ثقافة ومعرفة

الذكاء وحب الزعامة.. وأخطر أعراض مرض السايكو

يجيد تمثيل دور الإنسان العاقل، يبهرك بحضوره وذكائه ومرونته الواضحة مع الآخرين، ثم ما إن خالطته وتعمقت في شخصيته، أدركت مدى تلاعبه، ووعوده المزيفة، وشدة تلذذه بإلحاق الأذى بالآخرين، بل شدة تخبطه وأفعاله غير الأخلاقية. تعال نتعرف على مرض السايكو.

مرض السايكو والشخصية السايكوباتية

الشخصية السايكوباتية أو كما تسمى (المعتلة نفسيا) هي من أكثر الشخصيات تعقيدا وصعوبة في التعرف على صاحبها، فهو بالرغم من مظهره الطبيعي ونسبة ذكائه الجيدة، إلا أنه كثيرا ما يعد ويخلف، شخصية متمحورة حول نفسها، تقوم بتلبية غرائزها وحاجتها وإن كان على حساب الآخرين، قد ينتهي بها الأمر إلى القضاء والسجون، فمنهم المتحرشون أو المغتصبون الذين يتلذذون بموقف ضعف الضحية أمامهم، ومنهم القتلة الذين يتفننون قبل قتل ضحاياهم من تشويه أوتعذيب أواغتصاب.

متى تظهر ملامح الشخصية السيكوباتية؟ وهل يمكن تفاديها؟

  • الشخصية المعتلة نفسيا (السيكوباتية) مثل باقي الشخصيات قد تظهر بعض العلامات منها في مرحلة الطفولة وتشخص آنذاك بـ«اضطراب السلوك».
  • تظهر في سمات منها القسوة، نقص العاطفة والمشاعر تجاه الآخرين، العنف، الكذب، التلاعب بالإخوة والأصدقاء والتلذذ بإلحاق الأذى بهم دون الشعور بتأنيب الضمير فمثلا: الطفل الذي يشد ذيل القطط، أو يرمي الكلاب بالحجارة دون أن تؤذيه، أو قد يصل الطفل لتكسير رقاب العصافير.
  • على الأم والأب أن ينتبهوا جيدا عند ظهور هذه العلامات، فهي تدل بشكل قاطع على «اضطراب السلوك» لدى الطفل، وليس شرطا أن تدل قطعيا على شخصية سيكوباتية فيما بعد، بل تشير إلى اضطراب سلوك واضح لا بد من المسارعة في علاجه حتى لا يتفاقم، وهو فرصة كبيرة لتفادي اضطرابات الشخصية فيما بعد، ويوفر نسبة علاج أكبر.

أهم ملامح الشخصية السيكوباتية

  •  تفاوت نسبة الذكاء من متوسط إلى مرتفع الذكاء.
  • جاذبية ظاهرة وحب للزعامة والقيادة والسيطرة.
  • انعدام الصدق والأمانة والإخلاص، وظهور أفعال لا أخلاقية.
  • غياب تأنيب الضمير والندم، فلا تجده مكترثا لمصيبة قام بها أو فعلا شنيعا ما زالت الضحية تتألم منه.
  •  عدم القدرة على التعلم من التجارب وضعف الحكم على الأمور.
  • غياب العاطفة والحساسية لمشاعر الآخرين.
  • سلوك مضاد للمجتمع مثل: النصب والسرقة والتخريب والتحرش والاضطهاد والقتل.
  • انخفاض معدل العلاقات السوية في حياته، بل غيابها تماما في بعض الحالات.
  • تقديم رغباته وحاجاته على الجميع، وعدم التحكم في غرائزه وحاجاته في محيط العرف والدين والقانون بل اختراق كل ذلك دون الشعور بالندم.
  • العجز عن اتباع خطة سليمة صحية في الحياة، فقد يتفوق الشخص السيكوباتي، وقد يصل إلى مناصب رفيعة كرئيس دولة أو قائد دبلوماسي أو وزير أو رجل أعمال كبير، لكنه لديه خلل واضح في انحطاط القيم الأخلاقية والقواعد والحساسية لمشاعر الآخرين، بل قد يظهر عكس ما يبطن تماما وهذه الحالات أشد خطورة على المجتمعات.
  • الشعور بقيمة الذات، فهو عنده من الثقة بنفسه ما يكفي العديد ممن هم في مثل سنه ومكانه.
  • سلوك جنسي منحل وشاذ مثل: التحرش والاغتصاب والسادية والجنسية الحيوانية والجنسية الطفلية.
  • عدم وجود أهداف واقعية طويلة المدى.
  • الاندفاع، فعادة ما يكون رد الفعل تجاه مشكلة ما سريعا جدا وذلك ما يجعل التعامل الصحيح مع الأمور أمرا شبه معدوم.
  • شخص غير مسؤول.
  • التنوع الإجرامي والتورط مع القانون.

أسباب حدوث الشخصية السايكوباتية

1- يعتبر العلماء السبب الأول هو العامل الوراثي، ففيه تنتقل الصبغات الوراثية عن طريق الجينات محملة ببعض الاستعدادات الوراثية للمرض.
2- يوجد نظريات ترجع الاضطراب إلى خلل في الهرمونات والجهاز العصبي.
3- العوامل النفسية من بينها الصراعات المبكرة: القلق والتوتر والشعور بالظلم والاضطهاد، التعرض للضغوط القاسية والمؤلمة في الصغر.
4- أيضا العوامل النفسية البيئية أو الاجتماعية وعلى رأسها أساليب التربية التي يستخدمها الوالدان في تربية أطفالهم، وأساليب المكافأة والعقاب، ومدى الحب المقدم من البيئة المحيطة لهم، وتعامل المعلمين والأصدقاء والجيران، والتعرض لخبرات بيئية محبطة مثل الكوارث والحروب والظلم والاغتصاب وغيرها.

ماذا أفعل إن علمت أني سيكوباتي؟

  • تذكر أن معظم المرضى السيكوباتيين لا يحبون العلاج ويتفلتون منه، فلا تترك نفسك دون استشارة ذوي الخبرة من الأخصائيين النفسيين، واحصل على دعم فوري وسريع منهم حتى لا يتفاقم الأمر معك.
  • في جميع الأحوال علينا أخذ الحيطة والحذر لدى التعامل مع الشخصيات التي يتأكد لنا أنها سيكوباتية فعلا، أو حتى تجنبها إن أمكن، وإلا فقد يقع ما لا يحمد عقباه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى