ثقافة ومعرفة

تشارلز ديكنز.. «بوز» الفقير الذي كرس حياته للدفاع عن المهمشين

تشارلز ديكنز الكاتب البريطاني الشهير، يعد من أهم الكتاب المؤثرين في القرن التاسع عشر، ويُعتبر تشارلز ديكنز روائيًا، وصحفيًا ومصورًا، ومعلقًا اجتماعيًا كتب كلاسيكيات روايات الأدب الإنجليزي المشهورة، مثل أوليفر تويست، وكريسماس كارول، ونيكولاس نيكلبي، وديفيد كوبرفيلد، وقصة مدينتين، وتوقعات عظيمة.

ويعتبر من أهم إنجازات تشارلز ديكنز، تقديمه صورة حقيقية لواقع الطبقة الدنيا في العصر الفيكتوري، مما ساعد على إحداث التغيير الاجتماعي في بريطانيا.

نشأته

ولد ديكنز تشارلز جون هوفام ديكنز في 7 فبراير 1812 ، في مدينة بورتسموث على الساحل الجنوبي لإنجلترا، وكان والده جون ديكنز، كاتبًا في مكتب الأجور البحرية يحلم بضربة حظ تجعله ثريًا، وكانت أمه إليزابيث بارو معلمة ومديرة مدرسة وكان لديكنز 8 أخوة، وعلى الرغم من جهود والديه، ظلت عائلته فقيرة.

في عام 1822، انتقلت عائلة ديكنز إلى كامدن تاون، وهو حي فقير في لندن، وكان الوضع المالي للعائلة قد ازداد سوءًا ودخل والد تشارلز ديكنز السجن بسبب الديون في عام 1824، وكان تشارلز يبلغ من العمر 12 عامًا فقط.

بعد سجن والده، اضطر ديكنز إلى ترك المدرسة للعمل في مصنع بجانب نهر التايمز، وقتها أدرك ديكنز أن هذه هي اللحظة التي ودع فيها طفولته البريئة، وكان يتساءل لماذا يضطر للعمل والمعاناة في مثل هذا العمر الصغير؟ وقد أثرت هذه الصدمات بشدة على تشارلز، وظل متأثرًا بهذه المرحلة طيلة عمره وظهر هذا في كل كتاباته.

عاد تشارلز إلى المدرسة عندما حصل والده على إرث عائلي وسدد ديونه، ولكن عندما كان ديكنز في الـ15 من عمره، خرج من المدرسة مرة أخرى في عام 1827، واضطر إلى العمل كاتبًا في مكتب محاماة.

كيف أصبح تشارلز ديكنز صحفيا ومصورا

بعد عام من عمل ديكنز في مكتب المحاماة، بدأ ديكنز العمل كمراسل في المحاكم يقوم بكتابة التقارير المستقلة في محاكم القانون في لندن وبعد بضع سنوات فقط، كان يعمل في صحيفتين رئيسيتين في لندن.

انجذب ديكنز كثيرًا إلى المسرح، وأصبح تقريبًا ممثلًا محترفًا في عام 1832، وفي عام 1833 بدأ في المساهمة بقصص ومقالات وصفية في المجلات والصحف في عام 1833، بدأ في تقديم رسومات إلى المجلات والصحف المختلفة تحت اسم مستعار «بوز»، وفي عام 1836 نشر مجموعة من القصص الصغيرة في كتابه الأول، بعنوان اسكتشات بوز.

بدأ ديكنز بنشر روايته الجديدة، أوليفر تويست على شكل فصول ، في مجلة Bent­ley’s M Col­lec­tion، وهي مجلة شهرية جديدة، وكان الناس في بريطانيا ينتظرون كل شهر صدور العدد الشهري في المجلة، لمتابعة رواية أوليفر تويست والتي عبر فيها ديكنز عن حياة الأحياء الفقيرة على أكمل وجه.

روايات تشارلز ديكنز
روايات تشارلز ديكنز

شهرة تشارلز ديكنز

ذاع صيت تشارلز ديكنز في كل أرجاء بريطانيا، وكذلك في أمريكا بعد رواية أوليفر تويست، وسافر إلى أمريكا وتحدث بقوة ضد العبودية، وكتب ملاحظات عن ما رآه في أمريكا، وهو كتاب ينتقد الحياة الأمريكية ووصفها بأنها دولة متخلفة ثقافيًا، وتتميز بالرغبة في الثروة والسلع المادية فقط، وبعدها سافر إلى إيطاليا ثم عاد إلى بلده وكتب أشهر رواياته التي ترجمت إلى الكثير من لغات العالم.

أهمية أعمال تشارلز ديكنز

ألف تشارلز ديكنز 15 رواية فقط، بالإضافة إلى العديد من القصص القصيرة والمقالات التي تطرق فيها، إلى قضايا مهمة تشمل عمالة الأطفال، والنظام الطبقي، والثورة الفرنسية، والنظام القانوني الإنجليزي، والدين وسيطرة الكنيسة، ويرى الكثير أن رواية ديفيد كوبرفيلد ربما لا تكون أفضل وأشهر رواياته، إلا إنها كانت المفضلة لديه لأنها كانت مستوحاة من قصة حياته الشخصية.

حياته الخاصة ووفاته

تزوج ديكنز من كاثرين هوغارث بعد وقت قصير من نشر كتابه الأول اسكتشات بوز، وأنجب منها 10 أطفال، خلال خمسينيات القرن التاسع عشر، عانى ديكنز من خسائر مدمرة على الصعيد العائلي، فقد توفيت ابنته وأبوه، وبعدها انفصل عن زوجته عام 1858، وقيل إنه تعرف على ممثلة شابة تدعى إلين «نيللي» تيرنان، وفي التاسع من يونيو عام 1870، أُصيب ديكنز بسكتة دماغية، وتوفي عن عمر ناهز الـ58.

تشارلز ديكنز
تشارلز ديكنز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى