علاقات

الخلافات الزوجية.. أنواعها وأسبابها وطرق التخلص منها

لا تخلو أي علاقة زوجية مهما كانت ناجحة، من بعض المشكلات بين الزوجين، فسواء كانت تتعلق بصعوبة التواصل بين الطرفين أو بالظروف المادية للأسرة أو بغيرها من الأسباب، فإنها تحتاج إلى العلاج لا التجاهل، وإلا انتهى الأمر بالانفصال، ما يدفعنا للكشف عن أنواع الخلافات الزوجية وأسبابها، وكيفية حل تلك الخلافات.

مفهوم الخلافات الزوجية

في البداية وقبل سرد أنواع وأسباب الخلافات الزوجية، نكشف عن مفهوم تلك الخلافات من وجهة نظر خبراء العلاقات، حيث يصفون الخلافات الزوجية بأنها تلك الأزمات الناتجة عن صعوبة أو عدم التواصل الجيد من الأساس بين طرفي العلاقة.

تمر الخلافات الزوجية بعدة مراحل في حال عدم علاجها، حيث يؤدي تفاقهما إلى صعوبة إعادة مجريات الأمور كما كانت في البداية، لذا تؤدي الخلافات الزوجية في كثير من الأحيان إلى الطلاق.

أنواع الخلافات الزوجية

تتعدد أنواع وأشكال الخلافات الزوجية، إلا أن الخبراء يقسمون أنواع تلك الخلافات كافة إلى نوعين، النوع الأول هو الناتج عن مشكلات داخلية، مثل أن يجد الزوجان أزمة في مشاركة تفاصيل حياتهما، أو ألا يتوصلوا إلى اتفاق فيما يخص كيفية تربية الأبناء أو كيفية توزيع المهام فيما بينهما.

أما النوع الثاني من الخلافات الزوجية فيتمثل في المشكلات الخارجية، التي تظهر على الأغلب في صورة سوء الأحوال المادية تأثرا على سبيل المثال بتغيرات في الظروف الاقتصادية، أو بحدوث تغيرات في ظروف العمل الخاصة بأحد الزوجين.

أسباب الخلافات الزوجية

هناك أسباب مختلفة إذن وراء ظهور الخلافات الزوجية، حيث تعد الأزمات الناجمة عن كيفية إنفاق الأموال من أبرز أسباب الطلاق في العالم، هنا يبدو الخلاف غالبا بين شخصين أحدهما يبدو قلقا من إنفاق الأموال دون ترشيد، والثاني لا يبدو مكترثا لينفق ببذخ، وهي الأمور التي تتصاعد حدتها في ظل سوء الأحوال الاقتصادية.

سبب آخر من أسباب الخلافات الزوجية يتمثل في مشكلات الأطفال، حيث تتطلب تربية الأبناء قدرا كبيرا من تحمل المسؤولية، لذا فمع عدم القدرة على تحملها بالصورة المطلوبة تتصاعد الخلافات، كذلك من الوارد أن يتسبب إنجاب الأطفال في ضعف التواصل بين شريكي الحياة، لتبدأ المشكلات أيضا في الظهور في تلك الحالة.

تقودنا النقطة السابقة إلى سبب آخر من أسباب المشكلات الزوجية، وهو انشغال الزوجين عن بعضهما البعض إما من أجل كسب الرزق أو لتربية الأبناء، حينها يمكن لأتفه الأزمات أن تتحول لمشكلات كبرى في ظل عدم التواصل وابتعاد كل طرف عن الآخر بمشاعره.

أما عن عدم التحكم في الغضب، فهو بالطبع من أسباب الخلافات الزوجية المباشرة، حينها يمكن لأبسط الأمور أن تتحول إلى مشكلات كبيرة يصعب علاجها، وخاصة إن قام أحد طرفي العلاقة الزوجية بالاعتداء على الطرف الآخر سواء باللفظ أو بالفعل.

يرى خبراء العلاقات أن العادات السيئة بإمكانها أن تصبح سببا مباشرا وراء الكثير من الخلافات الزوجية، حيث يمكن لأمر بسيط مثل عدم الاهتمام بتنظيف الأطباق بعد تناول الطعام اعتمادا على الطرف الآخر، أن يؤدي إلى تصاعد حدة الخلافات فيما بعد، تماما مثلما يمكن لتوجيه النقد بصورة دائمة أن يزيد من فرص فشل العلاقة عاجلا أم آجلا.

كيفية حل الخلافات الزوجية

علاج المشكلات الزوجية بين الطرفين ليس من الأمور المعقدة، فقط إن كانت هناك رغبة حقيقية، فيما تتحدد كيفية حل تلك الخلافات على أسباب وقوعها من الأساس.

مثلا إن كان سر الخلافات يتمثل في طريقة إنفاق طرف من الأطراف للأموال، فإن العلاج هنا يتمثل في وضع ميزانية شهرية للمال، يتحدد من خلالها قائمة الأشياء الضرورية والأشياء غير المهمة التي يمكن الاستغناء عنها، تماما مثلما ينصح بتحديد وتقسيم مهام تربية الأبناء في البداية، حتى لا تتفاقم الأزمات فيما بعد.

يشير الخبراء إلى أن علاج أزمة عدم تحكم الزوجين في الغضب، يتلخص في ضرورة عدم النقاش في لحظات الانفعال، وتأجيل البحث عن حلول للأزمات لأوقات أخرى، يتحلى فيها كل طرف بالهدوء والثبات، حتى لا يندم أحد على أفعاله.

وفي وقت يعد فيه التواصل السيئ بين الزوجين من أبرز أسباب الخلافات، فإنه من اللازم أن يحدد الطرفان بعض الأوقات للحديث المشترك بينهما، حتى لا تضعف المشاعر الزوجية يوما بعد الآخر، ويصبح قرار الانفصال واردا، علما بأن عادات الزوج أو الزوجة السيئة يجب أن يتم التخلي عنها فورا، كونها من أسباب الخلافات الزوجية المباشرة.

في الختام، يعد ظهور الخلافات الزوجية من الأمور الطبيعية بين الحين والآخر، إلا أن تركها على حالها أو تجاهلها تماما، لن يؤدي في النهاية إلا إلى تفاقمها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى