صحة ولياقة

هل يمكن علاج التصلب اللويحي وما مدى تأثيره على الحمل

التصلب اللويحي أو كما يُعرف أيضًا بالتصلب المتعدد، هو مرض مزمن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي وبشكل خاص الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب البصرية، نتيجة حدوث تلف في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية مما يؤدي إلى اختلال وظيفتها في نقل الإشارات العصبية، وبالتالي معاناة الشخص من مجموعة واسعة من الأعراض في عدة أجزاء من جسمه، يتركز تأثيرها بشكل أساسي على الحركة والتنقل، وقد تنتهي أحيانًا بفقدان القدرة على المشي كُليًا، ولأنه قد يتساءل البعض حول إمكانية العلاج ومدى تأثيره على الحمل والإنجاب؛ أعددنا في المقال التالي الإجابة عن كل ما سبق.

التصلب اللويحي
التصلب اللويحي

أعراض التصلب اللويحي

تختلف أعراض المرض بشكل كبير من شخص إلى آخر وفقًا لمكان الأعصاب التالفة ومقدار تضررها، وتتطور هذه الأعراض بشكل تدريجي وقد تكون مصحوبة بفترات سكون، إذ إن معظم المرضى تأتيهم الأعراض على شكل نوبات أو انتكاسات قد تظهر على مدار عدة أيام أو أسابيع ثم تليها فترات هدوء قد تبقى لعدة أشهر أو حتى سنوات ثم تعاود الظهور لاحقًا، بينما البعض الآخر قد تستمر الأعراض لديهم بالتدهور مع مرور الوقت، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • التنميل والوخز، ويشبه الإحساس بالدبابيس والإبر تمامًا كشعور الخدر في قدمك عندما تجلس عليها لمدة طويلة، ويؤثر بشكل خاص على الوجه، والذراعين، والساقين.
  • ضعف العضلات مما يسبب تغيرات في المشي والحركة، إذ يجد المريض نفسه غير متزن ويتعثر بسهولة أثناء المشي أو خلال قيامه بنشاط بدني.
  • المعاناة من إحساس يشبه الصدمة الكهربائية عند تحريك الرقبة، وخاصة أثناء انحنائها للأمام، وتُعرف هذه العلامة بعلامة ليرميت.
  • مشاكل العين والرؤية وتشمل: 
  • ازدواجية الرؤية.
  • ضبابية الرؤية أو عدم وضوحها.
  • فقدان الرؤية بشكل جزئي أو كلي.
  • عدم التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر.
  • التهاب العصب البصري مما يسبب الألم أثناء حركة العين.
  • مشاكل في المثانة تتمثل في صعوبة إفراغ المثانة، أو الحاجة للتبول المتكرر، أو المعاناة من سلس البول الإلحاحي بشكل مفاجئ.
  • مشاكل في الأمعاء كالإمساك.
  • التعب والإرهاق.
  • الشعور بالدوخة وعدم الاتزان.
  • الرعاش والرجفة اللاإرادية. 
  • التشنجات العضلية المؤلمة وخاصة في الساقين.
  • العجز الجنسي.
  • التغيرات العاطفية والاكتئاب.
  • مشاكل التعلم والذاكرة، كصعوبة التركيز وتداخل الكلام.

أسباب التصلب اللويحي

رغم أنه لم يتم التوصل لسبب المرض على وجه التحديد، لكنه يُعتبر أنه أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ إن الجهاز المناعي يهاجم الطبقة الدهنية التي تسمى غمد المايلين والمسؤولة عن تغطية وحماية الألياف العصبية، وتوصيل الإشارات العصبية بسرعة وكفاءة، وعندما يتلف غمد المايلين فإنه يترك ندبة أو تصلبا في عدة مناطق ويطلق على هذه المناطق المتضررة اسم لُويحات، والتي تؤثر بشكل رئيسي على جذع الدماغ، والمخيخ الذي ينسق الحركة ويتحكم بتوازن الجسم، والحبل الشوكي، والأعصاب البصرية، والمادة البيضاء في الدماغ. 

الأمر الذي يعيق بالنهاية انتقال النبضات العصبية بسهولة من الدماغ إلى العصب المستهدف في الجسم بحيث تصبح بطيئة أو متقطعة، مما يسبب مشاكل في التواصل بين الدماغ وأجزاء الجسم، إضافة إلى ذلك فإن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة، مثل:

  • العمر، رغم أنه قد يتطور في أي عمر لكنه غالبًا يتم تشخيصه في معظم المرضى بين 20 و40 عامًا.
  • الجنس، إذ ترتفع نسبة الإصابة بين النساء بمعدل 2 إلى 3 مرات مقارنةً بالرجال.
  • العوامل الجينية والاستعداد الوراثي للشخص مجتمعة مع بعض المحفزات البيئية.
  • التدخين.
  • التعرض للعدوى بسبب أنواع من الفيروسات، مثل: فيروس إبشتاين- بار أو فيروس الهربس البشري.
  • نقص بعض الفيتامينات في الجسم، مثل فيتامين د والذي يؤثر على عمل جهاز المناعة، وفيتامين ب 12 والذي يستخدمه الجسم في تكوين غمد المايلين.
التصلب اللويحي
التصلب اللويحي

أنواع التصلب اللويحي

  • المتلازمة المعزولة سريريًا، وتُعتبر أول نوبة عصبية يتعرض لها الشخص، وتتضمن مجموعة من الأعراض تستمر لمدة 24 ساعة على الأقل، ورغم أنها تعتبر مؤشرًا على الإصابة لكنها لا تكفي للتشخيص، لكن في حال تبعتها نوبة في وقت لاحق، يتم تشخيص المريض بإصابته بالتصلب اللويحي من النوع التالي.
  • التصلب المتعدد متكرر الانتكاس، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للمرض إذ إنه يمثل 85% من الحالات، ويتضمن انتكاسات أو نوبات واضحة لنشاط المرض متبوعًا بفترات هدوء والتي تختفي خلالها الأعراض كليًا أو جزئيًا، قبل أن تعاود الظهور مرة أخرى.
  • التصلب المتعدد التدريجي الأولي، في هذا النوع تتفاقم الأعراض تدريجيًا دون حدوث انتكاسات أو فترات سكون، مع ذلك فقد يمر البعض بأوقات قصيرة من الاستقرار وفترات تتفاقم فيها الأعراض ثم تتحسن، ويؤثر على حوالي 15% من المصابين.
  • التصلب المتعدد التدريجي الثانوي، وهذا النوع يجمع بين النوعين الثاني والثالث، بحيث إن المريض سيتعرض لفترات الانتكاس والسكون بالإضافة إلى التدهور التدريجي نتيجة تقدم المرض.

هل يمكن علاج التصلب اللويحي؟

لا يوجد علاج نهائي لمرض التصلب المتعدد، لكن العلاج المتاح حاليًا يركز على التخفيف من النوبات وحدة الأعراض، وإبطاء المرض، مما يتيح للشخص التعايش مع حالته، ويتم العلاج كالتالي:

  • علاج نوبات التصلب اللويحي بواسطة:
  • أدوية الكورتيكوستيرويدات لتثبيط جهاز المناعة. 
  • تبادل البلازما، وينطوي هذا الإجراء على سحب الدم من المريض وإزالة البلازما واستبدالها ببلازما جديدة ثم إعادة نقلها إليه، وتهدف هذه العملية إلى إزالة الأجسام المضادة التي تهاجم الخلايا العصبية.
  • أدوية للحد من تقدم المرض وتطوره.
  • علاج أعراض وعلامات المرض من خلال:
  • تمارين العلاج الطبيعي للتخفيف من مشاكل المشي واستعادة الحركة.
  • أدوية مرخيات العضلات لعلاج التشنجات العضلية.
  • أدوية لعلاج الاكتئاب والأرق، والعجز الجنسي، والتحكم بالمثانة ومشاكل الأمعاء.
  • تغيير نمط الحياة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، والتخفيف من الضغط النفسي، والحصول على قسط وفير من الراحة والنوم.
التصلب اللويحي
التصلب اللويحي

التصلب اللويحي والحمل

بشكل عام، فإنه من الآمن أن تصبحي حاملًا في حال كنتِ مصابة بالتصلب المتعدد، إذ تشير بعض الدراسات أن معدلات الخصوبة والحمل لا تتأثر بالإصابة بالتصلب اللويحي، كما أن نوبات المرض تميل للانخفاض خاصة في الثلثين الأخيرين من الحمل، ومع ذلك فإن مشاكل الأمعاء والمثانة والتعب وطريقة المشي ‑الشائعة بين جميع النساء الحوامل- قد تكون أسوأ بالنسبة للنساء المصابات بالمرض.

أما فيما يتعلق بأدوية العلاج؛ فإنه من الضروري استشارة الطبيب والمتابعة معه قبل محاولة الحمل وأثناء الحمل ليقرر إن كانت آمنة وهل يستدعي الأمر الاستمرار بتناولها أم التوقف عنها، لكن قد يكون لديكِ خطر أكبر للتعرض للانتكاسات خلال الأشهر الثلاثة أو الستة الأولى بعد الولادة، لذا فإن الأمر يتطلب منكِ ضرورة تركيز الاهتمام على صحتك في هذه الفترة من خلال التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والمتابعة الطبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى