ثقافة ومعرفة

أنواع التلوث.. الأضرار وطرق المواجهة

يعرف التلوث بأنه كل ما يضر البيئة من حولنا، ليتسبب في الأذى المباشر للبشر جميعا، ترى ما هي أنواع التلوث وأسبابه؟ وما هي أضرار التلوث الصحية وكيفية مواجهتها؟.

أنواع التلوث

تلوث التربة

يعد تلوث التربة من أكثر أنواع التلوث شيوعا، حيث يعد استخدام المزارعين على سبيل المثال للمبيدات الحشرية وللمخصبات الكيميائية بصورة خاطئة، من أول أسباب انتشار تلوث التربة، المؤثر بالسلب على خصوبة تلك التربة وصحة الإنسان فيما بعد.

ترى وكالة حماية البيئة الأمريكية أن المخلفات تعتبر من أبرز أسباب تلوث التربة أيضا، حيث تشكل الأوراق المهدرة نسبة 26% منها، والأطعمة 15% علاوة على البلاستيك الذي يشكل 13% من المخلفات الصلبة، والذي صار عبئا يجب التقليل من استخدامه من قبل المؤسسات التي تنادي بالحفاظ على البيئة.

تلوث الماء

ينتج تلوث الماء الذي يعتبر من ضمن أنواع التلوث البيئي الخطيرة، عن إلقاء المخلفات والمواد الكيميائية الخطيرة في البحار والمحيطات والأنهار،  حيث تشير وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى أن 64% من البحيرات صارت غير صالحة للسباحة أو صيد الأسماك نتيجة لتلوث الماء الخطير.

يضر تلوث الماء بصورة مباشرة بأغلب الكائنات البحرية، فيما يتسبب هذا الضرر فيما بعد في التأثير سلبا على صحة البشر، علاوة على أنه يؤدي إلى حرمان الملايين من السباحة والصيد في الكثير من المناطق حول العالم.

تلوث الهواء

ربما هو أكثر أنواع التلوث البيئي شهرة، فبينما يشكل الأكسجين والنيتروجين والغازات الخاملة وبخار الماء حوالي 99% من محتوى الهواء، فإن إدخال عناصر غير طبيعية بنسب غير معتادة لهذا الهواء ينتج عنه نوع التلوث الشرس هذا.

يرى الخبراء أن انبعاث غازات خطيرة مثل ثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكربون يعمل كذلك على زيادة حدة وخطورة تلوث الهواء، الذي يضر بحالة الصحية للبشر، على الصعيدين الجسدي والنفسي.

التلوث الضوضائي

على الرغم من أنه من المستحيل على الإنسان أن يرى أو يشم التلوث الضوضائي، إلا أنه يعتبر أحد أخطر أنواع التلوث البيئي، إذ ينتج في أغلب الأحوال عن الأصوات شديدة الارتفاع التي تنتج عن تحليق الطائرات أو بسبب ماكينات المصانع.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التلوث الضوضائي المعروف كذلك باسم التلوث السمعي، بإمكانه التسبب في وقوع بعض حالات الوفاة، التي تنتج في تلك الحالة عن زيادة فرص المعاناة من أمراض القلب الخطيرة على الصحة.

التلوث الضوئي

هو آخر أنواع التلوث الشهيرة، والذي ينتج عن كثرة الأضواء المرتبطة بحياة المدينة الأكثر تقدما، ليؤدي مباشرة إلى حدوث بعض الارتباكات في النظام البيئي الخاص بالحيوانات تحديدا، من بينها تغريد الطيور في أوقات غير طبيعية وربما إحداث أزمة فيما يتعلق بالسلاحف المولودة حديثا.

يرى الخبراء كذلك أن الاستخدام المبالغ للأضواء من شأنه التسبب في إهدار نحو ربع الطاقة المستخدمة بشكل عام، ما يكشف عن خطورة هذا النوع من أنواع التلوث أيضا.

أسباب التلوث

تتعدد أسباب التلوث التي يمكن التوصل إليها فورا مع الاطلاع على أنواع التلوث البيئي المذكورة، حيث نجد أن انتشار المصانع إضافة إلى عوامل طبيعية أخرى مثل حرائق الغابات والعواصف الترابية من أسباب التلوث الهوائي.

يمكن اعتبار أن إلقاء المخلفات في الماء هو السبب الأول وراء التلوث المائي، إلا أنه ليس الوحيد نظرا لإمكانية تضرر المياه أيضا جراء سوء تصنيع أو تنظيم الصرف الصحي، علما بأن سوء استعمال المبيدات البشرية والمواد الكيميائية هو سر ظهور نوع آخر من أنواع التلوث وهو تلوث التربة.

أما عن التلوث الضوضائي فهو ينتج مباشرة عن ارتفاع الأصوات الخاصة بالمعدات الثقيلة والطائرات، علاوة على أن ارتفاع أصوات الأغاني والسيارات في الشوارع بإمكانه التسبب في أضرار هذا التلوث المزعج.

أضرار التلوث

يرى الخبراء والباحثين أن تلوث الهواء وحده بإمكانه قتل أكثر من 2 مليون شخص حول العالم بصفة سنوية، حيث تختلف درجة التأثر بهذا الشكل من التلوث طبقا للمسبب.

يؤدي التلوث بشكل عام إلى الإضرار بالصحة حيث يزيد من مخاطر المعاناة من الأمراض السرطانية، فيما يتسبب في الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، علاوة على التأثير بالسلب على صحة الجهاز التنفسي.

كذلك من الوارد أن يؤدي التلوث للمرض النفسي للبشر، فبينما تؤدي أغلب أنواع التلوث إلى إحداث تغييرات مناخية ترتبط بدرجات الحرارة، فإن تلك التعديلات من شأنها زيادة مشاعر القلق والتوتر، وربما تساهم في زيادة مخاطر معاناة الأطفال الصغار من الاضطرابات الذهنية.

كيفية مواجهة التلوث

تتطلب مواجهة التلوث اللجوء إلى معايير الحفاظ على البيئة، والتي تشمل دائما التخلص من النفايات والمخلفات بالصورة العلمية، وعدم إلقاء تلك البقايا في مياه البحار والمحيطات والأنهار.

يشير الباحثون إلى أهمية الاستغناء قدر الإمكان عن السيارات المتسببة في انبعاث الغازات المضرة، والاستعانة بدلا منها بالدراجات غير المضرة للبيئة، والمفيدة لصحة البشر في الوقت نفسه.

كذلك يعتبر الاستخدام المتزن لأشكال الطاقة المختلفة من أبرز طرق مواجهة التلوث والحفاظ على البيئة، تماما مثلما يؤدي اللجوء إلى الطاقة الشمسية وتجنب إشعال الحرائق بغرض الشواء على سبيل المثال إلى الهدف المطلوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى