شائع

يتيم يحمي شقيقته في بورما.. فما حقيقة الصورة؟

هي لقطة مؤثرة قطعا وفي كل الأحوال.. فهو طفل صغير يبدو أنه لا يتجاوز الـ 3 سنوات، عيناه تمتلئ بالحزن، ولكنه لا يأبى أن يترك اخته الأصغر سنا تبكي مرتعبة، فيحتضنها بذراعه الصغير، أملا في منحها بعض العطف والأمان، ولكن هل هي فعلا صورة ليتيمين من بورما كما يشاع؟

شائعات

لم تسلم تلك الصورة منذ ظهورها عبر صفحات الإنترنت من الشائعات، حيث قيل عنها من قبل أنها صورة ليتيمين، مات والديهما خلال زلزال نيبال المدمر الذي ضرب البلاد، وقتل على اثره آلاف الضحايا.

بينما عاد ظهورها مجددا في الفترة الأخيرة، على اعتبار أنها صورة مروعة تكشف حجم المأساة التي يعيشها أطفال مسلمي بورما، بعد فقدان ذويهم، بل ذهب البعض بخياله إلى أن أكد أن الطفل الصغير في تلك اللحظة كان يمنع البوذيين من الاقتراب من أخته الصغيرة، حيث كانوا يستعدون للإجهاز عليها.

الحقيقة

فعليا، ليس لتلك الصورة الشهيرة أي علاقة تذكر بمسلمي بورما، ولا حتى بزلزال نيبال المدمر، بل إن الصورة التي خطفت قلوب الكثيرين عبر صفحات الإنترنت، وانتشرت في وقت قياسي كالنار في الهشيم، لم تلتقط في العام الحالي أو حتى السابق من الأساس، بل يعود تاريخ التقاطها إلى عام 2007، في شمال دولة فيتنام.

إذ أكد المصور الفيتنامي، سون ناجوين، لـ BBC أنه التقط تلك الصورة في شهر أكتوبر من سنة 2007، في قرية نائية بدولته فيتنام، ليفاجأ لاحقا بما قيل عنها من جانب الكثيرين.

المصور والقصة كاملة

يقول المصور: «كنت أمر بإحدى القرى الصغيرة، عندما رأيت بعض الأطفال يلعبون أثناء قيام ذويهم بالعمل في الزراعة، لأجد تلك اللقطة التي لم أفوتها بالطبع».

ويضيف ناجوين: «كل ما حدث أن الطفلة الصغيرة فيما يبدو كانت قلقة بسبب وجود بعض الغرباء في المكان، فما كان من الأخ الأكبر منها بعام أو بعامين على الأكثر، أن قام باحتضانها لتهدئتها، في مشهد رائع، حفزني على تصويره، وعرضه من خلال صفحتي الخاصة عبر الإنترنت».

وبالفعل قام المصور الفيتنامي بعرض صورة الطفلين عبر الإنترنت، ليفاجأ بعد مرور سنوات عدة ببدء انتشار الصورة بشكل مثير، ولكن مصحوبة بالكثير من التعليقات الزائفة، والتي كان يعلم بالقطع انها لا تمت للحقيقة بصلة.

يقول المصور: «في البداية قالوا انهما طفلين فيتناميين ماتت أمهما، وتركهما والدهما، ثم أكدوا أنها لقطة نجاة طفلين من زلزال نيبال، وفي النهاية يقولون أنها صورة لطفلين من بورما، بينما الواقع مختلف تماما».

وقد قام المصور ببذل الكثير من الجهود من أجل إثبات ملكيته لحقوق النشر الخاصة بهذه الصورة الرائعة، ولكنه فشل للأسف في ذلك.

في النهاية يؤكد المصور: «إنه لأمر غريب حقا، فهي واحدة من أكثر الصور المنتشرة عبر صفحات الإنترنت، ولكن للأسف، في السياق الخاطئ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى