ثقافة ومعرفةلايف ستايل

التنمر Bullying… أسبابه وأنواعه والأضرار

كلنا كنا هناك في المدرسة؛ نرى الشجار بين الأطفال على الأرجوحة أو الوقوف في الصفوف الأولى وتعليقات التنمر السخيفة على الملبس والطعام ولون البشرة.

من منا لم يسمع التعليقات السخيفة في البيت أو العمل بسبب الشكل أو المستوى الاجتماعي؟ من منا لم يبكي لموقف ما  واختار العزلة يومًا؟ ومنا من حالفه الحظ واستجمع شتات نفسه، وآخرين أصابهم الإحباط  واختاروا العزلة؛ لتخاذلهم في حق أنفسهم أولًا قبل أن يخذلهم الجميع.

أنه التنمر، يمارسه الجميع على الجميع،… في كل زمان ومكان.

وفي مقالنا هذا سنحاول تفسير هذه الظاهرة الاجتماعية؛ الأنواع، والأسباب، والأعراض، والأضرار.

تعريف التنمر وكيف نميزه عن سلوكيات الصراع الأخرى؟

يُعرف بالبلطجة أو السلوك العدواني غير المرغوب، ينطوي على  إساءة متعمدة ومتكررة من خلال السلوك اللفظي أو الجسدي  أو الاجتماعي، يهدف إلى التسبب في الضرر للضحية. ويحدث عندما يسيئ فرد أو مجموعة استخدام سلطتهم الموجودة بالفعل أو المفتعلة، على شخص أو أكثر يشعرون بعدم القدرة على دفع الضرر.

وللتفريق بينه وبين السلوكيات الأخرى، يجب أن نوضح:

  • سمات التنمر: هو إساءة متعمدة ومتكررة، حيث يوجد تباين في السلطات أو القوى سواء حقيقي أو مفتعل.
  • سمات الصراع العادية: هي وجود حجج وخلافات متبادلة، كما لا يوجد اختلال في القوة أو السلطة، مثل (الرفض الاجتماعي لأسلوب أو سلوك شخص ما أو أعمال اللؤم أو الحقد لمرة واحدة وليست متكررة أو حوادث عدوانية أو تخويف أو عنف معزولة لمرة واحدة.

أي كانت أسباب الصراع، فإننا جميعًا بحاجة لمعالجتها وإيجاد الحل الجذري والمناسب لها.

أنواع التنمر

يوجد ثلاثة أنواع، نذكرها فيما يلي:

  • البلطجة اللفظية: وهو قول أو كتابة ألفاظ معينة تهدف إلى ( الإغاظة، التعليقات الجنسية غير اللائقة، أو التعنيف أو التهديد بإحداث ضرر).
  • التنمر الاجتماعي: ويتضمن الإضرار بسمعة أو علاقات شخص ما، مثل (ترك شخص ما وحيدًا عن قصد، الإساءة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منع الآخرين من الصداقة معه، نشر الشائعات عنه أوإحراجه في الأماكن العامة).
  • البلطجة الجسدية: تنطوي على إيذاء جسم الشخص أو ممتلكاته، وتشمل (الضرب أو الركل أو القرص، الدفع، أخذ  أشيائه أو كسرها عن تعمد، عمل الإيماءات أو إشارات اللؤم).

أسباب التنمر

تشمل أسباب التعرض للبلطجة ما يلي:

  • انخفاض الفهم للتفاعلات العاطفية أو الاجتماعية .
  • الميل إلى الانزعاج بسهولة (الشخص سريع الانفعال).
  • المعاناة الفعلية من القلق أو الاكتئاب أو السمنة الفعلية أو المتصورة.
  • نقص الوزن وبنية الجسم.
  • الميول الجنسية.
  • العرق ولون البشرة.
  • الإعاقة الفكرية أو الجسدية.
  • المهاجرون أو الأقليات عالية الإنجاز.

أعراض التنمر المدرسي وآثاره

الأطفال ليسوا المتنمرين وحدهم، فقد تحدث البلطجة في أي مكان وزمان، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • فقد المتعلقات الشخصية.
  • إصابات جسدية غير مفسرة .
  • عدد محدود من الأصدقاء.
  • تجنب الذهاب للمدرسة.
  • فقدان الشهية.
  • العزلة.

وتشمل أعراض التعرض للتنمر في العمل: الأعراض الجسدية مثل (الإجهاد، مثل الصداع، آلام المعدة، وفقدان الشهية، والآلام عامة) والأعراض النفسية مثل (التهيج، والقلق والحزن وكثرة النوم والكوابيس،والعزلة).الأعراض السلوكية مثل (تجنب المواقف الاجتماعية، أو التأخر عن الأعمال، أو الغياب المتكرر، أو الانتقام أو الانتحار).

تربط التقاريرالإحصائية بين البلطجة والانتحار. وتوضح ارتفاع نسب الانتحار بين الأطفال والشباب المتعرضين للبلطجة أثناء الدراسة أوفي البيت أو  العمل ولم يجدوا الدعم الكافي من الأسرة أو الأصدقاء.

أضرار التنمر المدرسي وكيفية منعها

يُؤثر التنمر على الجميع بما في ذلك الضحية أو المتنمر أو المتفرجين، حيث ترتبط البلطجة بالعديد من النتائج السلبية بما في ذلك التأثيرات على الصحة العقلية وتعاطي المخدرات والانتحار.

وفيما يلي سنحاول ذكر بعض التأثيرات على الجميع:

  • فييصبح الضحايا أكثر عرضةً (للاكتئاب والقلق، زيادة الشعور بالحزن والوحدة، اضطرابات النوم والكوابيس وفقدان الشهية والاهتمام بالأنشطة التي اعتادوا على الاستمتاع بها، والشكاوى الصحية، وانخفاض التحصيل الدراسي  والغياب  أو التسرب من المدرسة).
  • أما المتنمرين: فيكونون أكثر عرضة (لـتعاطي الكحول والمخدرات في فترة المراهقة، ارتكاب الجرائم، التسرب من التعليم، النشاط الجنسي المبكر).
  • ويصبح المتفرجين أكثر عرضة (للإدمان، والتدخين، والاكتئاب والقلق، التسرب من التعليم، الانهزام وعدم إبداء الرأي).

أما عن طريقة منع النتائج السلبية للتنمرالمدرسي،  فيكون عن طريق التدخلات التي تعزز الثقة واحترام الذات، مثل:

  • بناء الثقة: بالانخراط في الأنشطة التي يتفوق فيها الشخص مثل (العروض المسرحية، والفرق الرياضية، ومشاريع العمل الخاصة، ممارسة الهوايات وتنمية المهارات)
  • العلاج النفسي ومنع العزلة التي تعد من أخطر أضرار التعرض للتنمر المدرسي،عن طريق الاستماع  للشخص أو إشراكه في مجموعات الدعم  النفسي.

وأخيرًا، لا أحد يستحق التنمر.

  • إذا كنت متنمرًا، فحاول التفكير في ما يشعر به الشخص الآخر. هل تريد أن يعاملك بهذه الطريقة أمام الآخرين؟ فأنت لا تعرف أبدًا ما يحدث في حياة الآخرين بسببك.
  • وإن كنت ضحية البلطجة، فلا تتردد في دفع الأذى أو طلب الدعم النفسي، لا تفكر في العزلة، فجميعنا مميزٌ بطريقة ما.
  • أما أن كنت أحد الوالدين، فكن صديقا وفيا لطفلك وأنصت إليه، وراقبه من بعيد، لتنقذه دوما فأنت درعه الواقي في الحياة.
  • وإن كنت متفرجًا أو صديقا، فكفاك مشاهدة وتدخل وحاول حل الصراع، فربما جعلك الله سببا في الوفاق بين الآخرين.

وفي نهاية مقالنا، نتمنى أن نكون وفقنا في تفسير ظاهرة التنمر المجتمعي، نرجو مشاركتنا مقترحاتكم أو تجاربكم مع التعرض للبلطجة من خلال التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى