ثقافة ومعرفة

تقدير الذات الإيجابي.. عوامل مؤثرة وتمارين مطلوبة

«لماذا صديقتي أجمل مني؟!»، «كيف لم أصل إلى المكانة التي وصل إلها زميلي؟!»، «فلان كل كلامه صحيح»، قليل من كثير، أما القليل فتلك الأحاديث الظاهرة، وأما الكثير فعشرات الوقفات الحادة مع النفس، والأحاديث النفسية التي تجلد الذات وتنتقص منها وتعاديها بدلا من مؤازرتها ومساندتها وتكوين شخصيتها!

أتريد حقا أن تصل إلى ما تحتاجه نفسك؟ إنها تريد أن تقبلها كما هي، بل أن تعتبر أخطاءها من أساسياتها أحيانا. إن الثقة أمر سحري، يبدو في الوجه ويُظهر الجمال، ويجعل الناس ينجذبون إليك طوعا وكرها.
في العصر الأخير ظهر مفهوم جديد يدعى «تقدير الذات» و مايعرف أحيانا  بـ«احترام الذات» أو «توكيد الذات» عند البعض، وكان يستخدم في اللغة الدارجة أحيانا بمفهوم «الثقة بالنفس».

هيا لتعرف مدى تقديرك لذاتك، وكيف تصنع من نفسك شخصية ترضيك ولا تؤثر فيها انتقادات الحمقى.

 

ما هو تقدير الذات

تقدير الذات
تقدير الذات

إن تقدير الذات يعني تقييم الفرد لنفسه تقييما منصفا وعادلا، ومن ثم قبوله لها، والسعي نحو تطويرها والعمل عليها بشكل أفضل، والإيمان بأنها تستحق الأفضل، وأنها مقدمة على غيرها من أشياء أو أشخاص.

 

أهم العوامل التي تؤثر على تقدير الذات للفرد

تقدير الذات
تقدير الذات

- العوامل الوراثية قد تلعب دورا في تكوين الشخصية بشكل ما
— الجنس
— العمر
— الصحة
— البيئة الأسرية: قد يكون أسلوب التربية الخاطئ من تدليل مفرط أو قسوة مفرطة عائقا عن رؤية النفس الحقيقية بنقاط ضعفها وقوتها وقدراتها على أرض الواقع، والألفاظ المهينة التي يتعرض لها الأطفال من انتقادات قاسية للمظهر أو الشكل أو المعايير الجمالية أو القدرات العقلية أو حتى أخطاء النطق وغيرها من انتهاكات لحقوق الطفل أو الشاب من حيث كيانه العام وذواته المختلفة.

- البيئة الاجتماعية: الانتقادات المستمرة من قبل المجتمع نحو فئة معينة، أو مرحلة معينة مثل تضجر المجتمع من التغيرات الانفعالية للمراهقين، أو ما تتعرض له بعض المجتمعات من حروب وعدم استقرار أو ظلم، أو المفاهيم الخاطئة في المجتمعات نحو جنس معين مثل «الرجال لا يبكون» وإن فعلوا فهم ضعفاء، أو أنه لا ينبغي للإناث العمل أو حتى استكمال التعليم، فيتولد لديهن ما يسمى بـ«المشاعر الدفينة»، كاحتقار النفس، والاكتئاب، والشعور بالظلم، والعدوان، ورؤية النفس قاصرة على جلب حقوقها ومستحقاتها وتلك من أهم المؤثرات في تقدير الذات.

 

أهم المؤشرات التي توحي بانخفاض التقدير الذاتي الإيجابي

تقدير الذات
تقدير الذات

ومن أهم المؤشرات التي توحي بانخفاض تقدير الذات:

- إخفاء المشاعر الإيجابية.
— جلد الذات المستمر.
— الانسحاب من الضغوط أو المواقف المستعصية باستمرار.
— عدم قول أو فعل ما يشعر به الفرد.
— «ثقافة الصمت» تحت مظلة قل خيرا أو اصمت، ويغفل البعض أن القول مقدم في الحديث على الصمت.
— تقديم الرغبات على الاحتياجات، على سبيل المثال: «شراء الكماليات دون النظر للاحتياجات الضرورية»، أو التصفح المستمر للمواقع التواصل الاجتماعي وتأجيل الواجبات التي تحتاج لتأديتها والفراغ منها.
— «عملقة الكبار» وتعني النظر للمتقدمين في مراتب معينة أو وظائف عليا –بالنسبة للذات– على أنهم عظماء لا يمكنهم أن يخطئوا، وأنه لا يمكن الوصول إليهم، ويجب أخذ آرائهم
بكل تسليم.
— المقارنة المستمرة بين النفس والآخرين.
— عدم تقبل المديح مطلقا، والتهرب المستمر من أي عبارات مقدمة لنا، والتهرب من استقبالها وقبولها.
— ربط قيمة النفس بقيمة الخارج من أشياء أو أشخاص.
— إجراء حوار داخلي سلبي مع الذات.

بعض النصائح والتمارين المهمة التي ترفع من تقدير الذات الإيجابي

تقدير الذات
تقدير الذات

ومن أهم العوامل المؤثرة في إيجابية تقدير الذات ما يلي:

1 – تعرف على نفسك من خلال إظهار بعض الإيجابيات، وما يحتاج إلى تحسين في النواحي التالية:
— الناحية الجسمية.
— الناحية العاطفية.
— الناحية العقلية.
— الناحية الروحانية.

2 – حدد أهدافك بدقة وضع خططا واضحة وواقعية لنفسك.

3 – تجنب الخوض في الماضي، وركز على لحظتك الحالية، واسأل نفسك باستمرار «ماذا، وكيف» وتجنب السؤال «لماذا؟».

4 – تعرف على مجموعة من المشاعر الخاصة بك سلبية وإيجابية، وتقبلها، وشاركها في علاقاتك الصحية.

5 – دون إنجازاتك باستمرار، واستمتع بها مهما بلغ قدرها، وكافئ نفسك عليها، وانطلق!

تقدير الذات
تقدير الذات

6 – تعرف على ما يشعرك بالسعادة، والاعتزاز بالنفس.

7 – اسأل عن نفسك مع الخبراء المتخصصين واطلب المعونة منهم، أو من فئة الأقارب والأصدقاء الذين تثق بهم وهم لك أهل لذلك.

8 – تَصَنَّعْ تقدير الذات! إنما الحلم بالتحلم والعلم بالتعلم، تصنع التقدير من حيث مشابهة من ترى فيهم تقدير الذات مرتفعا من حيث: اللغة، الخيارات والآراء، لغة الجسد …إلخ.

9 – تقبل النقد، واصرف عنك التعامل معه بشكل شخصي، واستمتع بأخطائك، واجعلها قناعة لديك أنها جزء من نجاحك العظيم القادم فذلك دال على علو تقدير الذات عندك.

10 – تقنية «التجدد» وهي تقنية ينصح المتخصصون بها حيث يرون أنها تزيد من تقدير الذات بنسبة تصل إلى 70% مع الانتظام عليها بشكل متواصل وهي باختصار:

إيجاد التجدد في الجوانب المختلفة بشكل أسبوعي، ومنها الجوانب التالية:
— الجانب العقلي: مثل حفظ بيت من الشعر، أو حل مسألة رياضية…إلخ.
— الجانب البدني: مثل إضافة روتين للاعتناء بجسمك، أو ممارسة الرياضة…إلخ.
— الجانب الاجتماعي: مثال زيارة للأهل، أو التطوع…إلخ.
— الجانب الروحاني: الخلوة بالنفس، التفكر…إلخ.

قد يُبنى تقدير الذات بجانبيه الإيجابي والسلبي من عدة عوامل مقصودة أو غير مقصودة في حياتنا اليومية، لكن العبرة تكمن في كيف سيختار الفرد حياته القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى