ارتبطت عادة قضم الأظافر في أذهان البشر بالإحساس بالتوتر والقلق، إلا أن خبراء علم النفس يربطون الآن بين تلك العادة الشائعة وبين رغبة أصحابها في الوصول إلى الكمال.
قضم الأظافر والكمال
ربما تبدو عادة قضم الأظافر أكثر ارتباطا بالأطفال الصغار، إلا أن الاستمرار في ممارسة تلك العادة وارد أيضا لدى البالغين، الذين كانوا على الأغلب ضحية للرغبة في الوصول إلى الكمال.
يرى الباحثون من جامعة مونتريال في كندا، أن قضم الأظافر وغيرها من العادات المتكررة التي يقوم بها المرء على مدار يومه دون انتباه، مثل شد الشعر على سبيل المثال، هي في الأصل ترتبط بشخص يرغب في الوصول إلى الكمال، حيث يلجأ لإحدى تلك العادات من أجل الهروب من مشاعر عدم الرضا والملل.
يؤكد الخبراء من جامعة مونتريال أن ممارسة عادة قضم الأظافر تظهر كثيرا عند الإحساس بمواجهة مهمة صعبة لدى الشخص الذي يحلم بالكمال، حيث يعاني هذا الشخص من مشاعر الحزن وعدم الرضا عند عدم تحقيق أهدافه بدرجات تفوق الأشخاص الآخرين، كما يعاني من الملل بدرجات أعلى من غيره أيضا.
ضحايا الكمالية
تعرف الكمالية أو الكمال في علم النفس بأنها الصفة التي تدفع الشخص لوضع معايير شديدة الارتفاع فيما يخص أهدافه وأحلامه، لذا فهو دائم الخوف من التعرض للنقد من الغير فيما لا يتردد قبل توجيه النقد السلبي لنفسه، وهي الأمور التي تصيبه بالاكتئاب وخاصة عند عدم الوصول للأهداف المرغوبة.
توصل علماء جامعة مونتريال للعلاقة بين صفة الكمالية المشار إليها وبين العادات المتكررة وعلى رأسها عادة قضم الأظافر، عبر ملاحظة ردود فعل نحو 50 متطوعا شاهدوا بعض الأمور المثيرة للغضب والملل وفي أحيان أخرى للاسترخاء.
وجد الباحثون من خلال الدراسة أن العادات المتكررة بدأت في الظهور على بعض المتطوعين، عند التعرض تحديدا لمشاعر الملل أو الإحباط، حيث لم تؤدِ مشاهد سقوط الطائرات المقلقة أو حتى مشاهد الشواطئ التي تدعو للاسترخاء إلى ظهور أي عادات لدى المتطوعين في تلك الأثناء، بعكس ما حدث عند التعرض لاختبارات صعبة ولأوقات مملة دون تحدث.
من هنا توصل العلماء في نهاية المطاف، إلى أن قضم الأظافر وغيرها من العادات الشبيهة ليست فقط دليلا على الإحساس بالتوتر، بل كذلك قد تكشف عن شخص يعاني من الرغبة في الوصول للكمال.