ثقافة ومعرفة

البيروقراطية.. بين مزايا التنظيم والروتين القاتل

البيروقراطية Bureau­crat­ic مصطلح قد تصادف أن تسمعه عند الذهاب للمصالح الحكومية، ويتبادر إلى الذهن أن البيروقراطية تدل على التعسف والقهر الإداري والروتين، وأنها تمثل الطوابير غير المنتهية وجبالا من الأوراق وموظفين نائمين لا يعملون.

لكن ما هو التعريف الحقيقي للبيروقراطية؟ تُعرف البيروقراطية بأنها طريقة للتنظيم الإداري يقوم به مجموعة من كبار الموظفين يعملون معًا، ويرى علماء الاجتماع أن نموذج الإدارة البيروقراطية يعود إلى الحضارات القديمة في مصر الفرعونية والصين والهند وروما، لأنهم كانوا معروفين باهتمامهم بالقواعد الرسمية، لكن ظهور المصطلح بصورة رسمية كان على يد عالم الاجتماع الألماني ماكس ويبر.

البيروقراطية.. بين مزايا التنظيم والروتين القاتل

ما هي البيروقراطية وفقًا لنظرية ماكس ويبر في الإدارة؟

تُعتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية تنظيم الإدارة، والذي أراد بها أن يضع نموذجًا مثاليًا بمعايير محددة لتقسيم العمل، وهدف ويبر من البيروقراطية هو تنظيم وتقسيم العمل الإداري والمكتبي داخل الدولة، واعتبر ويبر أن البيروقراطية تناسب كل المجتمعات الرأسمالية أو الاشتراكية فهي حسب رأيه:

  •  لا تخضع للرغبات الشخصية للحكام ولا تهتم بالعادات والتقاليد.
  • يتم توزيع العمال داخل التنظيم البيروقراطي على أساس التخصص والخبرة.
  • ينظم العمل داخل التنظيم البيروقراطي على أساس السلم الإداري.
  •  يُحدد عمل وسلطة كل شخص عن طريق وجود مجموعة قواعد وقوانين تنظم العمل وتقسم السلطة.
  •  تفرض البيروقراطية هيكلًا تنظيميًا يراقب العمل.
  • يوجد نظام مستقر وثابت للأجور.

 

الموظف داخل النظام البيروقراطي

يتحدد مركز الموظف في التنظيم البيروقراطي على الوجه الآتي:

  • العمل في التنظيم البيروقراطي يُعتبر مهنة تتطلب التدريب والخبرة.
  • الوظيفة في البيروقراطية تعتبر واجبا قوميا، ورسالة سامية الهدف منها خدمة المجتمع في المقام الأول.
  • يتمتع الموظف في نظام البيروقراطية بالاحترام، وتكون أهميته وفقًا لقواعد ترتيب الوظائف والسلم الوظيفي.
  • يرى ماكس ويبر أن حصول الموظف على شهادة علمية هي شرط من شروط التوظف.
  • يعين الموظف وفقًا للنظام البيروقراطي بواسطة سُلطة علية.
  • يحتفظ الموظف البيروقراطي بوظيفته مدى الحياة ويتقاضى راتبًا محددًا، كما يحصل على معاش ثابت عند التقاعد.
  • يتدرج الموظف في النظام البيروقراطي في السلم الوظيفي ويعتبر هذا التدرج أساس الترقي الوظيفي.

 

أسباب نشأة البيروقراطية

يرى ماكس ويبر أن هناك عدة ظروف أدت إلى قيام التنظيم البيروقراطي هي:

تطور الاقتصاد والنظام النقدي أدى إلى ضرورة وجود البيروقراطية، لتنظيم طرق دفع أجور العاملين بالدولة.

أدى وجود النظام ضريبي بالدولة إلى ضرورة وجود جهاز بيروقراطي حكومي يتيح إمكانية تحصيل الضرائب من كافة المواطنين بالدولة وخصوصًا الموظفين لحصولهم على دخل ثابت.

يؤكد ماكس أن البيروقراطية في المجتمعات الحضارية أنجح منها في المجتمعات غير الحضارية، والسبب في رأيه هو النظام الاقتصادي في الدول المتقدمة، وازدياد حجم العمل والأعباء في الدولة الحديثة من الأسس المشجعة لقيام التنظيم البيروقراطي.

 

مزايا البيروقراطية

يرى ماكس ويبر أن للبيروقراطية مزايا عديدة في تنظيم العمل الإداري داخل الدولة ويحدد المزايا فيما يلي:

  • انعدام الناحية الشخصية في علاقة الموظف بعمله.
  • تتيح البيروقراطية الدقة في العمل.
  • تتيح البيروقراطية المعرفة الكاملة بالمستندات.
  • من مزايا البيروقراطية الاستمرار في العمل.
  • تتميز البيروقراطية بالوضوح.
  • تتميز البيروقراطية بالوحدة فكل قوانين العمل موحدة في كافة مؤسسات الدولة.
  • الخضوع الكامل للرؤساء.
  • تخفيض التكلفة الإنسانية والاقتصادية للعمل.
  • تخفيض الاحتكاك بين الأفراد، نظرًا لوجود العمل بين مجموعة منتقاة من الموظفين بالدولة.

 

عيوب البيروقراطية

تعتبر مشكلة الروتين من أشهر عيوب البيروقراطية، وهي كلمة شائعة وأحيانًا ما تكون مرادفًا للبيروقراطية، لما تعكسه من تعقد الإجراءات وجمود القواعد والقوانين في الأجهزة الحكومية ومن مظاهر الروتين:

  • يُعاب على بيروقراطية ماكس ويبر إهمالها للجانب الإنساني والتنظيم والعلاقات غير الرسمية في العمل.
  • شعور العاملين بأنهم يعملون كالآلات، وانتقال نفس الشعور لمن يتعامل معهم.
  • تعارض البيروقراطية مع الابتكار الإداري.
  • شعور العاملين بعدم الانتماء إلى التنظيم الموحد وعدم إدراكهم لأهداف التنظيم العامة.
  • تركيز السلطة واتخاذ القرارات في أيدي فئة قليلة من كبار الموظفين.
  • عدم اعتناء بعض العاملين بمصالح المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى