صحة ولياقة

فوبيا الثقوب.. أسبابها وأعراضها وكيفية التغلب عليها

فوبيا الثقوب أو كما تعرف أيضا بفوبيا النخاريب هي عبارة عن حالة من القلق والخوف وعدم الارتياح تحدث عند رؤية مجموعة من الثقوب المتراصة بجوار بعضها بصورة منتظمة ومتقاربة جدا كما في خلية النحل وثمرة الفراولة، وهذه الحالة تصيب نسبة ليست قليلة من البشر حول العالم حيث أثبتت الدراسات أن حوالي 16% من البشر يعانون من هذا النوع من الفوبيا، ولذلك سنتناول في هذا المقال فوبيا الثقوب وكل ما يتعلق بها من أسبابها وأعراضها وكيفية علاجها والتغلب عليها.

أسباب فوبيا الثقوب

هناك نظريات عديدة لتفسير أسباب فوبيا الثقوب وتدور جميعها حول محاولة الشخص حماية نفسه كما في فوبيا المرتفعات أو الأماكن المغلقة، حيث تشير إحدى النظريات إلى أن فوبيا الثقوب مرتبطة بالخوف في اللاوعي من بعض الحيوانات التي لها مظهر مشابه لشكل الثقوب المتراصة كربط خلية النحل بالأفعى التي لها نمط مشابه وبالتالي الشعور بالخوف والقلق من النظر إلى خلية النحل، وتشير نظرية أخرى إلى أن هذا التوتر والقلق قد يكون متعلقا بالخوف من بعض الفطريات والجراثيم التي تسبب أمراضا جلدية تؤدي إلى ظهور بثور على الجلد تشبه في شكلها الثقوب أو النخاريب.

والأشياء التي لها مظهر يشبه الثقوب المتراصة وتسبب هذا الشعور بالقلق وعدم الارتياح كثيرة ومنها:

  • بعض الفواكه كالفراولة والرمان والشمام.
  • خلايا النحل والمرجان والحيوانات التي لها جلد أو فرو منقط بما فيها الحشرات والثدييات والبرمائيات وكذلك عناقيد العيون التي تُرى في بعض الحشرات.
  • الإسفنج وجراب بذور اللوتس والفقاعات مثل فقاعات الصابون وتكاثف الماء.
  • ثقوب الهواء في قطعة الخبز وكذلك البثور التي تظهر على الجلد في بعض الحالات المرضية.

أعراض فوبيا الثقوب

أعراض فوبيا الثقوب تكون مشابهة بصورة كبيرة لأعراض نوبات الهلع أو الذعر، ومن هذه الأعراض:

  • الشعور بالخوف والقلق والقشعريرة وعدم الارتياح.
  • الغثيان والانزعاج البصري كإجهاد العين وتشوه الرؤية.
  • التعرق والشعور بالرجفة أو اهتزاز الجسم.
  • تسارع ضربات القلب وضيق التنفس.
  • الشعور بحكة أو زحف في الجلد.

وهذه الفوبيا شائعة في النساء بصورة أكبر من الرجال، وبعض الأشخاص الذين يعانون من فوبيا الثقوب قد يكونوا مصابين باضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب الرئيسي والقلق المعمم واضطراب القلق الاجتماعي.

ولا يمكن تشخيص فوبيا الثقوب بشكل رسمي حيث إنها حتى الآن غير مصنفة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ولكن عند تشخيص أي نوع من أنواع الفوبيا أو الرهاب يقوم الطبيب بالاستفسار من المريض عن الأعراض ومتابعة السيرة الطبية والنفسية والاجتماعية للمريض، ولذلك يُنصح عند الشعور بهذه الأعراض أو حدوث نوبات هلع وخوف عند رؤية أي شيء يشبه الثقوب بمراجعة الطبيب للعلاج والتقليل من حدة الأعراض.

علاج فوبيا الثقوب

ليس هناك علاج واضح لفوبيا الثقوب حتى الآن نظرا للجدل القائم حولها وعدم إدراجها بشكل رسمي تحت مسمى الفوبيا، ولكن بشكل عام يتم علاج فوبيا الثقوب والسيطرة على أعراضها باتباع نفس الطرق والعلاجات المستخدمة لعلاج الرهاب، ومن هذه الطرق العلاجية:

  • العلاج بالتعرض (expo­sure ther­a­py) والذي يستخدم في علاج أنواع الفوبيا الأخرى، ويتم ذلك عن طريق تعريض المريض للشيء الذي يخاف منه (وهو الثقوب) بصورة تدريجية وبجرعات صغيرة حتى يتغير رد فعله تجاه هذا الشيء ويستطيع التغلب على مخاوفه.
  • العلاج السلوكي المعرفي عن طريق تحدث المصاب مع الطبيب النفسي عن مخاوفة وأفكاره وكيفية تأثيرها على سلوكه حيث يؤدي ذلك إلى الحد من الأفكار السلبية عند المريض والتي قد تكون سببا في هذه الحالة المرضية.
  • تجنب الكافيين وكل مسببات التوتر.

الاستعانة بوسائل الاسترخاء مثل اليوجا والتنفس العميق وكذلك ممارسة التأمل والوسائل الذهنية التي تساعد على تقليل التوتر.
اتباع نمط حياة صحي بتناول طعام صحي والنوم الكافي وممارسة الرياضة بصورة منتظمة.

في بعض الأحيان قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية المهدئة ومضادات الاكتئاب ولكنها لم تثبت فعاليتها في علاج فوبيا الثقوب حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى