها.

  • الحياة في مكان آخر Life Is Elsewhere

نشرت هذه الرواية لأول مرة باللغة الفرنسية عام 1973م ولم تنشر في موطنه الأصلي إلا عام 1979م، وتدور أحداثها في تشيكوسلوفاكيا قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، وهي صورة ساخرة للشاعر الخيالي جاروميل عن شاب مثالي وساذج للغاية يتورط في فضائح سياسية.

  • كتاب الضحك والنسيان

نشر كونديرا كتاب الضحك والنسيان بعد أن انتقل إلى فرنسا، وهو مزيج من الرواية ومجموعة القصة القصيرة وتأملات المؤلف، وقد وضع هذا الكتاب نغمة لأعماله في المنفى.

  • خفة الوجود التي لا تحتمل

نشر هذا الكتاب في عام 1984م، وهو أشهر أعمال كونديرا على الإطلاق، ويسرد الكتاب الطبيعة الهشة لمصير الفرد، حيث يرى فيه أن حياة واحدة غير مهمة في نطاق مفهوم نيتشه للعودة الأبدية في الكون اللامتناهي حيث كل شيء مضمون أن يتكرر إلى ما لا نهاية، وقد تم إصدار فيلم مستوحى من الكتاب في عام 1988م.

  • الخلود

نشر كونديرا رواية الخلود في عام 1990م، إذ كانت الرواية الأخيرة بالتشيكية، وكانت أكثر شهرة وأكثر فلسفية بشكل صريح وأقل سياسية عن سابقاتها.

  • مهرجان التفاهة

بعد الانقطاع لمدة أربعة وعشرين عاما، أصدر كونديرا هذه الرواية عام 2014م، حيث تركز الرواية على تأملات أربعة أصدقاء ذكور يعيشون في باريس، ويتناقش الأبطال في مواضيع، من بينها علاقاتهم مع النساء والوجودية التي يواجهها الأفراد في العالم، ولكن الرواية قد تلقت مراجعات سلبية بشكل عام لوصفها المرأة بشكل غير مناسب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى